نظمت مكتبة تنمية، ندوة موسعة لمناقشة رواية "السندباد الأَعمى.. أطلس البحر والحرب"، للكاتبة الكويتية بثينة العيسى، والصادرة عن مكتبة تنمية بالتعاون مع "منشورات تكوين"، وذلك مساء أمس الجمعة. أدار اللقاء الكاتب والروائي طارق إمام، الذي استهل الحديث بالترحيب بالكاتبة بثينة العيسى، مؤكدا تنوع ما تقدمه العيسى من أفكار، قائلًا: "نحن اليوم أمام كاتبة لا تعرف وضع نقطة في نهاية السطر، لكي تظل كل نهاية وعدا ببداية جديدة". وفي مستهل حديثها، قالت بثينى العيسى، إن طموح أي كاتب أن يكون مقروء في مصر، معتبرة وجود قراء لها في مصر هو أحد أجمل أحلامها، مضيفة: "دائما أستشهد بأبيات شعر قيس بن الملوح (وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا)، ولذلك في اعتقادي أنني لا أكتب لسبب واحد أو لسبب معين". ولفتت إلى أنه وجود منظور آخر وهو أن الكتابة صناعة للجرح وليس التعافي منه بالضرورة، مستطردة: "أحب عند الكتابة أن أخاطب كل حواس القارئ، لذلك أرهقتني كتابة رواية حارس سطح العالم، واستغرقت فيها في عالم التجريد". وأكدت أن الكتابة تنقسم إلى مراحل، لتصف مراحل الكتابة بالقطار، موضحة أنها عبارة عن صور تأتي للكاتب بشكل عشوائي يربطها قوى مغناطيسية وترتيب معين. وأضافت: "لم يكن في نيتي أن أوثق للغزو العراقي للكويت خلال رواية السندباد الأعمى، فقط كنت بحاجة إلى وجود سجن، وشخص يخرج منه في ظل حالة من اللا دولة، وهي توفر لي تاريخيا في هذه المرحلة من العام 1989 ل1991، كنت بحاجة إلى هذه الأحداث الثلاثة لصنع هذا السياق". وأكملت: "ربما كان هناك رابط ما بين السندباد الأعمى، ورواية كل الأشياء، على اعتبار أني لاحظت أن هناك شيئا مشتركا بين أبطال الروايتين مثل وجود الهم السياسي، خاصة أنني مهتمة بفئة اليسار في الحكم وكيف يفكرون". وأكدت الكاتبة بثينة العيسى، أنه لا يوجد مشكلة إطلاقًا في اختيار عنوان للرواية خارج جسد النص، وبسؤالها عن دلالات اسم "السندباد الأعمى"، أجابت العيسى: "الرواية تتناول فصل أليم بين الكويت والعراق والسندباد مشترك ثقافي هام ومعاصر، بين عديد من الدول". وأشارت إلى أن أهم دواوين الشعر في الكويت ديوان يسمى "مذكرات بحار"، موضحة أنه في السبعينات نفذوا أوبريت وأطلقوا عليه "أوبريت السندباد".