ثارت تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، كان قد وصف فيها حرب اليمن بأنها "أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف"، جدلا واسعا. وأعرب وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، عن "استغرابه" للتصريحات الصادرة عن قرداحي، ووصفها بأنها "تعكس جهلا فاضحا بالشأن اليمني، وانحيازا أعمى لميليشيا الحوثي الإرهابية، وتجاهلا لدور نظام إيران وأجندته التوسعية باليمن والمنطقة، في إدارة الانقلاب وتفجير الحرب وتقويض جهود التهدئة ووقف إطلاق النار وإحلال السلام". وقال الإرياني في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر ليل الثلاثاء/الأربعاء: "نؤكد أن تلك التصريحات انتهاك سافر لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي تحرص عليه اليمن في تعاملها مع دول العالم لا سيما العربية ولبنان على وجه الخصوص، وإنها تتعارض ونداءات المجتمع الدولي وآخرها البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن دعوة ميليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط". وأضاف: "نطالب حكومة وشعب لبنان الشقيق بتحديد موقف واضح من تلك التصريحات التي تسيء لعلاقات البلدين، وتخالف الموقف الرسمي اللبناني والإجماع العربي والإقليمي والدولي في دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وكذا القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية". من جانبه، أصدر قرداحي بيانا قال فيه: "منذ صباح اليوم (الثلاثاء)، وبعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وبعض المواقع الإلكترونية تتداول مقطعا من مقابلة أجريتها مع قناة الجزيرة أونلاين، في برنامج (برلمان الشباب)، وورد فيها كلام لي عن حرب اليمن، وقد ركزت هذه الوسائل الإعلامية على ما قلته في شأن الحوثيين ودفاعهم عن أنفسهم في وجه العدوان الخارجي". وأوضح قرداحي: "هذه المقابلة أجريت في الخامس من شهر آب/أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعييني وزيرا في حكومة الرئيس (نجيب) ميقاتي"، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان. وتابع: "ثانيا، لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة إلى المملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء". وأشار إلى أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الإعلام". وقال: "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ، ليس دفاعا عن اليمن ولكن أيضا محبة بالسعودية والإمارات". وختم بيانه بالقول: "عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سببا بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات". كما أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيانا جاء فيه أن ميقاتي "يعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة في شكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها، ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة". وأضاف: "أما في شأن كلام وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع عدة، فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، وبخاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديدا الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي". وتابع: "رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى فاقتضى التوضيح".