"رب ضارة نافعة"، هكذا يقول الأجداد، فالمشكلات لدى بعض الناس يمكن أن تخلق بداخلهم تحديا قد يحولهم لنماذج ملهمة، تماما مثلما فعل أبناء مصر من أصحاب متلازمة داون في مجالات عدة. ويعتبر أكتوبر، شهر التوعية بمتلازمة داون حول العالم، وهي إصابة عقلية تصيب الأطفال المولودين حديثا، خلال مراحل التكون الأولى في رحم الأم، واسمها الشائع "الإعاقة الذهنية". وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، استبدلت الدولة لقب "معاقين" لأصحاب متلازمة داون وغيرهم من الإعاقات الحركية، بلقب "أصحاب الهمم" أو "ذوي الاحتياجات- القدرات الخاصة"، تأكيدا على عزيمتهم العالية في شتى المجالات، ودورهم الفعال في المجتمع. وفي هذا الإطار، خصصت الدولة المصرية -متمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي- الكثير من الامتيازات لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، بينها المعاش والحق في العمل وتخفيض أسعار المواصلات العامة، بالإضافة لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة الضامة لكثير من المميزات عبر هذا الرابط. https://rdis.moss.gov.eg/EDR/OnlineRegistration في هذا التقرير، تستعرض "الشروق" نماذج مصرية ملهمة من مصابي متلازمة داون استطاعت العمل في مهام لأول مرة. 1- أول مذيعة مصرية من متلازمة داون تعتبر رحمة خالد، أول مذيعة مصابة بمتلازمة داون، وهي تقدم في الوقت الحالي برنامج "8 الصبح"، على قناة "DMC"، بمشاركة بعض الإعلاميين. حصلت رحمة على بكالوريوس سياحة وفنادق قسم دراسات سياحية عام 2018، وهي بطلة مصر في السباحة والتنس وكرة السلة، وفازت بعدد كبير من الميداليات، منها 7 دولية. وتعد رحمة بطلة مصر في السباحة منذ عام 2008 حتى الآن، حيث مثلت مصر في عدد كبير من الدول في بطولات رياضية ومؤتمرات دولية، وحصلت على 4 ميداليات، منها 2 ذهب وفضية وبرونزية، كما مثلت مصر في لبنان كمتحدث رسمي عن ذوي الإعاقة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2012. 2- أول معيد في الجامعة من متلازمة داون إبراهيم الخولى، هو بطل العالم في التنس، تفوق في دراسته التي بدأت في كلية الإعلام بالجامعة الكندية CIC، ثم عينته الجامعة معيدا لطلاب الصفوف الصيفية بالكلية، بينما تم تعيينه مساعد باحث بالجامعة، ليصبح أول معيد جامعي من أصحاب متلازمة داون في مصر. كما أوضحت والدته أنه تم توقيع برتوكول تعاون بين الجامعة الكندية ومعهد البحوث والدراسات العربية، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية، الذي يقضي بإتاحة الفرصة للطلاب من ذوي الهمم للتسجيل في درجة الماجستير بمعهد البحوث والدراسات العربية. نال الخولي تكريما من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في احتفالية "قادرون باختلاف"، بعدما حقق المركز الثالث فردي، ومركز أول زوجي في بطولة العالم 2019 للتنس، بينما شارك في بطولة 2008 الدولية، وبطولة شمال إفريقيا، حيث استمر في المشاركة في البطولات الدولية منذ ذلك الحين، حتى توقفت المسابقات بسبب كورونا. 3- أول غطاس مصري من متلازمة داون في العالم شهدت مدينة شرم الشيخ تجربة نجاح لأول مصاب بمتلازمة داون، محمد كرم، 24 عاما، وحصوله على شهادة غطس، ليصبح أول غطاس على مستوى العالم من أصحاب الهمم المصابين بمتلازمة داون. وأوضح مدرب محمد أنه كان يجري كل التدريبات بثقة وجدية حتى حقق حلمه، وأصبح مؤهلًا للغوص على عمق 12 مترًا تحت سطح الماء. يعمل محمد مساعد مدرس تربية رياضية بمدرسة تربية فكرية بمحافظة القاهرة، وقد شارك في بعض البطولات الدولية وحصل على مراكز متقدمة مثل بطولة العرب للسباحة بسوريا 2010، والمركز الثالث في ألعاب القوى 2014، والمركز الثالث بكرة اليد 2015 من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسابع عالميا في بطولة السباحة من دولة المكسيك، كما فاز ببطولة الجمهورية للسلة لذوي الاحتياجات الخاصة، ثم بطولة الجمهورية للجمباز، وتم تكريمه من رئيس الجمهورية عام 2018. 4- أول سفيرة نوايا حسنة وملكة جمال متلازمة داون سما رامي تبلغ من العمر 19 عاما، وتعتبر أول سفيرة نوايا حسنة بالأمم المتحدة من ذوي الهمم. ولدت في 2001، وتفوقت في دراستها، وتمتلك مواهب متعددة منها السباحة وكرة السلة، والغناء وفن الباليه وتمارسها بشكل مستمر. وتعد سما أول طالبة تلتحق بكلية النقل واللوجيستيات بالأكاديمية العربية لتكنولوجيا العلوم والنقل البحري في مصر، حيث حصلت على مجموع 90% ودرست في كلية الآداب قسم الاجتماع. أيضا سما هي أول سفيرة للنوايا الحسنة من أصحاب متلازمة داون، ومن أهم 50 شخصية نسائية مؤثرة فى المجتمع، وقد فازت بلقب ملكة الجمال عام 2018، بجانب أنها لاعبة سباحة وكرة سلة وأيروبكس. الآن سما ندرس في معهد البالية فى الفرقة الرابعة وتعمل مع والدها المدير المالى فى إحدى شركات الشحن، ويحسب لها أنها سعت لتغيير الصورة السلبية والألفاظ المسيئة للأشخاص ذوى الإعاقة فى أحد كتب السنة النهائية لقسم علم النفس بإحدى الجامعات، لتغيير مصطلح (إعاقة منغولية)، عن طريق تقديم شكوى لوزارة التعليم العالي والبرلمان. • ماذا نعرف عن متلازمة داون؟ تعني متلازمة داون الإعاقة الذهنية، التي يسببها الانقسام غير الطبيعي في الخلايا مما يؤدي لزيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21. يعاني معظم الأطفال المصابين بمتلازمة داون من ضعف إدراكي معتدل إلى متوسط، وتأخر اللغة، وتأثر في الذاكرة القصيرة والطويلة الأجل. وتتفاوت المتلازمة في حدتها بين المصابين، مما يتسبب في إعاقة ذهنية وتعليمية وتأخرًا في النمو مدى الحياة، كما أنها كثيرًا ما تسبب حالات شذوذ طبية أخرى، منها اضطرابات القلب والجهاز الهضمي. يرتبط ببعض الآباء درجة خطورة أكبر، وتتضمن عوامل الخطر تأخر سن الإنجاب للسيدات، بأن بويضات النساء الأكبر سنًا تكون أكثر عرضة للانقسام الصبغي غير الصحيح، والحمل بعد سن 35 عامًا، أن يكون أحد الآباء حاملا التبادل الصبغي بالوراثة، الآباء والأمهات الذين لديهم طفل واحد مصاب بمتلازمة داون. وينصح الأطباء بالذهاب لاستشاري الأمراض الوراثية للمساعدة في تقييم خطر إنجاب طفل آخر مصاب بمتلازمة داون قبل قرار الحمل.