«الدليل البدوي».. مهنة توارثها أبناء القبائل جعلتهم يتقنون لغات أجنبية

تتميز محافظة جنوب سيناء، بوعورتها وكثرة جبالها الشاهقة الارتفاع، وكثرة الوديان التي تعد واحة خضراء وسط تلك الجبال الشاهقة الارتفاع خاصة في مدينة سانت كاترين، ويتردد على المدينة آلاف السائحين من محبي السياحة الدينية، وسياحة السفاري والتجول وسط الجبال عبر دروب وعرة لا يعرفها سوى أبناء القبائل البدوية بالمدينة، لذا ظهرت مهنة الدليل البدوي، واعتبرها بدو المدينة مهنتهم الأساسية، وأصبحوا يتوارثونها.
وقال محمد فتيح الجبالي، يعمل دليل بدوي بمدينة سانت كاترين، إن بدو جنوب سيناء هم أدرى بدروبها خاصة الوعرة منها، ومهنة الدليل البدوي خاصة بأبناء البدو فقط، ويتوارثها الأبناء من الأجداد، من خلال اصطحاب شيخ القبيلة أو الجد أو الأب الأبناء خلال رحلات السفاري التي يقوم بها مع الأجانب ليصبحوا على دراية بكافة الدروب، والوقوف على قواعد المهنة وكيفية التعامل مع الوفد السياحي داخل الوديان الجبلية، في مقابل مادي لا يتعدى ال250 جنيه.
وأوضح الجبالي، في تصريح له اليوم الإثنين، أن أجداده لم يتعلموا ولكنهم كانوا يتقنون التحدث بأكثر من لغة، وتعلموا هذه اللغات من خلال تعاملهم مع السياح الأجانب، لكون تلك المهنة هي مهنتهم الأساسية، ويجري خلالها مرافقة الأفواج السياحية خلال برنامجهم السياحي بالمدينة، سواء كان صعود جبل موسى لمشاهدة غروب وشروق الشمس، أو التجول داخل الوديان.
وأكد أن جميع أبناء مدينة سانت كاترين من قبيلة واحدة، وهي قبيلة الجبالية، والتي وقعت منذ القدم ميثاقًا مع رهبان دير سانت كاترين لحماية ورعاية الدير، والعمل بالسياحة وتقديم خدمات للسائحين القادمين إلى الدير، مشيرًا إلى أن هذه المهنة ليست مجرد قيادة مجموعة سياحية لإتباع الطريق الأنسب والأصلح وسط الجبال والصحاري، وإنما هذا الدليل هو سفير لبلده من خلال إبراز المعالم السياحية، وسعيه الدائم للترويج السياحي لها من خلال تعامله مع الأفواج السياحية لجذب أكبر عدد من السياح.
وأضاف أنه قبل أن ينطلق الدليل البدوي بالسائحين سواء لرحلة الصعود لجبل موسى أو السفاري، تقوم أجهزة الأمنية، بالتأكد من وجود دليل بدوي مع الفوج، وتسجيل اسم الدليل وأسماء الفوج التابع له، وتحديد الفترة الزمنية المتوقعة لقضاء الرحلة، للتدخل السريع في حالة حدوث أي ظروف طارئة، إضافة إلى التأكيد على السائحين باتباع الدليل، وتنفيذ كافة تعليماته خلال الرحلة.