يلتقى اليوم فى واشنطن، وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، والوزير عمر سليمان، مع قيادات الدبلوماسية والأمن القومى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى محادثات وصفتها مصادر دبلوماسية مصرية بأنها ستكون فاصلة فى إعادة إطلاق التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى «ربما مع الأسبوع الأخير للشهر الجارى». وقال مصدر مصرى: إن أبوالغيط وسليمان سيستوضحان من الجانب الأمريكى المدى الذى يمكن أن تذهب إليه واشنطن فى حث إسرائيل على التجاوب مع جملة من المطالب الفلسطينية المدعومة مصريا فيما يتعلق بتخفيف الحصار عن قطاع غزة المحاصر، وتعليق أوسع للاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى المعلقة. وحسب المصدر نفسه، فإن التحرك المصرى يستهدف أيضا الحصول على إطار واضح للضمانات الأمريكية والدولية فيما يتعلق بأن يكون للمفاوضات حد زمنى واضح لا يتجاوز العام 2011 وإطار سياسى متفق عليه «ضمنا» لما يمكن أن تخرج به المفاوضات فى صورتها النهائية. وفى حال ما تم الوصول إلى توافق مصرى أمريكى، فإن القاهرة، حسب المصادر الدبلوماسية المصرية، ستكون مستعدة للبدء فى استضافة لقاءات لإعادة إطلاق التفاوض فى الأسبوع الأخير من الشهر الجارى بلقاء يجمع فيه الرئيس المصرى حسنى مبارك كلا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وتأتى زيارة أبو الغيط سليمان إلى العاصمة الأمريكية متوازية مع زيارة لوزير الخارجية الأردنى ناصر جودة إلى واشنطن لمباحثات ستشمل ملف التفاوض من أجل السلام فى الشرق الأوسط. فى الوقت نفسه، أكد مصدر دبلوماسى أمريكى ما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى موقعها الالكترونى باللغة الإنجليزية أمس من نية واشنطن مطالبة اجتماع للرباعية الدولية نحو منتصف الشهر الجارى إطلاق بيان لمطالبة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إعادة إطلاق المفاوضات، وذلك قبيل التوجه المرتقب لمبعوث السلام الأمريكى جورج ميتشيل إلى المنطقة خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجارى. من ناحية أخرى، رفض الدبلوماسى الأمريكى تأكيد ما ذكرته هاآرتس من أن ميتشيل سيأتى إلى المنطقة حاملا خطابات ضمانات لكل من عباس ونتنياهو حول الموقف الأمريكى من التسوية النهائية. فى الوقت نفسه، علمت «الشروق» أن عباس استجاب لمقترح مصرى بالنظر فى إمكانية بدء التفاوض فى ظل تعهدات علنية من الولاياتالمتحدةالأمريكية بتأمين سير التفاوض وإبقاء النشاط الاستيطانى الإسرائيلى قيد المراقبة الأمريكية، مشترطا فى الوقت نفسه «دعما عربيا كاملا وصريحا حتى يمكن الذهاب للتفاوض تحت مظلة عربية». كانت اتصالات عربية عربية قد جرت خلال الأسبوع المنتهى لضمان تحقيق توافق عربى. وقالت مصادر مصرية: إن القاهرة طلبت من السعودية ضمان دعم مبدئى من سوريا والأمين العام لجامعة الدول العربية لتفادى حدوث انقسام فى الموقف العربى. وكان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل قد التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية فى جلسة مباحثات مغلقة مساء الثلاثاء بالرياض، كما كان قد التقى الرئيس السورى بشار الأسد فى دمشق يوم الاثنين، فى أعقاب مشاورات أجراها فى شرم الشيخ مع الرئيس مبارك. وقال دبلوماسى مصرى: «فى كل الأحوال، من المهم أن نتحرك، لأن إبقاء السكون الحالى يعنى فشل مشروع التفاوض من أجل السلام الذى تدعمه مصر فى مواجهة مشروع المقاومة المسلحة الذى تدعمه أطراف إقليمية أخرى بما فيها إيران». وأضاف المصدر «أن الأمر لا يتعلق بمجرد التسوية فى الشرق الأوسط، ولكنه يتعلق أيضا بالصراع الإقليمى الدائر حول كيفية إدارة الصراع العربى الإسرائيلى»، مشيرا إلى أن استعادة التفاوض سيحول على الأقل دون اندلاع نزاعات مسلحة جديدة بين إسرائيل و«أذرع المقاومة العربية» فى إشارة إلى حرب إسرائيل على لبنان فى مواجهة حزب الله فى عام 2006 وحرب إسرائيل على غزة فى مواجهة حماس العام الماضى.