تشهد بداية العام حالة من الاستنفار الدبلوماسى فى منطقة الشرق الأوسط، رغم تأكيد دبلوماسيين عرب وغربيين أن «الوضع مازال ضبابيا»، وأن الأمور يمكن أن تتحرك نحو التأزم أو نحو الانفراج بناء على المواقف التى ستتخذها إسرائيل والضغوط التى ستمارسها واشنطن، فيما تدرس الجامعة العربية فكرة أن تطالب مجلس الأمن بالاعتراف «بدولة فلسطينية فى حدود 1967، لمواجهة التعنت الإسرائيلى». وأثارت مصادر دبلوماسية فلسطينية ومصرية وعربية أخرى تساؤلا حول إمكان النظر فى بدائل للتحرك العربى فى المرحلة المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلى. وعلمت «الشروق» من مصادر عربية وغربية أن هناك مشاورات بين لجنة المبادرة العربية والرباعية الدولية للبحث عن «رعاية وضمانات دولية» لإعادة إطلاق مفاوضات فى إطار زمنى محدد وعلى أساس مرجعيات متفق عليها. وقال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية «إن هناك أفكارا ينظر فيها للخروج من المأزق الحالى»، مشيرا إلى أن بعض هذه الأفكار تركز على «تعظيم دور المجتمع الدولى ممثلا فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن». وحسب يوسف فإن هناك تفكيرا عربيا فى الذهاب لمجلس الأمن لطلب «الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 ولطلب منح هذه الدولة عضوية الأممالمتحدة» كوسيلة لمواجهة التعنت الإسرائيلى. يجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة حول مصير عملية السلام المتجمدة، خلال زيارته لنيويورك فى العاشر من الشهر الحالى. وتتزامن مشاورات موسى بان مع زيارة الوزير عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط لنيويورك فى الثامن من الشهر الحالى، بهدف النظر فى سبل إطلاق عملية تفاوض فلسطينى إسرائيلى جادة وذات إطار زمنى محدد. وتسبق زيارتى موسى وسليمان أبوالغيط زيارة مقررة لمبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل قالت مصادر أمريكية وعربية أنه يجرى الترتيب لها فى القريب. وقال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن «الهدف الآن هو البحث فى متطلبات استئناف التفاوض»، مشيرا إلى أن هناك اقتراحات مطروحة أمريكيا «بشأن التعامل مع مرحلة انتقالية يتم خلالها التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى من خلال مفاوضات غير مباشرة». فى الوقت ذاته، تجرى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مشاورات موسعة للنظر فى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب فى الأسابيع القليلة المقبلة للنظر فى البدائل المطروحة للتعامل مع ملف التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى. وستعتمد مشاورات وزراء الخارجية العرب بالأساس على نتائج اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الأخير الذى عقد فى نوفمبر 2009 واتصالات مكثفة بما فيها ما ستخلص إليه نتائج جهد مصرى مكثف يبذل حاليا بالتعاون مع الإدارة الأمريكية فى محاولة لاستئناف التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى مع وقف شبه كامل للاستيطان الإسرائيلى غير الشرعى يتجاوز ما وافقت عليه حكومة بنيامين نتنياهو. وسيكون الاجتماع العربى محل مشاورات مصرية أردنية فى لقاء يعقده وزير خارجية الأردن ناصر جودة فى القاهرة نهاية الأسبوع الحالى.