بعد وصولها عامها الستين، قررت طبيبة الأشعة التشخيصية هناء عبد الرحمن، أن تحترف مهنة صناعة إنتاج اللحاف المنجد بالفايبر من قطع القماش والمعروف ب"الكويلت"، الذى تعلمته أثناء زياراتها للولايات المتحدةالأمريكية، خلال دراستها للدكتوراه. تجلس هناء في أحد أجنحة معرض ديارنا، الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي بمول مصر، بمدينة السادس من أكتوبر، مرتدية نظارتها الطبية، وبقلب وحماس شابة، تسحب القماش بنفس سرعة تحرك إبرة الماكينة على القماش، ثم تتوقف لتحشو أجزاء بالفايبر وتواصل الخياطة. معرض "ديارنا" للحرف اليدوية والتراثية يقام هذه المرة تحت شعار "قريبين ولو بعاد"، وهو المعرض رقم 69، في تاريخ الوزارة، حيث بدأت معارض الأسر المنتجة منذ عام 1964. تشارك د.هناء فى معارض ديارنا منذ 16 سنة بإنتاجها الذى يتميز بألوانه المبهجة المبهرة، وكلما زاد عدد قطع القماش التى تقوم بتشبيكها ونوعية القماش، يرتفع سعر اللحاف أو مفرش السرير، الذى يصل إلى 4 آلاف جنيه، وأكثر حسب الألوان والمجهود وعدد القطاع. تتذكر هناء بداية حبها للعمل اليدوي:"كنت أشوف جدتي تخيط وتعمل تريكو وكروشيه، فنشأت على حب العمل اليدوي، وتحديدا الخياطة التى كانت هوايتي التى لم أتخل عنها، وبعدما درست فن الكوبلت الذى يشبه فن الخيامية واللحاف المصري، تخصصت فيه". فن اللحاف علم، له أصول وقواعد، بحيث يدمج طبقتين من الأقمشة مع طبقة من الفايبر، لتكوين اللحاف بالطريقة اليدوية أو باستخدام الماكينة، وبنفس الطريقة تنتج د. هناء أغطية المصاحف والحقائب وألعاب الأطفال والوسائد وغيرها. كل هذه المنتجات التى تصنعها هناء بيديها، موجودة بالمعرض الذى يستمر حتى الأول من اكتوبر المقبل، ويشارك فيه 380 عارضا يمثلون 13 محافظة علي مستويالجمهورية ، بالإضافة الى جناح يضم مجموعة من العارضين الليبيين للحرف اليدوية والتراثية التي تعكس التراث والثقافة الليبية، وتدعم الوزارة مشاركة العارضين بجزء كبير، ويتحمل العارضون فقط جزء بسيط من التكلفة. "ديارنا مكنتنى من تكوين صداقات قوية مع الكثير من العارضين، وأيضا مع الكثير من رواد المعرض، الشغل اليدوي له مردود مادى وأيضا مردود نفسى مهم، وجود لحاف مبهج على سريرك يخلق روحا مختلفة في شقتك.. فيها بهجة، تساعد الشخص على تخطى أزماته النفسية، بفضل تأثير الألوان وطاقتها الإيجابية"، توضح هناء. تبتسم الجدة هناء وهى تنصح رواد ديارنا ممن يمرون عليها ليملأوا عيونهنم بالبهجة "لما يجلكوا فرصة تتعلموا حرفة ماتكسلوش انا اتعلمت بعد ال 60 و بقى عندى اصدقاء كتير ، لازم تسعى وراء تحقيق حلمك، لأن النجاح لا يعرف السن ..فقط الارادة والدراسة".