لا يختلف أحد على أن الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني هو أحد أفضل لاعبي كرة القدم الذي أنجبتهم ملاعب كرة القدم خلال القرن الحالي , ما لم يكن أفضلهم بالفعل خاصة بعد الإنجازات العديدة التي حققها مع ناديه لاسيما خلال العام الماضي 2009 , وفوزه مع الفريق بست بطولات نادراً ما قد يفوز بها فريق في موسم واحد , ولكن يبقى إنتاج اللاعب مع منتخب بلاده – التانجو الأرجنتيني - أقل كثيراً مقارنة بإمكانياته والتي تنال دائماً ما تكون موضع إشادة من الجميع حتى أن أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو مارادونا المدير الفني الحالي لمنتخب الأرجنتين أكد أن ميسي هو خليفته في الملاعب. وبعد نجاح اللاعب في التأهل مع منتخب بلاده بصعوبة إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا , انطلقت بعض وسائل الإعلام الأرجنتينية تهاجمه بضراوة , لأنه من وجهة نظرهم يتألق ويفعل الكثير مع برشلونة, بينما مع المنتخب الأرجنتيني يقل عطاءه. وأجرت وكالة الأنباء الألمانية مقابلة مع سيليا كوتشيتيني والدة ميسي , والتي تسألت : "لماذا يتعرض ولدي للهجوم دائما"؟ وقالت الأم للوكالة دون أن تخفي ألمها لاتهام ميسي بعدم الدفاع بقوة عن شعار المنتخب الأرجنتيني ، "إنه يشعر بألم عميق عندما يتكلمون عنه بشكل سئ .. وأضافت : لماذا يتعرض للهجوم دوما؟ إنه يعاني كثيرا، ويستاء ، ويكون من الصعب بعد ذلك أن يعود إلى حالته الطبيعية .. في المرة الأخيرة كان الأمر سيئا ،له ولنا". وأضافت : "مسألة المنتخب تمثل دائما حملا عليه ، يقولون إنه لا يقدم نفس الاداء الذي يقدمه مع برشلونة .. حسنا ، من الواضح أن الأسباب مختلفة ، فاللاعبون مختلفون. لن أخوض أكثر في هذا الأمر لأني لا أعيه ، لكنني أتكلم عما أراه". وقالت : "ينتقدون أنه صرخ بعد هدفه في مرمى إستوديانتيس الأرجنتيني في نهائي كأس العالم للأندية , إنه يلعب في برشلونة. كما أنه خاض المباراة تحت ضغط جماهير استوديانتيس التي كانت تصرخ فيه قائلة أفعل الأمر نفسه مع المنتخب ، وهذا أمر مختلف .. إنهم يخلطون الأمور". ورغم الغضب إزاء الانتقادات التي تراها ظالمة ، لا تحاول الأم نفي ما هو واضح وهو أن ولدها يدين بالكثير لمنتخب بلاده وتقول: "نتمنى أن تمضي الأمور معه على نحو طيب في كأس العالم المقبلة ، وأن يتمكن من تقديم المزيد ، لأنه بالفعل لم يتمكن من ذلك حتى الآن". وأضافت والدة ميسي أن برشلونة أدرك كيف يستفيد من إمكانات اللاعب وتقول "اللاعبون هناك يصبون عنده ، لأنهم لاحظوا كيف يمكنه أن يلعب دور القائد. ليت الأمر نفسه يحدث مع المنتخب". وترفض كوتشيتيني أي انتقاد للمدير الفني للمنتخب ، بل على العكس ، تبرز التأثير الإيجابي لمارادونا على ميسي: "دييجو كان دائما معشوقنا. الأكثر من ذلك ، عندما شعرت أن ليو سيكون له شأن في كرة القدم ، تمنيت أن يتولى دييجو تدريبه يوما ما. أعتقد أنه يقوده على نحو جيد ، فهو يعرفه جيدا". وتقول "هل أعتقد أن كأس العالم المقبلة ستكون بطولة ميسي؟ إن ذلك هو الأمل الذي يحدونا.. أعتقد ذلك ، لدي ثقة كبيرة". وترغب الام بشدة في أن ترى نجلها يرفع كأس العالم في جوهانسبرج في 11 تموز/يوليو المقبل وليس لديها شك أن تلك هي أيضا الرغبة الأهم لدى ليونيل ميسي خلال الفترة المتبقية من مشواره الكروي ، بعد أن فاز ، رغم سنه الصغيرة (22 عاما) ، بكل ما يحلم به أي لاعب ، عدا تحقيق لقب كبير مع منتخب بلاده.