يواجه مسلسل «أدهم الشرقاوى الذى يجرى تصويره حاليا بإنتاج مشترك بين قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون وشركة إنتاج خاصة حملة من الشائعات التى لو صح بعضها، فإنها تهدده بالتوقف، وقد ترددت أنباء مؤخرا عن تحقيقات تجرى فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتكليف رسمى من أحمد أنيس رئيس الاتحاد بعد اتهام صناع المسلسل بإهدار المال العام. ميزانية المسلسل التى تبلغ نحو 20 مليون جنيه ويشارك فيها قطاع الإنتاج بنسبة ٪20 اعتبرها البعض ضخمة، خصوصا أن أسماء الأبطال لاتضم نجوم الصف الأول فى الدراما التليفزيونية. والذين يمكن لأسمائهم أن تسهم فى تسويق العمل، فبطلا المسلسل الرئيسيان هما محمد رجب الذى يخوض أولى بطولاته التليفزيونية، ودوللى شاهين التى تدخل عالم الفيديو لأول مرة. إضافة إلى اتهام صناع المسلسل بالاستجابة لمطالب مخرجه السورى باسل الخطيب الذى تعمد تصوير بعض المشاهد فى سوريا رغم أن الأحداث كلها تدور فى مصر، فضلا عن توقف التصوير أكثر من مرة بزعم سوء الأحوال الجوية مما تسبب فى خسائر فادحة، وأخيرا عدم تسويق المسلسل حتى الآن بشكل يتناسب مع حجم الإنفاق عليه. راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون نفت وجود أى تحقيق بشأن المسلسل، وقالت: نعم أرسل لى رئيس الاتحاد خطابا رسميا بشأن مسلسل أدهم الشرقاوى ولكنها ورقة للعلم بالشىء ليس أكثر، فهناك من يقود حملة ضد هذا المسلسل لا أعلم السبب الحقيقى وراءها، خاصة أنه عمل درامى يستحق. وأضافت: «ميزانية العمل الحقيقية أقل بكثير من الأرقام التى يرددها البعض، إلى جانب أن سفر المسلسل إلى سوريا أمر ضرورى ولن يستغرق سوى أسبوع واحد فقط لتصوير حادث «قلب القطار»، لأنه لايمكننا توفير الإمكانات اللازمة لهذا المشهد فى مصر. وأشارت إلى أن ٪80 من مشاهد المسلسل تم تصويرها فى ستوديوهات الجابرية، التى تعانى من عدم وجود كهرباء ولا تجهيزات، وقد قمنا بعمل ديكورات جديدة ومعظم الميزانية تم إنفاقها على جودة الصورة وهذا أمر يهمنا، فنسبتنا فى ميزانية المسلسل ليست بسيطة، فهى أكثر من %20. وأضافت: أرفض الأصوات التى تعترض على استعانتنا بوجوه درامية جديدة، والأصوات نفسها كانت تنتقدنا عندما كنا نستعين بنجوم الصف الأول وندفع لها 5 ملايين جنيه، وأؤكد أن المسلسل يتم تسويقه بشكل رائع، وهناك 6 عقود اقتربنا على الاتفاق النهائى معها، منها قناتان عربيتان والباقى قنوات مصرية، وأنا متحمسة جدا لهذا العمل، وأذكر أن دكتور حسن عطية أحد أعضاء لجنة القراءة العليا أشاد به. ومن ناحيته، فتح حسام شوقى المدير الفنى للشركة المنتجة النيران على الجميع دفاعا عن مسلسله، يقول: ميزانية المسلسل تبلغ 3 ملايين دولار، أى ما يقارب 18 مليون جنيه، وهى ميزانية معقولة للغاية إذا وضعنا فى الاعتبار أنها مصروفة على الشاشة. فنحن نراهن على تقديم صورة مبهرة غير مسبوقة، وعليه استعنا بالمخرج السورى باسل الخطيب صاحب المسلسل الرائع «رسائل الحب والحرب » الذى أبهرنا بقدرته على إدارة المجاميع والتصوير الخارجى بطريقة سينمائية رائعة وأعتقد أنه لا خلاف على إمكاناته. وأضاف: تعرض باسل الخطيب لمشكلة كبيرة أثناء تصويره لمسلسل «ناصر» حيث لم يتم توفير الإمكانات اللازمة، فكانت معظم المشاهد داخل قاعة اجتماعات مجلس الثورة والشاشة مظلمة طوال الوقت، ولم نر الإمكانات الحقيقية لباسل الخطيب التى ستتضح لنا بشكل كبير مع أدهم الشرقاوى. وحول عدم الاستعانة ببطل من نجوم الصف الأول، قال حسام: كان فى ذهننا فى البداية الاستعانة بالفنان أحمد السقا لكنه لم يتحمس للموضوع واعتذر، وكان لابد من إيجاد بديل يتمتع بنفس المواصفات من حيث الشكل، وأن تكون له جماهيرية فتمت الاستعانة بالفنان محمد رجب، فهو من وجهة نظر الإنتاج والمخرج خير من يلعب هذا الدور. أما عن مشكلة تسويق العمل يقول: رغم أننا مازلنا فى مرحلة التصوير، فإن المسلسل تم تسويقه ل 6 محطات تليفزيونية حتى الآن منها بانوراما دراما وأوسكار للدراما ونايل دراما الذى تم الاتفاق النهائى معها وهناك 3 قنوات مصرية أخرى فى سبيلنا للاتفاق النهائى معها. وعن السوق العربىة يقول: القنوات العربية لم تعد مستهدفة بالنسبة لنا، خاصة أن أعلى مبلغ يتم دفعه فى مسلسل مصرى يتراح ما بين 500 و 600 ألف دولار، إلى جانب تأثير الأزمة المالية الطاحنة التى تتعرض لها المنطقة العربية واتجاه دول الخليج للإنتاج، حيث أصبحت لديها مسلسلات تعبر عن مشاكلها، وهى أرخص فى كل الأحوال. فالمسلسلات المصرية تتصدر قائمة ميزانيات المسلسلات العربية على الإطلاق، فنحن ندفع أكبر الأجور سواء للممثل أو للمخرج أو باقى عناصر العمل، فأغلى ممثل سورى لا يتقاضى أكثر من 80 ألف دولار، لكننا فى مصر ندفع مبالغ هائلة، حتى إن أجر الفنانة السورية سولاف فواخرجى فى مصر وصل 4 ملايين جنيه، وبلغ أجر الفنان السورى جمال سليمان 3 ملايين جنيه، وأجر الفنان يحيى الفخرانى 8 ملايين جنيه. ويضيف: عندما أقول إن المسلسل تم تسويقه فى 6 قنوات مصرية فهذا لايعنى أنه مسلسل فاشل، فالقنوات الفضائية المصرية هى التى تدفع الثمن المناسب للعمل، لأن جمهورها يريد المسلسلات المصرية وهى غالية بطبيعة الحال.