انتقلت حرارة الوضع الملتهب على الحدود المصرية مع قطاع غزة بسبب بناء الحكومة المصرية للجدار الفولاذى إلى قاعة مجلس الشعب أمس، وتبادل نواب الوطنى والإخوان الاتهامات، وانقسمت القاعة إلى فريقين يحاول كل منهما أن يصيح بأعلى صوته لإثبات صحة موقفه، وقاطع نواب الإخوان الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون النيابية والقانونية أثناء إلقاء بيانه حول الجدار، واعترض الدكتور حمدى حسن على غالبية فقرات البيان وانضم إليه زميله فى كتلة الإخوان الدكتور محمد البلتاجى وتوقف شهاب أكثر من مرة أمام مقاطعة نواب الإخوان، وصاح نواب الوطنى مطالبين بإسكات حمدى حسن وقالوا بصوت واحد «اقعد اقعد». وأمام إصرار حسن على مقاطعة شهاب بسبب غضبه واعتراضه على ما جاء ببيان شهاب أخذ الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس تصويتا على إخراج حمدى حسن من القاعة. ووافق نواب الوطنى على القرار وصوتوا له بتصفيق حاد، وطلب سرور من حسن الخروج من قاعة المجلس، وحذره من التعرض لعقوبات أخرى وفقا للائحة الداخلية للمجلس. وذهب أحمد عز أمين التنظيم بالوطنى ورئيس لجنة الخطة والموازنة للدكتور مفيد شهاب عند المنصة وأسر إليه ببعض الكلمات فتوقف شهاب عن الحديث لثوانٍ إلا أن سرور طلب منه بحدة أن يكمل إلقاء بيانه وأن يوجز فيه. واعترض نواب الإخوان مرة أخرى على بيان شهاب وتعالت الصيحات مرة أخرى من نواب الوطنى ونواب الإخوان، ووجه سرور حديثه لنائب الحزب الدستورى محمد العمدة وقال له بغضب: «انت عاوز تعمل زى حمدى حسن وتخرج من القاعة اتفضل مع السلامة». وأكمل شهاب بيانه وسط صياح النواب المتبادل، وقال سرور «إن هذا الموضوع تمت مناقشته فى اجتماع اللجنة العامة للمجلس صباح أمس وإن 8 من نواب المعارضة تحدثوا فى الموضوع خلال الاجتماع». وأشار إلى أن اجتماع اللجنة انتهى إلى إصدار بيان يؤيد حق مصر فى بناء الجدار وفقا لمبدأ السيادة على أراضيها. وامتلأت القاعة بالصياح مرة أخرى حينما أعلن سرور أن القرار سيتم عرضه على المجلس دون مناقشة، واعترض نواب المعارضة والإخوان وقاطعوا سرور أثناء إلقائه للبيان مطالبين بحقهم فى الكلمة. ووسط صيحات غضب متبادلة من المعارضة والوطنى أتم سرور إلقاء منطوق القرار وأعلن أنه وصله طلب موقع عليه من 62 نائبا يعلنون رفضهم لبناء الجدار العازل على الحدود مع غزة، واستمرت الأصوات العالية فى القاعة ولم تهدأ إلا بعد أن أعلن سرور أن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اعتذر عن إلقاء بيانه أمام المجلس المقرر انعقاده اليوم وسيتم عقده غدا الثلاثاء. وقال شهاب فى البيان «إن الحديث الذى دار فى الآونة الأخيرة حول الإجراءات والتدابير التى تتخذها مصر على حدودها مع غزة لا يعدو مجرد اتهامات باطلة وادعاءات مغلوطة بشأن حقيقة وأهداف تلك الإنشاءات الهندسية ووصل الأمر بالبعض إلى الزعم بأن هذه الإنشاءات يجرى تمويلها بواسطة جهات خارجية»، مضيفا أن« تلك فرية لا تستند إلى أى دليل وإنما هى كلام مرسل وأكاذيب مدسوسة روج لها البعض»، موضحا أن هذه الإنشاءات تقيمها القوات المسلحة المصرية تحت أراضينا تنفيذا لخطة تهدف إلى تأمين حدود مصر وسلامة إقليمها وأمان شعبها. وأضاف شهاب «أن هذه الإنشاءات هى وسيلتنا المشروعة لحماية مصر ليس من أهل غزة فهم إخوة لنا ولكن من محترفى تهريب السلاح وتصدير العنف والإرهاب». وأن مبدأ قدسية الحدود وحرمتها «قاعدة آمرة» من قواعد القانون الدولى. وقال شهاب أيضا إن أنفاق غزة السرية أصبحت مصدر تهديد شديد للأمن المصرى، حيث صار أبناء مصر من قوات حرس الحدود والشرطة هدفا لرصاص المهربين والخارجين عن القانون، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم. وأضاف أنه من الثابت أن بعض التنظيمات المتطرفة أو المرتبطة بجهات خارجية قد حاولت استغلال هذه الأنفاق فى استهداف الساحة الداخلية، فدفعت بعناصر إرهابية ومتطرفة وبأسلحة ومتفجرات وذخائر إلى داخل البلاد مما أدى إلى ضبط أعداد من المتسللين يحملون كميات من الأسلحة والقنابل والأحزمة الناسفة بل إن بعض قادة هذه التنظيمات يتعاملون مع هذه الأنفاق على أنها حق مكتسب. ووجه شهاب كلامه للنواب قائلا: دعونا نتسأل.. هل المطلوب أن تدفع مصر ثمن الخلاف بين فتح وحماس؟ وهل نحن مدعوون إلى أن نفرط فى أمننا القومى لمجرد أن بعض القادة الفلسطينيين يتصارعون على السلطة ولا يعنيهم أمن الشعب الفلسطينى ولا أمن جيرانه؟!.