حمل الاحتفال برأس السنة الجديدة العديد من المفارقات، وتباينت مظاهره، بين السهر فى الفنادق الكبرى والملاهى الليلية التى اكتظت بالرواد، وبين ذهاب البعض للمساجد لأداء صلاة الخسوف وتلاوة القرآن، فيما قضى البعض الآخر ليلتهم فى غرف الحجز بأقسام الشرطة بعد إلقاء القبض عليهم وهم فى حالة سكر أو فى حالة تحرش بالجنس اللطيف، كما أضاء بعض النشطاء شموعهم فى ميدان التحرير مطالبين برفع الحصار عن غزة. ففى شارع الهرم تنافست الملاهى الليلية فى تجميل وجهتها بالأنوار والليزر والورود، والبالونات الضخمة على شكل «بابا نويل»، وعلقت الملاهى لافتات للمطربين التى فازت بهم ليحيوا هذه الليلة التى يعتبرونها بمثابة «موسم». وشهد الشارع ازدحاما شديدا حتى الساعة الثانية عشرة مساء، وانتشر باعة الورود والبالونات بأشكالها المختلفة، وما إن دقت الثانية عشرة حتى اختفت السيارات من الشارع، إلا أنه بمجرد المرور بجانب ملهى ليلى أو فندق يظهر الضجيج والازدحام أمامه، والذى كان معظمهم من العرب خاصة من المملكة العربية السعودية والعراق والكويت، كما قال أحد أصحاب هذه الملاهى. وفى المقابل انتشر أفراد الأمن بشارع الهرم حيث تواجدت سيارة شرطة أمام كل ملهى وفندق، وظهرت عربة إسعاف واحدة فى منتصف الشارع. وفى ساقية الصاوى بمنطقة الزمالك احتفل المئات بالعام الجديد على أنغام عود الفنان العراقى نصير شمة، وكان معظمهم من كبار السن داعين الله «أن يكون العام الجديد عاما سعيدا من غير إنفلونزا الخنازير». كما شهدت منطقة وسط البلد زحاما شديدا تركز على الكورنيش والكبارى حيث انتشرت مجموعات من الشباب والفتيات وهم يرتدون «الطراطير». وشهد ميدان التحرير شكلا مختلفا للاحتفال حيث استقبل أعضاء مسيرة الحرية لغزة، بداية العام الجديد بالشموع، وبلافتات تدعو «الحرية لغزة»، وسمح الأمن لهم بالجلوس أكثر من ساعة أمام مجمع التحرير بدون حصار، والاحتفال مع عدد كبير من المصريين الذين انضموا إليهم. وفى 6 أكتوبر كانت سماء المدينة شاهدة على الاحتفالات، بعد أن غطت مساحات كبيرة منها الألعاب النارية، خصوصا منتصف الليل. وشهدت مطاعم ومحال المأكولات والمشروبات والحلويات إقبالا كبيرا من قاطنى المحافظة، وأغلبهم من العرب، واستمر العمل بها حتى ساعات الصباح الأولى، وقبل الثانية عشرة مساء أمس الأول كان مخزون «الجاتوهات» و«التورتة» قد نفد لدى بعض المحال الشهيرة، ووجد البعض فى الحلويات الشرقية بديلا عنها. كما شهدت محال بيع «اللب» و«الفول السودانى»، إقبالا كبيرا، وتمنى أصحابها على حد تعبير أحدهم «أن تتكرر ليلة رأس السنة كل شهر»!. وبعيدا عن الحفلات الصاخبة عاودت العديد من المساجد مساء أمس الأول فتح أبوابها مرة أخرى فى الساعة التاسعة مساء بعد صلاة العشاء لأداء صلاة الخسوف بعد أن اختفى الجزء الشرقى للقمر بنسبة صغيرة وقامت المساجد بالنداء فى الميكروفونات بأن الصلاة جامعة وهو ما أثار استغراب بعض المواطنين للدعوة إلى الصلاة فى غير توقيتها. كما قضى البعض ليلتهم أمس الأول فى التقرب إلى الله بالذكر والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن. استجابة للحملات العديدة التى أطلقها شباب مصرى على موقع «فيس بوك» الشهير، والتى كان أبرز عناوينها «هانسجد لله فى رأس السنة ومش ها نعصى ربنا»، و«بدل المعاصى والذنوب فى ليلة رأس السنة.. هنقوم الليل الساعة 12»، «اختم عامك بالاستغفار والصيام والصدقة.. قبل طى الصحائف». إلى هذا ألقت أجهزة الأمن مساء أمس الأول القبض على 350 شخصا بينهم 40 متهما بالمعاكسات واعتراض طريق الفتيات فى الطريق العام، بينما بقية المقبوض عليهم تنوعت التهم الموجهة لهم بين حيازة ألعاب نارية وأسلحة بيضاء وتعاطى مواد مخدرة. ونشرت مديرية أمن القاهرة قرابة 1500 جندى فى شوارع القاهرة للعمل على حفظ الأمن خلال احتفالات رأس السنة، وتركز الجنود أمام دور السينما والمطاعم والمولات. وشهدت محافظتا الجيزة وأكتوبر 28 حالة تحرش جنسى، وتمكنت المباحث من ضبط 112 متعاطيا للمخدرات و9 مضيفات يعملن بدون ترخيص و32 مسجل خطر يمارسون أعمال البلطجة وفرض الإتاوات.