بابلو لارين: فيلم «سبنسر» يجسد نقطة ضعف ديانا ومخاوفها ورغباتها وأوهامها. بيدرو المودوفار مخرج فيلم الافتتاح «أمهات موازية»: العمل يتناول الهوية وشغف الأمهات بحقيقة الماضى المخرجة آنا ليلى أميربور: «الموناليزا » قصة مغامرة خيالية لاستكشاف الحرية الشخصية فى مجتمع فوضوى. الفرنسى ستيفان بريزى: فى هذا العالم لا يمكنك ولا يجب أن تكون ضعيفًا بأحلام سينمائية كبرى تنطلق الثلاثاء القادم الدورة ال78 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، ويبدو أن المنافسة على شاشة المسابقة الرسمية هذا العام ستكون قوية بل وربما هى الأفضل منذ سنوات بحسب مراقبين ومحللين لقائمتها ومضمونها ومبدعيها، كما أشاد الناقد ألبرتو باربيرا رئيس مهرجان فينيسيا، بجودة الأفلام التى تمثل 59 دولة، ويبدو أيضا أن المخرج الكورى الحائز على الأوسكار بونج جون هو رئيس لجنة التحكيم سيكون فى مهمة صعبة بعد ان دخل التاريخ كأول مخرج من كوريا الجنوبية يتولى هذه المهمة. ونحن هنا نرصد تلك الافلام التى تعكس الاكتشافات والمقامرة وحيوية السينما المعاصرة من خلال شهادة مخرجيها الذين يلقون الضوء على تجاربهم الجديدة التى يشاهدها الجمهور خلال المهرجان الايطالى العريق الذى كنت أتمنى حضور فعالياته ولياليه لأنهل من سينماه التى أعشقها بينما الظروف حالت دون ذلك. المخرج الاسبانى الشهير بيدرو المودوفار الذى ينافس فى المسابقة بفيلمه «أمهات موازية «Parallel Mothers، ويعرض فى الافتتاح، قال «يبدأ الفيلم مع «جانيس» التى تبحث عن وسيلة لفتح مقبرة جماعية تحتوى على جثة جدها الأكبر، الذى قُتل فى الحرب الأهلية الإسبانية، وينتهى بعد ثلاث سنوات بفتح القبر، ووسط الطريق، تظهر علاقتها ب«آنا» غير المتوقعة. وأضاف: الفيلم سيتحدث عن الأسلاف والأحفاد، وعن حقيقة الماضى التاريخى والحقيقة الأكثر حميمية للشخصيات، يتحدث عن الهوية وشغف الأمهات من خلال ثلاث أمهات مختلفات للغاية. جنبا إلى جنب مع «جانيس و«آنا»، هناك والدة آنا الأنانية وبدون أى غريزة أمومة. إن عيوب هؤلاء الأمهات، تختلف تمامًا عن أولئك اللائى ظهرن فى أفلامى حتى الآن. الفيلم تلعب بطولته بينلوبى كروز مع ميلينا سميت وروسى دى بالما، إيتانا سانشيز خيخون، ودانييلا سانتياجو، وقال المودوفار «هذه هى أصعب شخصية لعبتها بينيلوبى كروز على الإطلاق، وربما الأكثر إيلامًا، والنتيجة رائعة إلى جانبها، كما أصبحت ميلينا سميت الشابة مصدر إلهام كبير للفيلم، وتبرز نقاء وبراءة آنا الأجزاء المظلمة من جانيس فكلاهما يرافقهما جيدًا أيتانا سانشيز خيخون وإسرائيل إليجالدى. فى نهايةالمطاف، سيشكلون جميعًا جزءًا من عائلة متنوعة وغير متوقعة، وهذا أيضًا حقيقى وأصيل. وكما هو معروف أن قصة الفيلم تدور حول قصة امرأتان تلتقيان فى غرفة بالمستشفى حيث ستلدان. كلاهما عازب وحمل بالصدفة. جانيس، فى منتصف العمر، لا تندم على ذلك وهى مبتهجة. الأخرى، آنا، وهى مراهقة، خائفة وتائبة ومصدومة. تحاول جانيس تشجيعها أثناء تحركها مثل السائرين أثناء النوم على طول ممرات المستشفى. الكلمات القليلة التى يتبادلونها فى تلك الساعات ستخلق رابطًا وثيقًا للغاية بين الاثنين، والذى يتطور بالصدفة ويصبح معقدًا، ويغير حياتهم بطريقة حاسمة. المخرجة الأمريكية الايرانية آنا ليلى أميربور صاحبة فيلم المسابقة «الموناليزا والقمر الدموى» تقول: نشأت فى أمريكا.. كنت أدرك دائمًا أننى غريبة أتينا من مكان آخر، وتحدثنا لغة مختلفة، وكان من الصعب معرفة المكان المناسب لى، والأفلام الخيالية التى أحببتها عندما كنت طفلة أعطت القوة للغريب، لقد وجدت فيها أبطالًا جعلونى أشعر بأننى موجودة ومرئية وأثاروا بحثى عن الحرية الشخصية. أكبر خصم فى أفلامى هو النظام، وكيف يفرض سلوكًا معينًا علينا، ويؤثر فى النهاية على كيفية رؤيتنا لبعضنا البعض وأين نجد الانتماء. مع الموناليزا، كنت أرغب فى إنشاء نوع جديد من الأبطال يواجه مشاكل الواقع المعاصر الملتوى. قصة مغامرة خيالية لاستكشاف الحرية الشخصية فى مجتمع فوضوى يجعل من الصعب الشعور بالحرية. الفيلم بطولة يون جونج سيو، كيت هدسون، كريج روبنسون، إيفان ويتن، إد سكرين. ويتتبع قصة فتاة ذات قوى غير عادية وخطيرة تهرب من مصحة للأمراض العقلية وتحاول أن تجعلها بمفردها فى نيو أورلينز. من المؤكد أن فيلم المغامرة الخيالى هذا يستحضر ذكريات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، مع تسلسلات مثيرة معدة لموسيقى مثيرة بما فى ذلك تكنو الإيطالية وهيفى ميتال. المخرج الفرنسى ستيفان بريزى ينافس فى مسابقة فينيسيا بفيلمه الجديد «عالم آخر» بطولة فينسينت ليندون، ساندرين كيبرلين، أنتونى باجون، مارى دراك، والذى يتناول قصة فيليب ليميسل مدير تنفيذى يعمل فى تكتل صناعى وزوجته فى طور الانفصال، وقد تضرر حبهما بشكل لا يمكن إصلاحه بسبب ضغوط العمل، فيليب لم يعد يعرف كيف يستجيب للمطالب المتناقضة لرؤسائه، الآن يجب أن يقرر ما تعنيه حياته حقًا. ويقول ستيفان بريزى فى شهادته: ينتقل فيليب ليميسل بين الفائزين فى المجتمع، فى مجال المديرين التنفيذيين، والجدارة، كيف تعترف بأنك تتألم، وأنك ضللت طريقك، وأنت جزء من النخبة الاجتماعية؟ إن تقديم شكوى سيكون فاحشًا فى نظر الأشخاص علامة ضعف، فى هذا العالم، لا يمكنك ولا يجب أن تكون ضعيفًا. إنه محظور، فى هذا العالم، يبدو أن المرء لم يعد يتمتع بالحق فى التشكيك فى الأوامر التى تأتى من الأعلى والتى يجب أن تُفرض بسرعة. هذه قصة عالم ينقسم بصمت إلى قسمين، تعثر الحياة المهنية والشخصية، فى عالم يكافح فيه الرجال والنساء المرتبطون بربطات وبدلات ضيقة للغاية لإيجاد المعنى. المخرجة النيوزلندية جين كامبيون تدخل المنافسة بفيلم «قوة الكلب» بطولة بنديكت كومبرباتش، كيرستن دونست، جيسى بليمونز، كودى سميت ماكفى وفيه يلهم المزارع الجذاب فيل بوربانك الخوف والرهبة فى من حوله عندما يجلب شقيقه إلى المنزل زوجة جديدة وابنها، يعذبهم فيل حتى يجد نفسه معرضًا لإمكانية الحب. وقالت كامبيون: كان الوقوع فى حب رواية توماس سافاج القوية متعة نادرة، لكننى لم أفكر مطلقًا فى إخراجها مع العديد من الشخصيات والافكار الذكورية العميقة. لكنى رأيت أهمية وقوة كل شخصية من الشخصيات فى القصة وكيف تم الكشف عن كل منها فى النهاية، ويشرفنى أن أشارك هذا الفيلم مع جمهور حقيقى فى سينما حقيقية. بينما هناك الفيلم الالمانى البريطانى المنتظر «سبنسر» إخراج بابلو لارين وبطولة النجوم كريستين ستيوارت، تيموثى سبال، جاك فارثينج، شون هاريس، سالى هوكينز والذى يتناول فصول خاصة من قصة حياة الاميرة ديانا، حيث أصبح زواج الأميرة ديانا والأمير تشارلز باردا منذ فترة طويلة، على الرغم من كثرة الشائعات حول العلاقات والطلاق، ديانا تعرف اللعبة وفى هذا العام، ستكون الأمور مختلفة تمامًا. «سبنسر» هو تخيل لما يمكن أن يحدث خلال تلك الأيام المصيرية القليلة. وقال المخرج بابلو لارين: لقد نشأنا جميعًا على فهم ماهية الحكاية الخيالية، لكن ديانا سبنسر غيرت النموذج، والأيقونات المثالية التى تخلقها الثقافة الشعبية إلى الأبد. هذه قصة أميرة قررت ألا تصبح ملكة لكنها اختارت بناء هويتها بنفسها. إنها قصة خيالية مقلوبة. لطالما كنت مندهشًا جدًا من قرارها واعتقدت أنه كان صعبًا للغاية. هذا هو قلب الفيلم. كنت أرغب فى استكشاف عملية ديانا، حيث تتأرجح بين الشك والتصميم، وأخيرا تقدم محاولة من أجل الحرية. كان قرارًا من شأنه أن يحدد إرثها: قرار صدق وإنسانية لا مثيل له. لقد كتب الكثير عن ديانا. القصص لا حصر لها، بعضها يمكن إثباته والبعض الآخر لا يمكن إثباته. أجرينا بحثًا مكثفًا عنها، وتقاليد عيد الميلاد الملكى، وحكايات الأشباح فى ساندرينجهام هاوس. ومع ذلك، فإن العائلة المالكة معروفة بأنها منفصلة. قد تظهر علنًا فى بعض المناسبات، ولكن فى مرحلة ما، تُغلق الأبواب، وبمجرد ظهورها، لا تعرف ما الذى يحدث خلفها. هذا يعطى الكثير للخيال. كان هذا عملنا. لم نهدف إلى صنع دراما وثائقية، بل أردنا إنشاء شىء من خلال أخذ عناصر من الواقع، ثم استخدام الخيال، لإخبار حياة المرأة بأدوات السينما. هذا هو السبب فى أن السينما رائعة للغاية: هناك دائمًا مساحة للخيال. من خلال بناء شخصية ديانا، لم نرغب فقط فى إنشاء صورة مكررة لها ولكن استخدمت السينما وأدواتها لخلق عالم داخلى حقق التوازن الصحيح بين الغموض وهشاشة شخصيتها. كل ما تراه ديانا يعكس ذكرياتها ومخاوفها ورغباتها وربما حتى أوهامها. تأخذ هذه العناصر شيئًا يحدث بداخلها وتظهر نقطة ضعف جميلة جدًا. المخرجان الايطاليان فابيو دى إينوسينزو، داميانو دى إينوسينزو يقدمان فيلم «أمريكا لاتينا» بطولة إيليو جيرمانو، أستريد كاسالى، سارة سيوكا، ماوريتسيو لاستريكو، كارلوتا جامبا. وقال المخرجان حول فيلمهما «اخترنا أن نحكى هذه القصة لأنها، ببساطة، كانت تلك التى وجدناها أكثر إزعاجًا. كبشر ورواة قصص ومشاهدين. قصة أثارت أسئلة بالنسبة لنا لم تكن لدينا (وما زلنا لا نملكها حتى بعد الانتهاء من الفيلم) أجوبة لا تتعارض مع بعضها البعض. إن جعلنا نتساءل عن أنفسنا هو أهم مهمة يمكن أن تسمح بها السينما لنفسها، وأمريكا لاتينا يأخذ هذا الاحتمال حرفيًا، ويقدم لنا رجلًا مجبرًا على إعادة النظر فى هويته. لكوننا توأمين، فإن الفيلمين السابقين لدينا يرويان أيضًا قصصًا عن العائلات، والشعور بالانتماء، والقرابة، لكننا لم نتعمق فى الموضوع مطلقًا واخترنا أن نسلك الطريق الأكثر خطورة بالنسبة لنا: أمريكا لاتينا هو فيلم فى نور وقد اخترنا وجهة نظر الظلام التى نراقبها من خلالها. المخرج والنجم ميشيل فرانكو يقدم فيلمه «غروب» وهو من إنتاج السويدوفرنسا والمكسيك، وبطولته مع وإرنديرا نونيز لاريوس وكريستينا فيلاسكو، ليكون بمثابة هزة حادة للمجتمع من خلال أليس ونيل بينيت هما جوهر عائلة بريطانية ثرية تقضى إجازة فى أكابولكو مع أعضاء أصغر سنا كولين وأليكسا إلى أن تقطع رحلة طوارئ بعيدة رحلتهم. عندما يعطل أحد الأقارب نظام الأسرة المتماسك، تصعد التوترات المفاجئة إلى الواجهة. ويقول فرانكو إنه لأمر صادم أن أشهد تحول المدينة التى قضيت فيها إجازات طفولتى إلى بؤرة للعنف. ينبع غروب الشمس من ضرورة استكشاف مكان يبدو بعيدًا وغريبًا بشكل متزايد. هذا الاستكشاف لجميع وجهات النظر الموجودة فى أكابولكو هو أيضًا دراسة شخصية ودراسة الأسرة. تحتل الشمس مكانة بدائية. يضرب دائمًا بقوة وبشكل مباشر. يجب أن تعكس الصورة أمرين: الحالة العاطفية للشخصيات والعنف السائد فى محيطهم. المخرج اودرى ديوان ينافس بفيلمه الفرنسى «لافينمنت» والذى تدور أحداثه فى فرنسا، 1963، حيث «آن» طالبة شابة لامعة أمامها مستقبل واعد، ولكن عندما تحمل، ترى أن الفرصة سانحة لإنهاء دراستها والهروب من قيود خلفيتها الاجتماعية ومع اقتراب امتحاناتها النهائية تنمو بطنها وتقرر آن أن تتصرف حتى لو كان عليها مواجهة العار والألم والسجن ايضا. وفى المنافسة أيضا فيلم «ايل بوكو» إخراج مايكل أنجلو فرامارتينو إنتاج إيطاليا، فرنسا، ألمانيا. وفيلم المخرج كزافييه جيانولى «الاوهام الخلاعة» ويدور حول لوسيان شاعر شاب غير معروف فى القرن التاسع عشر فى فرنسا. لديه آمال كبيرة ويريد أن يحدد مصيره. يغادر دار الطباعة العائلية فى مقاطعته الأم ليجرب حظه فى باريس على ذراع راعية الفنون، سيكتشف الشاب ما يدور وراء الكواليس فى هذا العالم المكرس لقانون الربح والتظاهر. كوميديا بشرية حيث يمكن شراء أو بيع كل شىء، نجاح أدبى مثل الصحافة، سياسة مثل المشاعر، سمعة مثل الأرواح. وفيلم «الابنة المفقودة» إخراج ماجى جيلنهال انتاج اليونان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل، وبطولة أوليفيا كولمان، جيسى باكلى، داكوتا جونسون، إد هاريس، بيتر سارسجارد، بول ميسكال، وتدور أحداثه حول «ليدا» وحدها فى إجازة على شاطئ البحر، تنهمك مع أم شابة وابنتها بينما تشاهدهما على الشاطئ. تشعر ليدا بالقلق من علاقتهما القوية وعائلتهما الممتدة الصاخبة، وهى غارقة فى ذكرياتها عن الرعب والارتباك وشدة الأمومة المبكرة حيث تُجبر على مواجهة الخيارات غير التقليدية التى اتخذتها كأم شابة وعواقبها. وتقول ماجى جيلنهال «عندما ندما قرأت رواية الابنة المفقودة، شىء ما جاء لى كان غريبًا جدًا ومؤلما ولكنه أيضًا صحيح بلا شك. جزء سرى من تجربتى كأم، كعاشقة، كامرأة فى العالم وفكرت كم هو مثير وخطير إنشاء تجربة كهذه ليست هادئة وحيدة مع كتاب ولكن فى غرفة مليئة بالعيش والشعور بالناس. كيف سيكون شعورك عندما تجلس بجانب والدتك أو زوجك أو ابنتك أو زوجتك عندما تنكشف المشاعر والتجارب المشتركة التى تم إخفاؤها؟ بالطبع، هناك رعب وخطر يتعلق بشخص ما يكافح من خلال أشياء قيل لنا إنها مخزية أو قبيحة. ولكن عندما يتم عرض هذه التجارب على الشاشة، هناك أيضًا فرصة للشعور بالراحة إذا كان لدى شخص آخر هذه الأفكار والمشاعر، فربما لست وحدى. هذا جزء من تجربتنا التى نادرًا ما يتم التعبير عنها، وفى الغالب من خلال الانحراف أو الانفصال أو الحلم.