«التعليم مش بس إن الواد ولا البت يروحوا المدرسة ويقعدوا كده وخلاص.. لأ العيال لازم تتعلم حاجة بجد والفصول اللى فوق بعضها دى العيال تتعلم فيها إيه.. دول بيروحوا ويرجعوا متضاربين ومتعورين وحالتهم بالبلا وأسأل الواد خدتم إيه النهارده يقول ما فيش»، تقول أميمة أم لثلاثة أطفال فى الصفين الابتدائى والاعدادى فى أحد الاحياء الاقتصادية الأقل حظا بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة. كما يقول مرزوق مع غيرهما من أولياء الأمور فى القاهرة والوجه البحرى والصعيد وشرق مصر وغربها بلا مواربة إن «التعليم بقى حاجة صعبة قوى».. البعض يشتكى من المناهج لانها على حد قول عبدالرزاق من البويطى فى الواحة البحرية «بقت صعبة قوى مش على العيل على المدرس ذات نفسه».. البعض الآخر وهؤلاء بالتأكيد غير قليلين يشتكى من ظاهرة الدروس الخصوصية مثل شيرين التى يدرس ابناها بإحدى المدارس الفرنسية القديمة بالقاهرة والتى تقول «أنا بادى دروس فرنسية من تانية ابتدائى ومن تالتة ابتدائى بقيت ادى حساب وعلوم.. طب وبعدين.. أنا بادفع كتير غير فلوس السواق اللى بيودى ويجيب وفلوس الساندوتشات من المدرسة للدرس.. واحنا ساكنين فى مصر الجديدة ودرس فى المعادى ودرس فى المهندسين وبيرجعوا (الأبناء) هيموتوا من التعب وزهقانيين وعايزين يقعدوا يعملوا تشاتينج بالكمبيوتر وخلاص». شيرين تقول إنها كان ينبغى عليها أن تلحق ابنيها بنظام التعليم الدولى وتبتعد نهائيا عن «التعليم المصرى ده». «لو كنت حطتهم فى انترناشونال كان بقى أحسن مية مرة.. كنت هادفع اكتر شوية بس خلاص ما كانش هيبقى فى كل الدوشة دى وكل الاحباط اللى الولاد بيحسوا بيه ده.. كل اليوم المسيو عمل والمدام عملت (سلوك المدرسين) وكل يوم أوف وهوف (إشارة إلى السأم من الدراسة والمدرسة).. وفى الآخر هما هيطلعوا بيعرفوا فرنسيه زى الناس.. ما افتكرش». إذا كان أبناء شيرين يشعرون بالسأم من مدرستهم التى يقتصر الالتحاق بها على أبناء الطبقة المتوسطة العليا فى حى مصر الجديدة الراقى فإن فاطمة التى ذهبت «لغاية رابعة» ابتدائى فى إحدى مدارس الفيوم كانت تشعر بأكثر من السأم. «أنا كنت باروح بالعافية والمدرسين كانوا بس عايزين نقعد ساكتين وكانوا بيسألونا أسئلة صعبة واللى كان بيجاوب غلط أو يعمل دوشة كان بيتضرب بالمسطرة اللى حرفها حديد عشر مرات».