أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، عن بدء "مشاورات" داخل الحكومة ومع الشركاء الدوليين لإيجاد حل سياسي سريع يضمن "السلام والاستقرار" في أفغانستان، داعيا في الوقت نفسه إلى إعادة تعبئة القوات المسلحة لمواجهة حركة طالبان. وقال غني، في خطاب إلى الأمة: "بدأت مشاورات تتقدم بسرعة داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني"، لافتا إلى أن "إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية هي أولويتنا الأولى"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ولم يلمح غني إلى أنه سيستقيل أو يتحمل مسؤولية الوضع الحالي، لكنه قال -وقد بدا عليه الحزن وهو يجلس أمام العلم الأفغاني- "كمهمة تاريخية، لن أدع الحرب المفروضة على الشعب تتسبب بمقتل مزيد من الأبرياء وبضياع المنجزات التي تحققت خلال هذه السنوات العشرين، وتدمير المعدات العامة واستمرار عدم الاستقرار". وأضاف: "لذلك، بدأت مشاورات مكثفة داخل الحكومة مع الشيوخ والقادة السياسيين وممثلي الشعب والشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سياسي معقول ومؤكد يتوخى السلام والاستقرار للشعب الأفغاني". وبعد سقوط ثاني وثالث كبرى مدن البلاد في أيدي حركة طالبان، باتت كابول المحاصرة الموقع الأخير للقوات الحكومية التي لم تبد مقاومة تذكر أو لم تبد أي مقاومة في المناطق الأخرى، لكن غني أشاد بالقوات "التي دافعت عن الوطن بشجاعة وأظهرت عزما قويا". وبسطت حركة طالبان سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية كابول حيث يشعر سكانها ومن لجأوا إليها مع تقدم المتمردين بالخوف، بينما تستعد الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى لإجلاء رعاياها ودبلوماسييها. وخلال أسبوع، سيطرت "طالبان" بالكامل تقريبا على شمال أفغانستان وغربها وجنوبها، ووصلت إلى أبواب كابول. وقد أصبحت على بعد 50 كيلومترا فقط عن العاصمة ولا تبدي أي مؤشر إلى رغبة في إبطاء تقدمها. وتدور معارك عنيفة حول مزار شريف عاصمة ولاية بلخ حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة. هذا المفترق التجاري هو المدينة الرئيسية الوحيدة في شمال البلاد التي لم تسيطر عليها حركة طالبان بعد. وإلى جانب كابول ومزار شريف، تبقى جلال أباد (شرق) وجارديز وخوست (جنوب شرق) المدن الرئيسية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة. لكن بما أنها تقع في منطقة يهيمن عليها البشتون، الإثنية التي تنتمي إليها طالبان، لا يتوقع أن تقاوم لفترة طويلة.