كشف مسئول عسكرى أمريكى رفيع المستوى النقاب عن فتح جبهة جديدة للحرب الأمريكية ضد الإرهاب فى اليمن بسبب تزايد المخاوف من تحول تلك الدولة إلى ملاذ آمن جديد لعناصر تنظيم القاعدة التى تفر من مناطق القبائل فى باكستان. وأشار المسئول إلى أن تلك الجبهة الجديدة تضاف إلى الجبهتين اللتين تقاتل عليهما القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان. وقال المسئول الأمريكى إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أرسلت منذ عام تقريبا مجموعة عملاء كبار خبراء فى مكافحة الإرهاب للعمل فى اليمن. فى الوقت نفسه فإن عددا من عناصر العمليات الخاصة الأمريكية يدربون حاليا قوات الأمن اليمنية على أساليب مكافحة الإرهاب. كما رصدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أكثر من 70 مليون دولار لتدريب وتسليح قوات مكافحة الإرهاب فى اليمن خلال 18 شهرا المقبلة وهو ضعف مخصصات هذا البند العام الحالى. يأتى ذلك فى الوقت الذى يحقق فيه رجال الأمن والمخابرات الأمريكيون فى احتمال وجود علاقة وثيقة بين الطالب النيجيرى الذى حاول تفجير إحدى طائرات شركة نورث ويست إيرلاينز الأمريكية فوق مدينة ديترويت وعناصر تنظيم القاعدة فى اليمن حيث تشير تقارير إلى أن هذا المتهم تلقى تدريباته فى اليمن. يذكر أن اليمن تمثل منذ وقت طويل ملاذا للجهاديين السابقين بفضل ترحيب الحكومة اليمنية باستقبال الإسلاميين الذين شاركوا فى الجهاد الأفغانى ضد الغزو السوفييتى فى الثمانينيات. ولكن تنظيم القاعدة نجح فى إقامة معاقل قوية له فى مناطق القبائل اليمنية الخارجة عن سيطرة الحكومة. يقول السيناتور جوزيف ليبرمان عضو مجلس الشيوخ الأمريكى المستقل إن «اليمن أصبح الآن فى قلب المعركة ضد الإرهاب.. وأصبح لدينا وجود متنامٍ ويجب أن يكون لنا هذا الوجود سواء بقوات العمليات الخاصة أو عناصر مخابرات أو قوات صاعقة». ويقول مسئولون أمريكيون ويمنيون إن النقلة الكبيرة فى العلاقات الأمنية الجديدة بين اليمن والولايات المتحدة حدثت أواخر الصيف الماضى أثناء الزيارتين السريتين اللتين قام بهما الجنرال ديفيد بترايوس قائد المنطقة المركزية الأمريكية وجون برينان مستشار الرئيس أوباما لشئون مكافحة الإرهاب إلى اليمن. وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح وافق على الوجود الأمنى الأمريكى فى اليمن استجابة لضغوط من جانب دول الجوار مثل السعودية إلى جانب تزايد المخاطر الداخلية التى تهدد حكم الرئيس صالح. يقول كريستوفر بوسيك خبير الشئون اليمنية فى مؤسسة كارنيجى لأبحاث السلام الدولى بواشنطن إن المشكلات الأمنية فى اليمن لن تقتصر عليه فهى مشكلات إقليمية تهدد المصالح الغربية. وبالفعل فالعديد من منفذى الهجمات المسلحة ضد مصالح أمريكية خلال الفترة الماضية كانت لهم علاقات باليمن كما حدث بالنسبة للميجور نضال حسن منفذ عملية إطلاق النار فى قاعدة فورت هود العسكرية الأمريكية بتكساس الشهر الماضى حيث كشفت التحقيقات عن علاقته بأحد رجال الدين المتشددين فى اليمن. كما أن المتهم بقتل أحد الجنود الأمريكيين فى مركز توظيف بمدينة ليتل روك فى يونيو الماضى كان قد سافر إلى اليمن قبل تنفيذ العملية. وأخيرا المتهم بمحاولة تفجير طائرة ديترويت منذ أيام. من ناحيته اعترف وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى بزيادة التعاون بين القوات اليمنية والسعودية والأمريكية خلال الشهور القليلة الماضية للتصدى للتمرد الحوثى الشيعى من ناحية والتصدى لنشاط تنظيم القاعدة من ناحية أخرى. وتشير تقارير مخابراتية إلى نجاح تنظيم القاعدة فى إقامة مراكز تدريب وملاجئ آمنة لعناصره فى المناطق الجبلية باليمن. وقد نجح مقاتلو القاعدة فى قتل 6 من ضباط المخابرات اليمنيين الذين كانوا يحاولون جمع المعلومات عن نشاط القاعدة فى تلك المناطق. من ناحيته أصدر تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب وهو المظلة التى يعمل تحتها عناصر القاعدة فى اليمن والسعودية بيانا أكد فيه الدور الأمريكى الحاسم فى الهجمات التى شنتها القوات اليمنية ضده خلال الأسابيع الأخيرة والتى أسفرت عن مقتل العشرات.