واصل عشرات من النشطاء الفرنسيين اعتصامهم أمس أمام مقر السفارة الفرنسية بالجيزة، وسط تشديدات أمنية مكثفة. وحاصر الأمن المركزى المعتصمين بكردون أمنى ومنع وصول رجال الإعلام والصحافة لهم، وانتشرت سيارات الأمن المركزى بطول سور حديقة الحيوان المواجهة لمبنى السفارة. وقال أحمد، فرنسى من أصل جزائرى، «السلطات المصرية تحاصرنا من كل مكان ونحن فى انتظار أن تأتى الحافلات التى ستنقلنا إلى العريش»، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون السلطات المصرية هى المتسببة فى منع وصول الحافلات إلى الآن، على حد تعبيره. وأضاف أحمد أنهم سينتظرون أمام السفارة لحين معرفة مصيرهم، متوقعا أن يتم ترحيلهم فى أقرب فرصة. ورفع المعتصمون أعلاما فلسطينية كتب عليها «الحرية لغزة»، ولافتات كتب عليها «دعونا ندخل لغزة»، و«لماذا تمنعونا من الدخول لغزة». وقالت مصادر من السفارة الفرنسية رفضت ذكر اسمها إن السفارة اتخذت جميع الإجراءات التى تحمى رعاياها، وقامت بعمل جميع الترتيبات اللازمة، التى تتوافق مع السيادة المصرية. من ناحية أخرى، قرر القائمون على قافلة «شريان الحياة 3» التى تنقل مساعدات إنسانية وطبية لقطاع غزة والعالقة فى ميناء العقبة الأردنى منذ أيام، العودة إلى سوريا استعدادا لدخول مصر من ميناء العريش عبر ميناء اللاذقية السورى بعد رفض السلطات المصرية دخولها من ميناء نويبع. وقال الناشط ميسرة ملص، رئيس لجنة الحريات فى النقابات المهنية الأردنية، لوكالة الأنباء الفرنسية إن «القافلة ستعود من العقبة (325 كم جنوب عمان) إلى اللاذقية فى سوريا لدخول مصر عبر ميناء العريش وفقا لرغبة الحكومة المصرية». وأعرب ملص عن أسفه لموقف الحكومة المصرية الذى «تشابه مع موقف العدو الصهيونى سواء فى موضوع الجدار الفولاذى أو القافلة»، مشيرا إلى أنه «يخدم العدو». ومن جانبه قال السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن السفارة المصرية فى لندن أرسلت يوم 10 نوفمبر 2009 خطابا للمشرف على القافلة النائب البريطانى جورج جالاوى يبلغه فيه بالآلية المصرية لاستقبال قوافل الإغاثة بقطاع غزة والتى تشير إلى ضرورة دخول القوافل عبر ميناء العريش. ولفت زكى النظر إلى أن مصر فوجئت بإصرار جالاوى على تجاهل التعليمات المصرية حيث توجهت القافلة إلى الأراضى الأردنية ثم جنوبا إلى مدينة العقبة الأردنية تمهيدا لمحاولة الدخول إلى الأراضى المصرية عبر ميناء نويبع البحرى خلافا للآلية المصرية المشار إليها. كما علمت «الشروق» من مصادر دبلوماسية أجنبية فى القاهرة أن الخارجية المصرية استدعت ممثلى عدد من السفارات الأجنبية فى القاهرة الذين لهم رعايا ضمن قافلتى الإغاثة لغزة للإبلاغ بضرورة التزام رعايا هذه البعثات الأجنبية بقواعد النظام والأمن فى مصر، وعدم المشاركة فى أى تظاهرات حتى لو سلمية على الأراضى المصرية. ومن بين السفارات التى شارك مندوبوها فى الاجتماع الجماعى الذى عقدته الخارجية المصرية السفارة الكندية والأمريكية والتركية وعدد من السفارات الأوروبية. من ناحية أخرى قال مصدر أمنى مصرى: إن مواقف القاهرة «لا تعبر عن تعنت وإنما تأتى فى إطار شواغل أمنية مصرية من التطورات على الحدود». غير أن المصدر نفسه قال: إن السبب الرئيس للاعتراض على دخول قافلة فيفا بالستينا إلى غزة عبر الأراضى أو الموانئ المصرية يتعلق بكون عدد لا بأس به من أعضاء هذه القافلة «لهم تعاطف مع حركة الإخوان المسلمين واتصالات أيضا معها». وأضاف المصدر: «تم رصد اتصالات بين بعض أعضاء القافلة وبعض عناصر الإخوان المسلمين بغرض تنظيم تظاهرات سياسية على الأراضى المصرية بدون إذن من السلطات»، وهو الأمر الذى تنفيه عناصر إغاثية فى تصريحات علنية كما تنفى كل من جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس التواطؤ بأى صورة على الأمن المصرى.