شاركت جماهير غفيرة اليوم الثلاثاء في الضفة الغربية في تشييع جثمان الشابة سهى جرار، نجلة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السياسية المعتقلة خالدة جرار، دون السماح لوالدتها بالمشاركة في الجنازة. وأعربت خالدة جرار، في كلمة لها نقلها محامون وألقتها شقيقتها سلام، عن عميق حزنها وألمها على رحيل ابنتها، ولعجزها عن المشاركة في الجنازة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عنها القول :"أنا أم شامخة وصابرة رغم القيد والسجان، ولكني أيضا موجوعة من الاشتياق. ولا يحدث كل هذا إلا في فلسطين. أردت أن أودع ابنتي بقبلة على جبينها.. ولكن اعذريني يا ابنتي". واستنكر مشاركون في الجنازة عدم سماح إسرائيل لخالدة جرارة بالمشاركة. وقال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" ثائر شريتح إن "قدر الفلسطينيين أن يعيشوا في ظل مجتمع دولي كاذب وغير قادر على الإفراج عن أم تتألم لوداع ابنتها، ومؤسسات دولية غير قادرة على الوفاء لرسالتها الإنسانية". واستهجن "عدم تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع كل المساعي والجهود التي بذلت للإفراج عن خالدة جرار، وإصراره على حرمانها من المشاركة في تشييع ابنتها وتقبيلها للمرة الأخيرة". تجدر الإشارة إلى أن الأم نائبة فلسطينية بارزة. وتم اعتقالها عام 2019 بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي. وتصنف إسرائيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنها منظمة إرهابية، وكذلك يصنفها الاتحاد الأوروبي. وكانت سهى تعمل في مؤسسة "الحق" الحقوقية الفلسطينية. وتم الإعلان عن وفاتها يوم أمس. وأفادت تقارير بأن الشابة البالغة من العمر 31 عاما توفيت نتيجة سكتة قلبية مفاجئة. وقالت متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إنه سُمح لخالدة بمكالمة هاتفية للتحدث مع عائلتها. ووفقا للتقارير، فإنها تقضي عقوبة بالسجن لمدة عامين لانتمائها للجبهة الشعبية، ومن المقرر الإفراج عنه في غضون أربعة أشهر. وسبق أن اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية الناشطة السياسية عدة مرات، في عدة تهم من بينها التحريض على العنف.