• إثيوبيا مضطرة لتصريف المياه إلى مصر والسودان ولا يوجد تسعير للمياه.. ومخزون السد العالي يكفينا لسنوات قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، "إن الوعي مهم جدًا في أزمة سد النهضة، لأننا فوجئنا بعلماء مصريين استخدموا علمهم ضد الدولة المصرية". وأضاف، خلال الجلسة الثانية اليوم الأربعاء تحت عنوان "المواطنة ووحدة المجتمع - قضية سد النهضة نموذجًا"، من مؤتمر "المجتمع المدني وبناء الوعي - تحديات اللحظة الراهنة"، الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية: "الوعي بنهر النيل مهم للجمهور ولمتخذ القرار؛ لنعرف أهمية نهر النيل". وأكد: "بدأ مشروع سد النهضة كخطة منذ بناء السد العالي، حين اتجهت أمريكا إلى الهضبة الإثيوبية عبر مشروع سد السدود؛ بهدف قطع مياه النيل عن مصر، وتحويل السد العالي إلى مجرد حائط". وأشار: "مشروع السد العالي هو أعظم مشروع لمصر على الإطلاق، هو الذي حمى مصر من فيضانات، لولا لغمر الفيضان محافظات مصر والعاصمة، لولاه لشهدت مصر مجاعة في الثمانينيات، والسد العالي بمخزونه الحالي هو ما يجعلنا لا نشعر ب5 مليارات متر مكعب في خزينة العام الماضي، وهذا لا يعني أن تنتهك الحقوق المصرية والسودانية في مياه النيل، والسد العالي ليس عوضًا عن مشروعات دول المنابع". وتابع: "السد العالي هو لحماية مصر من الجفاف، وليس لتعويض مشروعات تقام بهذه الطريقة"، وأكد: "معدل الأمان في سد النهضة هو موضوع هندسي، وهو مواصفات هندسية تتم في السد، ولا يكفي بمواصفات سعة 74 مليار متر مكعب، حين قام الأمريكيون بدراسة كانت 11 مليار متر مكعب، والسد في فبراير 2011 تم الإعلان عنه بالخطة الأمريكية، ورئيس الوزراء السابق زيناوي، أراد أن يكون اسم مرتبط بمشروع ضخم، وقبلها بسنتين عمل سد لتخزين 9 مليارات متر مكعب، ولم يقدم المشروع أي شيء لزيناوي، ودخلت السياسة في الأمر، وكان الهدف هو بناء سد أكبر لتخزين 74 مليار متر مكعب". وذكر: "سد النهضة تم بناؤه لمنع المياه من الدخول للوادي، و74 مليار متر مكعب رقم مبالغ فيه، والسد على منطقة جبلية، والسعة ضخمة جدًا، والهضبة الإثيوبية فيها كثير من المشاكل". ونبه إلى أن "74 مليار مكعب يشكل خطورة على السودان ثم مصر، كما يعرض السد للانهيار، وهو انهيار هندسي وليس سياسيا، والسد الذي تم بنائه ب9 مليارات متر مكعب حدث فيه تشققات في 2017، ومات 47 عاملا، فإذا اتفقنا أن تدير مصر والسودان السد، وهذا أمر كافي". وأوضح: "من ينشئ سد النهضة هو شركة إيطالية، والسد السابق تعطل بعد الافتتاح لمدة عام بسبب فيضانات أدت إلى انهياره، وهناك سدود تنهار مثل السد الصيني الذي سعته 44 مليار متر مكعب، وامتلأ الخزان والأمطار مستمرة، وحدث خوف من انهياره رغم كونه لديه 44 بوابة وليس سد النهضة الذي به 13 بوابة، وحدث خوف من غمر المياه للمناطق". وأشار: "هناك سد في كاليفورنيا بسعة تخزينية صغيرة هي 4.4 مليار متر مكعب، وامتلأ وأدى إلى حفرة ضخمة، وأخلوا 100 ألف نسمة قريبة من السد، وعاشوا في رعب من انهياره. هكذا الصينوأمريكا ولديهما كل الإمكانات، فما بالنا بإثيوبيا وهي من أفقر 10 دول في العالم". وأكد: "إثيوبيا الأمطار فيها فريدة أكبر من أي دولة، حوالي 900 مليار متر مكعب، وهي كميات كبيرة وهي فترة قصيرة وهي شهور يونيو ويوليو وأغسطس، ولذا هناك مخاطر من موسم الفيضان في إثيوبيا، إذ كل أنهار إثيوبيا تفيض". وواصل: "سد النهضة مُعرض للخطر والمشاكل، والهدف ليس الاتفاق ولكن تخفيض هذه السعة التخزينية للسد، وهي 74 مليار متر مكعب، لأن لو وقعت الظروف المناخية فنحن بمواجهة تسونامي سيغرق السودان، وهدفنا في المفاوضات فيما بعد سد النهضة، ولن يحدث تسعير للمياه حتى مع كل هذه السدود في إثيوبيا". وتابع: "إثيوبيا دولة حبيسة لا تطل على بحر، وليس لديها صحراء، لكن نحن السد العالي يغطينا مخزونه لسنوات، لكن إثيوبيا لن تستطيع الصبر ل6 شهور أصلًا، لكن إثيوبيا لابد أن تفرغ ال74 مليار متر مكعب قبل موسم الأمطار لديها، وبالتالي تصل المياه لمصر والسودان، وبالتالي لا تسعير للمياه، لأن إثيوبيا مضطرة لتصريف المياه واتيانها لمصر". وتستمر فعاليات المؤتمر حتى ظهر الخميس، بحضور نخبة من قادة فكر المجتمع المصري، من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وقيادات الإعلام المصري، وممثلي المجتمع المدني.