وافقت الصين على السماح لكل زوجين بإنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" نقلا عن اجتماع بقيادة رئيس البلاد شي جين بينج. وترأس شي، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، اليوم الاثنين اجتماعا للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب من أجل الاستماع إلى تقارير حول تدابير السياسة الرئيسية للتصدي بفعالية لشيخوخة المجتمع خلال الخطة الخمسية الرابعة عشرة والتي تخص الفترة من عام 2021 إلى 2025. واستعرض المشاركون في الاجتماع قرارا بشأن تحسين سياسات الإنجاب لتعزيز النمو السكاني المتوازن على المدى الطويل. وجاء القرار بعد ثلاثة أسابيع فقط من نشر آخر تعداد للسكان أظهر أن أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان مهددة بالانكماش خلال سنوات قليلة. وأشار الخبراء إلى سياسة الطفل الواحد التي استمرت عقودا، والتي لم تلغ إلا في عام 2015، فضلا عن ارتفاع تكاليف السكن والتعليم كأسباب لذلك، كما اعتاد العديد من الصينيين على إنجاب طفل واحد فقط. وفي السنوات العشر الماضية، زاد عدد سكان الصين بنسبة 53ر0 في المئة فقط سنويا ليصل إلى ما يزيد قليلا عن4ر1 مليار نسمة - وهي أبطأ وتيرة منذ عقود. وألغيت سياسة الطفل الواحد المعمول بها منذ عام 1979 في عام 2015 وحلت محلها سياسة الطفلين، ومع ذلك، لم يؤد هذا التحول إلا إلى زيادة طفيفة في معدل المواليد في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، انخفض العدد كل عام. وقال يي فوكسيان، خبير تنظيم الأسرة في جامعة ويسكونسن، إن هذه الخطوة كانت قليلة جدا، وجاءت بعد فوات الآوان. وأضاف ل(د.ب.أ) أن سياسة الطفل الواحد غيرت مواقف الحمل الصينية وشوهت القيم الأخلاقية حول الحياة ، وأن الاقتصاد والبيئة الاجتماعية والتعليم وكل شيء آخر تقريبا صارا مرتبطا بسياسة الطفل الواحد. وقال "إن وجود طفل واحد فقط أو عدم وجود أطفال أصبح القاعدة الاجتماعية فى الصين . فالأنماط الاجتماعية والاقتصادية تلبي سياسة الطفل الواحد، وبالتالي فإن آثار القصور الذاتي لا تزال قائمة". وأضاف أن سياسة الأطفال الثلاثة لن تعزز معدل الخصوبة أيضا. وأوضح أن الحكومة الصينية ستقوم فى أفضل الأحوال بنسخ ما تقوم به اليابان حاليا ، وتوفير رعاية مجانية للأطفال، وتعليم مجاني، وإعانات سكنية للازواج الشباب ، ورعاية طبية مجانية للاطفال. وأشار يى إلى أن سياسات اليابان مكلفة للغاية ولكنها ليست فعالة للغاية . وارتفع معدل الخصوبة في اليابان من 26ر1 في عام 2005 إلى 45ر1 في عام 2015 ثم انخفض إلى 36ر1 في عام 2019. وقال يى "إن الصين تشيخ قبل أن تصبح غنية ، وإن الشيخوخة تتسبب في تباطؤ اقتصادها". وتواجه الحكومات المحلية أزمة ديون، وببساطة لا تملك الموارد المالية اللازمة لتشجيع الخصوبة. وقال إنه سيكون من الصعب جدا على الصين تثبيت معدل الخصوبة الإجمالي عند 2ر1 في المستقبل. وانخفض معدل الخصوبة إلى 3ر1 طفل لكل سيدة ، وفقا لما ذكره مكتب الإحصاءات ، وهو أقل بكثير من 1ر2 طفل اللازمة للحفاظ على استقرار السكان. كما أن عدد الزيجات آخذ في الانخفاض، في حين أن معدل الطلاق في الصين أعلى بكثير مما هو عليه في اليابان أو كوريا الجنوبية، على سبيل المثال. وفي الوقت نفسه، ومع تقدم السكان في السن، تفكر الصين أيضا في رفع سن التقاعد - وهي فكرة لا تحظى بشعبية كبيرة. وقال الخبراء إنه في عام 2020، كان هناك 12 مليون حالة ولادة، وهو أعلى بكثير من 04ر10 مليون حالة ولادة التي أبلغت عنها وزارة الأمن العام، مما يسلط الضوء على عدم الاتساق. ومع وفاة 10 ملايين شخص سنويا في الصين، فإن انخفاض معدل المواليد يشير إلى نمو صفري، أو حتى انخفاض عدد السكان.