قال رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري، إنه وضع طوال السبعة أشهر الماضية أمام معادلة مستحيلة إما بتشكيل الحكومة كما يريدها فريق رئيس الجمهورية السياسي، وإما لا حكومة. وأضاف خلال كلمته أمام مجلس النواب اللبناني، اليوم السبت، والتي نشر نصها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لن أشكل الحكومة كما يريدها فريق الرئيس، ولا كما يريدها أي فريق سياسي بعينه، ولن أشكل الحكومة إلا كما يريدها وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين في أكلهم وصحتهم وحياتهم ودولتهم».
وأوضح أنه لن يشكل إلا حكومة اختصاصيين غير حزبيين، والتي باتت تشكل شرطا مسبقا لأي دعم خارجي، والمفصلة في خارطة الطريق التي باتت معروفة باسم المبادرة الفرنسية.
وذكر أن «النص الدستوري يؤكد بوضوح أن الحكومة تعتبر مستقيلة في حال استقال رئيسها أو استقال أكثر من ثلث أعضائها»، مشيرًا إلى أن «اكتساب رئيس الجمهورية الثلث المعطل يعطيه القدرة على إقالة الحكومة في تعديل دستوري مقنّع».
وتابع: «لا يكتفي الرئيس بتعطيل الحياة الدستورية ومنع تشكيل الحكومة، بل يزعم في رسالته إليكم أن رئيس الحكومة المكلف عاجز عن تأليفها، ومنقطع عن إجراء الاستشارات النيابية وعن التشاور مع رئيس الجمهورية! والحقيقة التي تعرفونها جميعا، أنني قمت بكل ما يجب، وأكثر، وتحملت ما لا يحتمل، للوصول إلى حكومة تبدأ بمكافحة الانهيار».
واستكمل: «نحن أمام رئيس جمهورية يستخدم حقه الدستوري بمخاطبة المجلس النيابي، للإعلان عن نيته مواصلة تعطيل الدستور، وتعطيل إرادة المجلس الدستورية، عبر تعطيل تشكيل الحكومة، لإلغاء مفاعيل اختيار المجلس النيابي لشخصي رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة.. نحن باختصار أمام رئيس للجمهورية يصرّ على مخالفة الدستور بأن يحصر بشخصه منح الثقة للحكومة، بينما ينص الدستور على أن مجلسكم الكريم، علاوة على أنه دون سواه من يختار الرئيس المكلف، هو الذي يمنح الثقة أو يمنعها».
واستطرد: «أكثر ما يحزنني أن فترة الفراغ الخطيرة التي يسأل عنها الرئيس في رسالته، ليست فراغا مطلقا، بل تمتلئ بالمعارك الدخانية وتهديم المؤسسات، والفضيحة غير المسبوقة في الدبلوماسية، والتنكيل بالعملة الوطنية، كأنهم ما تعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا، كما في المقولة الشهيرة، لكنني لست مستعدا لأكون شريكا في أي إخلال في التوازن الدستوري ولا في الاتزان الوطني، ولن أسهم في تسهيل المشاريع العدمية».
وأكد أنه سيواصل العمل على استقطاب الدعم، لمكافحة الانهيار، وفتح بارقة أمل أمام لبنان وأهله الطيبين في كل أرجائه، وفي المغتربات، مختتمًا: «دعوتي الصادقة إلى رئيس الجمهورية، وفريقه السياسي، أن يكفوا في هذه السنة الأخيرة المتبقية من عهده عن محاربة طواحين الهواء، والخروج من الأزقة الضيقة، التي علقوا فيها طوال خمسة أعوام، فأوصلتنا وأوصلتهم إلى هنا».