" عارفة أحلى حاجة فيكى ايه... بتحليى أى شىء عينيكى تيجى فيه.. قمر ده إيه اللى تتساوى به..." على موسيقى أغنية تامر حسنى الشبابية بدأت العارضات ذو الستين و السبعين ربيعا يتناوبن فى دلال و أناقة لعرض أزياء مستوحاة من البيئة البدوية من تصميم المصممة- أنصاف البطل- التى مازالت رغم السنين تحتفظ بروح الشباب. ثم بدأ سرب آخر من جميلات الحفل فى عرض الموديلات السواريه ، و إن تعكزن الواحدة على الأخرى خوفا من الوقوع أو التعثر أمام الجمهور الذى اصطف فى أحد نوادى القوات المسلحة. تقول المصممة: " الملابس مستوحاة من الواحات و قد لجأت لخياطات قدامى لمساعدتى فى تنفيذ تلك الأزياء ، إلا أن عرضها لا يستهدف البيع و الربح.. فقط من أجل متعة المجموعة" الكواليس تبدو كخلية للنحل. الجميع يسعى لتبديل الموديل المعروض فى همة و نشاط، فى حين لجأت بعض السيدات لاصطحاب أبنائهن لمساعدتهن فى اللبس بينما جلست أخريات تحت يد الحفيدات لربط الإيشارب أو الطرحة بطريقة" روشة". و رغم الشعر الشايب الذى يكسو قاعة الاحتفال و خطوط الزمن التى زحفت على الوجوه دون هوادة ، فحالة من البهجة و النشاط بدت واضحة للعيان. مسابقات فى المعلومات العامة تتخللها مباريات فى حمل الكرة على الملعقة دون أن تسقط على الأرض جمعت عددا من المسنين، ثم بدأت منافسة حامية بين الحاضرات فى وصلة للرقص الشرقى على واحدة ونص .. اختبار حقيقى للياقة. تلك هى صورة واقعية لاحتفالات جمعية "الشباب الدائم" التى أقيمت بمناسبة عيد الجمعية السنوى الذى يتزامن مع عيد الأم. " خلق رؤى جديدة للمسنين"، ذلك هو شعار الجمعية التى تضم أكثر من أربعة آلاف مسن يتراوح عمرهم بين الستين و الثمانين . يقول اللواء شريف خلف رئيس الجمعية المؤسسة منذ عام 1995 : " حال المسن فى مصر حاجة من ثلاثة: إما يتحول لجليس أطفال لأحفاده أو يجلس بالبيت فى انتظار الموت أو يعيش على بقايا الماضى و ينضم لشلة" كنت أى يظل يردد أنا لما كنت وكيل وزارة أو لما كنت سفير، و يروى كل يوم نفس الحكايات المكررة لتسمعها شلته بنفس الاهتمام لأن ليس لديهم شيئا آخر يفعلونه. هدفنا هو تغيير ذلك". تضيف السيدة نوال مرسى- عضو الجمعية: " ربنا أعطانا عمر ، إذن لازم نعيشه كويس!" . و من أجل خلق رؤى جديدة تهتم الجمعية بشغل وقت المسن عن طريق الرحلات و هو المشروع المعروف باسم "اعرف بلدك" الذى يصطحب المسن فى رحلة يجوب خلالها بقاع الجمهورية . تروى مثلا السيدة جيهان صالح- منسقة مع الهيئات الدولية سابقا- أنها زارت من خلال عملها بلادا أجنبية كثيرة، لكن الجمعية أتاحت لها فرصة زيارة سيوة و الواحات البحرية و أماكن أخرى كثيرة داخل مصر. أجندة السيدة سوسن المستكاوى تمتلىء هى الأخرى بالمواعيد و الخطط الترفيهية، فهى تنظم للشلة خروجات المسارح و الأوبرا : " رحنا مسرحية عادل أمام أكثر من ثلاثة مرات و بسعر رمزى لا يتعد الأربعين جنيها". تقدم الجمعية كذلك تأمينا صحيا لأعضائها وخصومات فى المؤسسات الطبية تتراوح بين ال10 و ال15 فى المائة. كما تصدر الجمعية مجلتها السنوية "الشباب الدائم " التى يحررها و يوزعها كبار السن من الأعضاء . يضيف رئيس الجمعية : " من خلال تجمعنا نتبادل الخبرات فى الحياة و من خلال تخصصاتنا لو حد عنده مشكلة مع الضرائب نجد من بيننا واحد محامى أو محاسب بيفهم و يخدم زميله فى الموضوع، لو حد عنده مشكلة مع المعاشات ممكن يحلها مع المجموعة و هكذا .. بل أن السيدات أصبحن قريبات لدرجة أن فى حالة مرض واحدة منهن تذهب الأخريات لتمريضها". لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد بدأت الجمعية فى اجتذب طابورا طويلا من المصريين المغتربين فى كندا و أمريكا الذين أصبحوا يقضون أجازاتهم مع أصدقائهم من الجمعية.