العابرون لشوارع الزمالك والمهندسين أمس الأول تعجبوا من مشهد الشباب الذين يقطعون الطرق راكبين الدراجات و«الباتيناج». إنهم مجموعة من محبى البيئة، قرروا أن يشاركوا فى وقفة عالمية من أجل التذكير بأهمية الحفاظ على البيئة والدفاع عنها ضد التلوث وأخطار التغير العالمى للمناخ. أقل من 50 مشاركا تظاهروا دون هتاف داخل ساقية الصاوى السبت الماضى، رافعين لافتات كتبوا عليها «350 مصر تريد حلا حقيقيا بقمة كوبنهاجن». «إحنا مش مجموعة رسمية، ومش بنشتغل تحت رعاية أى مؤسسة أهلية أو حكومية»، فكل ما يجمع شباب هذه المسيرة هو اهتمامهم الشخصى بالبيئة، طبقا لمنسق الوقفة، أيمن السيد. الوقفة الداعية للحكومات والشعوب باتخاذ مواقف حازمة لمواجهة مخاطر التلوث هى جزء من دعوة عالمية تحمل اسم «حركة 350». الرقم الذى تتخذه الحركة عنوانا لها مأخوذ من كتابات للعالم جيمس هانسن وكالة ناسا الفضائية الأمريكية. عام 2007 نشر هانسن بحثا يؤكد فيه أن أقل نسبة آمنة لتركز غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو هو 350 جزءا من المليون، فى حين أن نسبة هذا الغاز فى الغلاف الجوى قد زادت بعد الثورة الصناعية لتصل إلى 398 جزءا من المليون. وتدعو الحركة إلى ضرورة تقليل أثر الأنشطة الإنسانية الصناعية الملوثة للبيئة للوصول إلى هذه النسبة الآمنة. أبحاث هانسن تحذر من زيادة مطردة فى نسبة ثانى أكسيد الكربون بسبب التلوث الناتج عن أفعال مختلفة للإنسان، بداية من التدخين وإفراز عوادم السيارات إلى المصانع الملوثة، مشيرا إلى أن هذه الزيادة ستؤدى فى النهاية إلى ذوبان القطبين وتغيير المناخ العالمى بشكل مدمر لقدرة الإنسان على الحياة بالأرض. ودعت الحركة النشطاء من خلال موقعها على الإنترنت www.350.org أن ينظموا وقفات تحذيرية حول العالم أيام الجمعة والسبت والأحد، وهى أيام الإجازات الرسمية للدول المشاركة بمؤتمر كوبنهاجن الذى تنظمه الأممالمتحدة هذا الشهر بهدف مناقشة مشكلة تغير المناخ العالمى، ومن المتوقع أن يشارك بها نشطاء من أكثر من 180 دولة. أيمن، الذى يعمل مهندسا فى إحدى شركات المحمول، نجح فى أن ينفذ مع زملائه بعض المبادرات الفردية الهادفة للحد من تدمير الإنسان للكوكب الذى يؤويه، «أنا وبعض زمايلى بنروح الشغل مرتين فى الأسبوع على العجل، وبنشجع مشاركة السيارات carpooling بين العاملين فى الشركة». قيادة الدراجات والتشارك بين عدد من الأفراد فى سيارة واحدة للتقليل من عوادم السيارات هى أفعال بسيطة تنبع من اقتناع أيمن وزملائه بأن المبادرات الفردية لها أهميتها، مهما صغر نطاقها، إلا أن الدور الأكبر ملقى على عاتق قادة العالم المجتمعين فى كوبنهاجن. مسيرة القارة تشارك أبناء الكوكب الهموم المناخية (تصوير: أحمد عبداللطيف)