في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، دخلت مصر حيزا من الرعب، بعدما سمع المواطنون عن ظهور عشرات الإصابات في المحافظات بفيروس جديد يسمى كورونا جاء من الصين. لم يكن يعلم المصريون أن الفيروس الذي قتل حتى الآن أكثر من 2 مليون، وأصاب فوق ال117 مليون حول العالم، سيصبح واقعا تتعايش معه البشرية حتى يتم العثور على لقاح أو يختفي من تلقاء نفسه. بلغت الأزمة حدتها في مصر، خلال مارس 2020، حيث فرضت الحكومة الإجراءات الاحترازية المشددة لمنع تفشي الفيروس، وبدأت في تنفيذ خطة الحظر الجزئي ثم الكلي في يوم 24 من الشهر نفسه. ووسط الأخبار المرعبة عن مقتل شخص وإصابة آخر بالفيروس الغامض، وجد المصريون أنفسهم بين 4 جدران لأسابيع طويلة، بعدما اعتادوا على صخب الحياة، ليتوقف العمل في أغلب مؤسسات الدولة، وتتعطل العملية التعليمية برمتها، حتى أنه تم تسريح العمال في بعض المصانع، علاوة على تضرر أصحاب مهن كثيرة ماديا خلال أشهر الحظر. لكن المصريون كالعادة، استطاعوا صنع الأمل من رحم الألم، فخرجت من البيوت المصرية الدافئة، نماذج ملهمة، شقت طريقها للنور وأعطت أملا للكثيرين في القدرة على البقاء والتعايش وسط الأزمة. في هذا الملف، تواصلت "الشروق" مع نماذج ملهمة استطاعت تحويل أوقاتها خلال الحظر المنزلي الطويل الذي تخلله الرعب، لمكسب حقيقي وطاقة أمل، حيث تختلف كل قصة في أهدافها ما بين الهواية وكسب الرزق وأهداف اجتماعية أخرى. • طرد من العمل وتدشين شركة خاصة كان طارق زهران، 31 سنة، خريج كلية الحقوق، يعمل مديرا في أحد مطاعم سلسلة عالمية مشهورة في تقديم "الفرايد تشيكن" أو الدجاج المقلي، لكن الحال لم يدم، حيث أنهت الجائحة وظيفته وزملائه ليجدوا أنفسهم بدون عمل. يقول زهران، ل"الشروق"، إن ما حدث له وزملائه كان خيرا وليس شرا، فلم يستسلم للواقع وحاول تكوين نشاطه الخاص: "عندما تم الاستغناء عني وزملائي، بقيت في المنزل لفترة وقتها قولت لنفسي لن أستسلم للاكتئاب، فقررت جمع زملائي ممن تم الاستغناء عنهم لتكوين نشاطنا الخاص في نفس المجال، وخصصت مكتبا صغيرا في منطقة شبرا مصر لإدارة العمل". ويضيف زهران: "نحن الآن نعمل في وضع الخطة الإدارية لمطاعم الدجاج المقلي المبتدئة، وتدريب الطهاة على كيفية احتراف طهي هذه الصناعة على الطريقة العالمية، وأعتقد أنني حققت هدفي بأن أسخر خبراتنا التي اكتسبناها من السلسة العالمية؛ لتكوين نشاطنا الخاص لكسب الرزق ولكي أثبت لهم أننا قادرون". من خلال عمله مديرا في السلسلة العالمية ل7 سنوات، علم زهران أن المطعم يصنع خلطته الخاصة للدجاح بسرية شديدة، وأنها تأتي جاهزة من الخارج ولا تصنع في مصر، لكنه استطاع وفريق العمل تحليلها ومعرفة مكوناتها. كون زهران فريقا باسم "تي زد بروست"، يتكون من 40 طاهيا من ذوي الخبرة، أعمارهم تتراوح من 18 حتى 50 عاما، استطاعوا حتى الآن تدريب الطهاة في 5 مطاعم جديدة للدجاج، في الهرم وأكتوبر والمنصورة. نجح مشروع "زهران" في تحقيق معيشة كريمة لزملائه ولنفسه، بتقاضي رواتب "محترمة" على حد تعبيره، مقابل تدريب الطهاة على كيفية إتقان طهي الدجاج المقرمش وأساليب الإدارة. ويقول زهران إنه استطاع الوصول لأصحاب المطاعم عن طريق الجروب الخاص بالفريق على فيسبوك: "كنت أظهر كثيرا خلال فيديوهات على جروب الفريق، ووجدت استجابة كبيرة من أفراد كانوا يعملون في فروع الشركة العالمية وتم تسريحهم، وهم يعتبرون من القلائل الذين يعرفون أسرار المهنة، وتلقوا تدريبات من فروع الشركة الأم، فتواصلت معهم وبدأنا توزيع الجميع على المطاعم". لفت "زهران" إلى أنه لا يزال يحافظ على سر الصنعة عن طريق تصنيع الخلطة بطريقة سرية للحصول على نفس الطعم المقدم في محال السلسة العالمية، وإن كانت الخلطة تختلف من مطعم لآخر على حسب المنطقة وثقافتها. ويطمح زهران، خلال الفترة القادمة، في إطلاق مشروع خاص بالفريق وهو مطعم للدجاج المقلي: "نحتفظ بالخلطة السرية ومحافظين على أسرارها، وبإذن الله سنثبت للشركة التي تخلت عنا أننا قادرون على التحدي والوصول للعالمية".
• أحمد يرسم 200 لوحة ويفوز بدرع التميز مثال آخر ملهم، ربما ينظر إليه الأطباء النفسيون في الوقت الحالي على أنه خير مثال على التداوي من الآثار النفسية أو "متلازمة ما بعد العناية المركزة" لمصابي فيروس كورونا المستجد، وهو أحمد ممدوح، 32 عاما، الذي قرر أن يشغل أوقاته خلال الحظر برسم ما يزيد على 200 لوحة. يقول ممدوح، الذي تخرج في كلية الحقوق بالقاهرة، ويعمل موظفا إداريا في جامعة المستقبل بالتجمع، إنه لم يتعلم الرسم، بل كان موهبته الأساسية في صغره عندما اعتاد تقليد الخط العربي. يضيف ممدوح، ل"الشروق": "اكتشفت موهبتي خلال الحظر، فخصصت غرفة للرسم ورحت في البداية أرسم صور بورتريه لشخصيات فنية كثيرة كتدريب، وما شجعني هو وقت الفراغ الكبير، فاعتمدت على الدراسة الذاتية والتعلم عبر موقع يوتيوب للاستفادة من خبرات الرسامين". وأكمل: "أميل أكثر لرسم لوحات للفن التشكيلي والتجريدي والسريالي والطبيعة الصامتة، وكانت أول لوحة تعبر عن منظر طبيعي بالألوان السوفت باستيل، ولاقت استحسانا كبيرا من أخوتي في المنزل". خلال هذه الفترة، أصيب ممدوح بفيروس كورونا، ليتحول الرسم إلى عون له في التغلب على آلام كورونا: "عندما أصبت بالفيروس، كنت أشارك رسوماتي على موقع فيسبوك، فتأتيني ردود فعل مبهرة من أصدقائي، أعطتني دفعة للاستمرار، وكان ذلك خير تأهيل نفسي لي، لقد استطاع الرسم أن يغير حياتي برمتها للأفضل، فطالما هربت إليه من الضغوط اليومية والطاقة السلبية حتى وصلت لرسم 210 لوحات في أقل من 10 شهور". لفت ممدوح إلى أنه تمكن من رسم هذا الكم من اللوحات بتطبيق روتين يومي، يبدأ بالإفطار، ثم الصلاة، ثم رسم لوحة بورتريه أو اثنتين يوميا، وأنه لا يرسم لمجرد الرسم، لكن يعتمد على معايير معينة كضرورة وجود فكرة والرسم بحب لإيصال المعنى كامل. شارك ممدوح في معارض إلكترونية دولية جنى من وراءها شهادات تقدير، ومعارض افتراضية في دار الأوبرا المصرية، وحصل على درع التميز والإبداع، عن لوحة "المرأة الإفريقية بين القوة والشياكة"، في ديسمبر الماضي. كما شارك في معرض قصر ثقافة الأنفوشي في فبراير الماضي، ليفوز بدرع التميز والإبداع، عن لوحة "عازفة الكمان الحزينة". أما عن أفضل لوحاته، فشارك بها منذ أسبوعين في معرض "ملتقى علم الفنون المطلق" في قصر البارون، وهي لوحة مقسمة ل4 أقسام، تعبر عن 4 شخصيات، هم الساحر، والبلياتشو والأفاندي، فيما يمثل الجزء الأخير شخصية جاك سبارو في فيلم "قراصنة الكاريبي"، وقد أهلته أيضا للحصول على شهادات تقدير ودرع التميز والإبداع.
• أم تنتج كارتون أطفال في المنزل في الوقت الذي تنقص فيه برامج الأطفال المصرية، ويغيب برنامج أطفال جذاب يحمل الثقافة المصرية، استشعرت نوران صلاح، 31 عاما، الخطر على طفليها، ليان 6 سنوات، وعمر 7 سنوات، بعدما لاحظت إدمانهما لمحطات التلفاز وبرامج اليوتيوب التي ترى أنها تعرض محتوى غير مناسب لسنهما، فاستغلت مكوثها في المنزل خلال الحظر لحل الإشكالية. تقول نوران، ل"الشروق"، إنها قررت إنشاء قناة أطفال على يوتيوب، عندما وجدت طفليها يشاهدان قنوات التلفاز ومواقع اليوتيوب "غير اللائقة"، بالإضافة لنقص قنوات الأطفال المصرية. وتمكنت نوران من إنتاج البرنامج بشكل متكامل، خلال الحظر، فاقتطعت جزءا صغيرا من منزلها وحولته لاستديو تصوير، بأدوات منزلية بسيطة معاد تدويرها: "لم أكن أمتلك أي أدوات غير الكاميرا، وشقتي كانت صغيرة، فاستغنيت عن جزء من الصالة، وبدأت أصنع بيدي كل شيء يلزم للتصوير بمساعدة زوجي، فصنعت صندوق الإضاءة بالكرتون ومواسير المياه البلاستيكية وصممت خلفيات التصوير بورق". تخرجت نوران في كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة، وكانت من أوائل دفعتها؛ ما أهلها للتعيين في دار الأوبرا المصرية، كما أن عملها كمصممة جرافيك، ومكوثها في المنزل بسبب ظروف فيروس كورونا، ساعدها على إعداد وتصوير ومونتاج الحلقات وتصميمات الجرافيك، تقول: "التصوير والإضاءة والإعداد والمونتاج مع وجود طفلين في منتهى الصعوبة، لكن وقت الحظر الطويل ساعدني على إتقان الأمر برمته". تستحضر نوران أفكار الحلقات عن طريق الذهاب للمكتبات وترجمة كتب إنجليزية، مؤكدة أنها تبتعد تماما عن صفحات الإنترنت: "حققت هدفي بتقديم أطفال مصريين يعرضوا محتوى معبر عن ثقافتنا وهويتنا". أطلقت نوران قناتها الأولى على يوتيوب، التي تعرفها على أنها متخصصة في تقديم فيديوهات ترفيهية وتعليمية للأطفال بشكل لائق ومفيد، مثل الأنشطة الترفيهية والعلمية وفقرة إخبارية لطيفة عن المعلومات البيئية. أشارت نوران إلى أن طفليها لم يتوقفا عن مشاهدة التلفاز أو برامج اليوتيوب، لكن تأثير الحلقات التي يقدمانها في المنزل جعلتهما يحبان فكرة قراءة الكتب للتخطيط للحلقات القادمة، مشيرة إلى أنها لاقت ردود فعل واسعة مشجعة على الاستمرار.
• مضيف طيران يتحول لسائق توكتوك ومحترف تسويق نموذج آخر ملهم، وهو محمد الكيلاني، 29 عاما، خريج كلية التجارة، الذي أودت به ظروف كورونا لتغيير مهنته التي توقفت بفعل الجائحة، ليتحول لسائق توكتوك، بعدما كان يعمل مضيفا جويا لدى إحدى شركات الطيران. يروي كيلاني قصته، ل"الشروق"، قبل الوصول لحلم المضيف فيقول: "كنت أبحث عن مصدر للمال؛ حتى أتمكن من تجهيز نفسي والحصول على كورسات لتطوير لغتي الإنجليزية المحدودة جدا، لكي أستطيع التقدم لوظيفة المضيف، وفي هذه الفترة، دخلت عش الزوجية، واتفقت مع زملائي على فتح مطعم في منطقة شعبية، لكن المشروع لم يدم طويلا بسبب خلافات في وجهات النظر، فكونت مشروعي الخاص وهو عربة لبيع الكريب في الشارع، لكن واجهتني صعوبات عدم الشهرة والعمل الذاتي المنفرد والمكان غير المأهول، وبينما كان يجري ذلك، تم قبولي كمضيف في إحدى الشركات الأجنبية". ومثل أبناء مهنته حول العالم، لم ينج كيلاني من تأثيرات حائجة فيروس كورونا، التي أغلقت المطارات الدولية، عندما تفشى الفيروس في العالم يناير الماضي، فقرر أن يعمل سائق توكتوك خلال الحظر: "دخلت في فترة إجازة طويلة منذ يناير 2020، فلم أعد للعمل، لذا قررت العمل كسائق توكتوك وعايشت كل المشاعر التي ظننتها إحراجا، فكنت خائفا من أن يراني أصدقائي أو جيراني أو أهل زوجتي، لكن أيقنت أن كل هذه الأفكار غير موجودة ولا يوجد عمل مخزي". وتابع: "فترة الحظر مثلت بداية جديدة لي، فقررت تعلم كل شيء يخص البزنس، وحصلت على منحة مجانية من وزارة الاتصالات المصرية، لتعلم التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والتداول والتجارة الإلكترونية، وأنشأت مجالي الخاص". ليس ذلك فقط، بل طور كيلاني من نفسه حتى احترف التسويق الإلكتروني، وأصبح قادرا على إنجاز مشروعات تسويقية كثيرة لشركات من دول متعددة: "أنا الحمد لله أنشر صوري لأول مرة بدون حرج؛ لأني أصبحت أقوى، ومررت بتجارب كان من المستحيل حدوثها، أنا مستعد للتعاون مع أي شخص لتغيير حياته للأفضل ورسالتي للشباب هي (ابدأ)".
• ربة منزل تحترف فن المكرمية المنوفية أيضا كان لأهلها نصيب من الإبداع خلال أوقات الحظر، حيث قررت إسراء حبيب، 28 سنة، ربة منزل وأم لطفل، احتراف فن المكرمية؛ لشغل وقتها داخل المنزل. تقول إسراء، ل"الشروق": "كنت أمارس الكروشية كهواية وليس مشروعا للربح بعدما تعلمته على يد أختى، وبدأت أمارسه معها على سبيل التسلية؛ لتجاوز أوقات مرضها، لكني طالما كنت أميل أكثر لفن المكرمية فقررت تغيير النشاط". بدأت إسراء تطبيق هوايتها في فن المكرمية خلال أوقات الحظر، فقررت التعلم أكثر، وشاهدت فيديوهات لكيفية إتقان التصاميم على موقع يوتيوب، وبدأت تتدرب مرات عديدة حتى تمكنت من إنجاز قطع كثيرة، واحترفت الصناعة. في البداية، لم يتوارد في ذهن إسراء أن تتخد هوايتها كمشروع ربحي، لكن أصدقاءها وأهلها شجعوها على ذلك بسبب موهبتها الجذابة، فراحت تنجز قطعا أكبر وأصعب، وأنشأت صفحة على فيسبوك للترويج لمنتجاتها. أخدت إسراء من هوايتها طاقة إيجابية تعويضية عن الخروج من المنزل، وأثرا إيجابيا لتعلم شيئا جديدا كانت تطوق لتعلمه، لكن هذا النشاط ليس مربحا مقابل تكاليف شراء الخامات: "ربما هذا يحدث لأني في البداية، ولا أمتلك خبرة في البيع أو تقييم الأسعار رغم غلو سعر فن المكرمية، فكل قطعة تأخذ أسبوعا لإنجازها في حال لم تحتو على تفاصيل، عوضا عن تصميم كل شيء بيدي من إعداد غضون الخشب حتى دمج الخيوط".
• فتيات يطلقن مشروعهن التجاري لفن "الريزن" نموذج آخر أكثر انتعاشا في الخروج من أجواء الجائحة الكئيبة، لكن هذه المرة على سبيل الربح، حيث قررت ميرنا مجدي، 24 عاما، خريجة كلية الفنون الجميلة بالجيزة، تأسيس مشروعها الخاص لإنتاج المفكرات والأقلام من مادة الريزن، بالشراكة مع زميلاتها في الدراسة. تقول ل"الشروق": "طالما أحببت المفكرات بكل أشكالها، وكنت أبحث عن أشكالا جديدة بتصميمات وألوان، لكنها لم تتوفر في المكتبات، ومن هنا تولدت فكرة أجندات الريزن". أضافت ميرنا، ل"الشروق"، أنها وصديقاتها الثلاث يصنعن المفكرات بالتماشي مع أذواق الزبائن، وتتميز المنتجات بحلقات سلكية في المنتصف يمكن فتحها وإضافة الورق إليها؛ ما يجعلها سارية الاستخدام، وبالإضافة لذلك، يصنع فريق ميرنا صواني تقديم الطعام وبعض الإكسسوارات الأخرى، من نفس مادة الريزين التي تشبه في طبيعتها البلاستيك القوي الشفاف. أما عن بداية معرفتها بهذا الفن، تقول: "تعرفت على عنصر الريزن خلال العمل في مشروع تخرجي في الجامعة، لأنني وقتها اضطررت لاستخدامه في تغطية بعض قطع الزجاج، وساعدتنا فترة الحظر على إطلاق باكورة إنتاجنا الخاص باستخدم ألوان المايكا، التي أخرجت أفضل نتيجة بخلطها مع أفضل أنواع الريزن وهو الإيبوكسي، وقد سمحت لنا دراستنا في الكلية باتقان تنسيق الألوان والخروج بمنتج لائق". لفتت ميرنا إلى أنها لا تستطيع تقييم المشروع بالمربح، لكنها أشارت لعدم وجود خسائر، حيث إن المكسب يغطي التكلفة، لافتة إلى عدم مشاركتها في أي معارض حتى الآن، لكنها تكتفي بتسويق المنتجات عبر فيسبوك وإنستجرام.
• نهى تطلق مشروعها الخاص لفن الديكوباج قصة ملهمة أخرى لكن هذه المرة من صعيد مصر، حيث قررت نهى رفعت، 33 عاما، أم لطفلين، إطلاق مشروعها الخاص من المنزل لجني الربح، بعدما احترفت فن الديكوباج خلال أوقات الحظر. تعيش نهى في أسيوط وتعمل موظفة حسابات في جامعة أسيوط، وهي خريحة تجارة إنجليزي، إلا أنها لم تجد ذاتها في أي من المجالين، لتقرر احتراف فن الديكوباج. تقول نهى، ل"الشروق": "طالما أحببت الفن اليدوي، لكن لم أتجه للمجال أو آخذ خطوة، إلى أن جاء الحظر، فأرسلت لي إحدى صديقاتي صفحة لفنانة تصنع الديكوباج، فظللت أتابعها وأراسلها لمعرفة الكثير وكيفية التطبيق وكانت متعاونة جدا، فأحضر خامات وطبقت بعض النماذج، ثم حصلت على كورسات، وأطلقت مشروعي الخاص من المنزل". أسست نهى صفحة لترويج منتجاتها على فيسبوك: "في البداية كلفني الأمر أموالا كثيرة بسبب نوع الديكوباج، لذا لا أستطيع الحكم الآن على المشروع مربح أم لا، لكن في النهاية أنا سعيدة بممارسة هوايتي".