أعتبر الدكتور محمد طه أن ما تناوله في كتابه «ذكر شرقي منقرض» مأخوذ من نبض الناس، ولذا خرج الكتاب يحمل نبضهم وحكايتهم. وأضاف خلال حفل توقيع ومناقشة «ذكر شرقي منقرض» اليوم بمكتبة ديوان في مصر الجديدة، أن طرح الكتاب جاء في الوقت المناسب نتيجة تفشي ظاهرة الذكورية الشرقية، التي باتت تعلن عن عن نفسها في كل الأشياء من حولنا. وأكد طه على أن دور المرأة في التربية هو ثلاثة أضعاف دور الرجل. مشيرًا إلى أن دورها الأكبر يكون خلال أول عامين من عمر وليها، إذ تكون هى المسئولة عن الرسائل النفسية التي تصل إلى طفلها وتجعل منه شخص سوي. وتابع أن الفتاة تستمد ثقتها بنفسها من أمها، ومن ثقة الأخيرة بشخصها، وأن الأمهات الضحية والجاني. مشيرًا إلى أن عدد كبير منهن مسؤولات عن الوضع الذي نعاني منه، لافتًا إلى أنه لا يحملهم الذنب بقدر ما يطالبهم بمسئولية التحرك للبدء في التغيير، والمساهمة في الخروج من الأزمة الحالية. وقدم صاحب «ذكر شرقي منقرض»، خلال كلمته التحية للرجال الذين حرصوا على حضور اللقاء. هذا الكتاب ليس عن «الرجل الشرقي»، الذي سمعنا عنه وعرفناہ قديمًا، بل هو عن «الذَّكَر الشرقي» الذي تسلل إلينا مؤخرًا، وعاش بيننا بديلًا عنه، تلك النسخة الباهتة في ألوانها، والمُشوَّهة في ملامحها. فيه فرق كبير بين الرجولة والذُّكورة، الذُّكورة هى النوع، الرجولة هي الفِكر، الذُّكورة هى الجنس، الرجولة هي السلوك، الذُّكورة هي البيولوجيا، الرجولة هي الموقف. «الذُّكورية الشرقية» - بهذا الشكل وذلك السلوك - مرض صعب جدًّا، مش بس مرض، دي مُتلازمة مَرضية كاملة، تبدأ من تربية الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، وتنتهي نهايات مأساوية مُجحِفة للجميع. الكتاب دہ هيحاول يقرب ويستعرض ويحلِّل ويفهم أعراض وأنواع وأسباب ومُضاعفات «الذُّكورية الشرقية»، ويقدم رؤى واقعية لتغيير وعلاج هذہ المُتلازمة المَرضية المستعصية. والحقيقة إن هذا التغيير، لو مابدأش يحصل من الآن فتأكدوا إن هذا الديناصور البشري الضخم لو لم يُدرِك ويفهم ويتطورويقوم بتفكيك وإعادة تركيب نفسه من جديد فلن يكون له أي مكان، سوى ركن بعيد مُختَفٍ، في أحد متاحف العالم، تحته لافتة صغيرة مكتوب عليها بخط غير واضح: «ذكر شرقي منقرض». الدكتور محمد طه، أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنيا، ونائب رئيس الجمعية المصرية للعلاج النفسي الجمعى سابقا، وعضو الجمعية العالمية للعلاج النفسي الجمعى. مؤلف الكتب الأكثر مبيعا خلال السنوات الخمس السابقة (الخروج عن النص- علاقات خطرة- لا بطعم الفلامنكو).