نشرت وزارة السياحة والآثار على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فيديو لإنارة قلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون بطابا، وذلك في إطار احتفال مصر بالذكرى ال32 على استرداد طابا يوم 19 مارس1989. وعن تاريخ قلعة صلاح الدين بطابا، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، في تصريح اليوم الثلاثاء، إنه تم مؤخرا تجديد شبكة الإضاءة بالقلعة لتظهر لروادها في ثوب جديد كتاج ملكي يزين رأس خليج العقبة، لافتا إلى أن صلاح الدين بنى تلك القلعة على الجزيرة عام 567ه 1171م. وأضاف أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا تقع وسط جزيرة مرجانية وتعد منطقة الغوص الثانية في سيناء بعد رأس محمد وتبعد القلعة 250 مترا عن شاطئ سيناء، و10 كيلومترات عن ميناء العقبة. وأكد أن صلاح الدين الأيوبي حرص على اختيار موقع استراتيجي في جزيرة فرعون وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه، مشيرا إلى أنها تعد قيمة تاريخية وثقافية مهمة. وأوضح أنها تحوي منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان. وأضاف أن القلعة بنيت من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة، وتم استخدام مونة من (القصروميل) المكون من الطفلة الناتجة عن السيول، أي كان بناؤها تفاعلًا بين الإنسان والبيئة. ووصف الدكتور ريحان معالم القلعة بأنها تقع فوق تلين كبيرين شمالي وجنوبي بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع في حالة حصار الآخر، ويحيط بهما سور خارجي كخط دفاع أول للقلعة، كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضي والحاضر والمستقبل. وأشار إلى أن العناصر الدفاعية بالقلعة تتمثل في سور خارجي كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصين شمالي ويخترقه 14 برجا من بينها برج للحمام الزاجل، وتحصين جنوبي صغير، ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثان. وأكد أنه يدعم هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهة وقائم الزوايا في الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت في أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل. ولفت إلى أن هيئة الآثار المصرية عام 1986 قامت بأعمال حفائر شاملة بالقلعة كشفت عن أساسات الأبراج والمنشآت الدفاعية والمدنية والدينية، وبناء عليها تمت أعمال الترميم طبقًا للأصول الأثرية باستخدام نفس الأحجار المتساقطة من مباني القلعة. وتابع أنها أصدرت كتابا عن تاريخ القلعة وعناصرها المعمارية عام 1986 كان ضمن الوثائق التاريخية التي أكدت حق مصر في طابا، كما قامت بأعمال حفائر متتابعة مواسم 1988 – 1989 كشفت عن أهم الآثار التي أكدت تاريخ بناء القلعة في العصر الأيوبي ومنها لوحتين تأسيسيتين، لوحة إنشاء فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء تحصينات وسور دفاعي بها. وأوضح أن وزارة الآثار قامت بأعمال ترميم وتطوير للقلعة في سبتمبر 2012 تضمنت حماية أسوارها الخارجية وترميم خزان المياه وتوفير استراحات خشبية من برجولات لراحة الزائرين وتأمين الصعود إلى القلعة وخطة إضاءة شاملة تتيح إضاءتها ليلًا لتظهر بأجمل صورة.