وزارة الآثار حاليًا بصدد إنهاء المرحلة الأخيرة فى ملف قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا لتقديمه لتسجيل القلعة تراث عالمى باليونسكو وأن هذا الملف يحظى بدعم وتعاون عدة جهات مع وزارة الآثار وهى محافظة جنوبسيناء ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية والسياحة والبيئة والأمن الوطنى والقومى واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو وتتولى إدارة المنظمات الدولية بوزارة الآثار مسئولية إعداد الملف بالتعاون مع كل الجهات المعنية داخل الوزارة وخارجها وأن أهمية تسجيل القلعة تراث عالمى يساهم فى وضعها على خريطة السياحة العالمية وعامل جذب مما يؤدى لضمان السياحة المستدامة والاستفادة من المساعدات الدولية التى يقدمها صندوق التراث العالمى للمواقع المسجلة على القائمة سواءً مساعدات مالية أو فنية وتوفير فرص التعاون الدولى والتطوير والتنمية الاقتصادية المستدامة لمدينة طابا ومحافظة جنوبسيناء وزيادة نسبة الاستثمارات المحلية والدولية بمحافظة جنوبسيناء عامة وتعزيز التنوع الثقافى والهوية المجتمعية والمواطنة ورفع مستوى معيشة المجتمع المحلى بطابا وجنوبسيناء عامة معايير الاختيار اعتمد إعداد الملف على المعايير الدولية للتسجيل تراث عالمى وهى المكان المتميز للقلعة التى تشرف على حدود 4 دول مصر وفلسطين والأردن والسعودية ويمثل الموقع إبداع طبيعى فى وجود القلعة على تل يقع بجزيرة تتمتع بمناظر الشعاب المرجانية الخلاّبة والتى تعتبر منطقة غوص عالمية علاوة على البانوراما المحيطة بالأثر من أودية رائعة الجمال تحوى نقوش أثرية لحضارة الأنباط مثل وادى طويبة ومناظر جبلية رائعة ووجود محمية طابا ثاني أكبر محمية طبيعية في سيناء من حيث المساحة بعد محمية سانت كاترين حيث تبلغ مساحتها حوالي 3595 كم مربع وتم إعلانها محمية صحاري وتراث طبيعي سنة 1998 وتقع جنوب غرب مدينة طابا وتتميز بالتكوينات الجيولوجية البديعة والتراث التقليدى للبدو واحتوائها علي تراكيب جيولوجية وكهوف وممرات جبلية متعددة كالأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف (بالكانيونات) البعد التاريخى يتمثل البعد التاريخى فى الآثار التى تقع بجزيرة فرعون بطابا وأقدمها يعود إلى الفترة البيزنطية لوجود فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة أنشأه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وكذلك وجود كنيسة تعود لنفس الفترة لم تتعرض لأى سوء حين بناء صلاح الدين لقلعته الشهيرة على الجزيرة عام 567ه 1171م مما يؤكد مبدأ تسامح الأديان والبعد الفنى يتمثل فى استغلال صلاح الدين للبيئة من وجود تل قطّعت منه الأحجار الجرانيتية المستخدمة فى البناء ومونة يدخل فى تكوينها الغرين الناتج من السيول بالمنطقة وحسن استغلال التل نفسه للبناء عليه مع مراعاة المستويات المختلفة للتل بين انحدار شديد وانحدار أقل وإنشاء عناصر معمارية دفاعية من أبراج وأسوار وفرن تصنيع الأسلحة واستحكامات حربية ومخازن للمؤن والذخيرة وقاعة مشورات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وحمام بخار ومخازن غلال وخزان للمياه وصهريح للمياه وعناصر دينية من مسجد القلعة الوضع القانونى تشمل المعايير الوضع القانونى فالقلعة مسجلة كأثر بالقرار رقم 41 لسنة 1986 وقد تمت بها أعمال حفائر ومشروع ترميم منذ عام 1982 حتى 1986 وأعمال حفائر عام 1988- 1989 وعام 2010 ومشروع ترميم بين عامى 2008 – 2012 ولا توجد أية عوائق طبيعية أو بشرية تحجب الرؤية عن المنظر الطبيعى للجزيرة والحالة العامة للبناء ممتازة وتتشابه هذه القلعة مع قلعة الجندى برأس سدر الذى أنشأها صلاح الدين فى الفترة من 1183 إلى 1187 على طريقه الحربى الشهير بسيناء طريق صدر وأيلة وهى القلعة المسجلة كأثر بالقرار رقم 336 لسنة 1989 ومن الكتب التى صدرت وتحوى مادة علمية عن القلعة كتاب هيئة الآثار المصرية عام 1986 وفصل خاص بكتاب " سيناء ملتقى الأديان والحضارات" للدكتور عبد الرحيم ريحان والذى قام أيضًا بدحض الأبحاث التى نشرت فترة احتلال سيناء وزورت تاريخ القلعة مؤكدًا تاريخ البناء فى العصر الأيوبى من خلال اللوحات التأسيسية التى كشفت عنها أعمال الحفائر بالقلعة موسمى 1988- 1989 وهى لوحة إنشاء فرن تصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء سور القلعة جزيرة فرعون من أهم معالم طابا قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وتسمية الجزيرة بجزيرة فرعون لا علاقة له بالفراعنة حيث لم يتواجد المصريون القدماء بهذه الجزيرة و تركز نشاطهم بسيناء فى طريق حورس الشهير بشمال سيناء وفى منطقة سرابيت الخادم والمغارة ووادى النصّب بجنوبسيناء حيث أعمال تعدين الفيروز والنحاس وأن أقدم تواجد بالجزيرة كان للعرب الأنباط وكان بالجزيرة نشاط ملحوظ فى القرن السادس الميلادى حيث أنشأ الإمبراطور جستنيان فنار فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون بطابا لإرشاد السفن التجارية القادمة من جزيرة جوتاب (تيران) إلى رأس خليج العقبة لخدمة تجارة البيزنطيين وكلمة فنار بالإنجليزية Phareالتى حرفت فيما بعد إلى فارعون فأطلق عليها جزيرة فارعون وهناك سبب آخر للتسمية ربما إذا أردنا أن نعطى للشئ أبهة أكثر من اللازم نطلق عليه فرعون والتسمية الأفضل لهذه الجزيرة هى جزيرة صلاح الدين حيث الدور الأعظم فى تاريخ الجزيرة. القلعة قيمة ثقافية تبعد قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول السعودية والأردن وفلسطين ومصر أنشأها القائد صلاح الدين عام 567ه 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالًا (العقبة حاليًا) وعدن جنوبًا أرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولًا قويًا فى البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وكانت تمهيداً لموقعة حطين القلعة موقع استراتيجى تحوى القلعة منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه القلعة واستخدام مونة من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أى كان بناؤها تفاعلاً بين الإنسان والبيئة كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضى والحاضر والمستقبل. أسوار وأبراج القلعة تحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالى ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين فى المواجهة وقائم الزوايا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت فى أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل. برج الحمام الزاجل برج الحمام الزاجل يقع فى الجزء الشرقى من التحصين الشمالى وعثر بداخله على بيوت الحمام " بنانى الحمام" وبها بقايا حبوب من الشعير والفول وكان أول من نظّم حمام الزاجل لنقل رسائل الحكومة هو السلطان نور الدين محمود الذى ولى حكم الشام عام 1146م وأنشأ محطات للحمام الزاجل فى أهم طرق السلطنة ونظّم نقل البريد بواسطة الحمام الزاجل بين القاهرةودمشق عن طريق غزةوالقدس وكدلك بين القاهرة والاسكندرية ولنقل إحدى الرسائل من خط ما كان يتعين استخدام جميع الأبراج الواقعة على طول الخط بمعنى إذا أراد حاكم دمشق مثلاً أن يبعث برسالة للقاهرة وجب عليه أن يستخدم حمامة من حمام المحطة التالية لها وهى محطة ستامين فتصل إليها الحمامة بعد المحطة التالية لها وهى محطة تفاس ولا تزال الرسالة تنتقل من تفاس إلى بيسان ومنها إلى جنين فنابلس ثم القدس ، غزة ، قاطية (بشمال سيناء) الواردة ، الصالحية حتى تصل بلبيس ومنها للقاهرة ، ومن المعروف أن الحمام الزاجل يتميز بقوة عضلاته وصدره العريض وعينيه الواسعتين ويستطيع أن يسير ألف كيلو متر دون توقف واستخدم الحمام الزاجل فى الحرب العالمية الأولى والثانية واستخدمته وكالة رويتر فى بداية عملها. خزانات المياه بالقلعة حجرات للجنود خلف السور الغربى للتحصين الشمالى وهى أشبه بغرف إعاشة وحراسة لقربهم من الممر الموجود خلف شرفات القلعة المستخدم لمراقبة أى هجوم مفاجئ وبهذه الحجرات حنيات صغيرة لوضع مسارج الزيت للإضاءة وبالقلعة خزان للمياه وصهريج حيث يقع الخزان قرب السور الشرقى للتحصين وهو محفور فى الصخر ويعتمد على مياه الأمطار التى تتساقط عليه من خلال فتحات (خرزات) بالأقبية الطولية التى تغطى الخزان وفى حالة ندرة الأمطار يملئ الخزان من بئر بوادى طابا وينقل الماء بالمراكب للقلعة أما الصهريج فهو أصغر حجماً ويقع مجاوراً لمنطقة حمام البخار والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال وهو مبنى من الحجر الجيرى ويتكون من عمود أوسط من عدة حلقات لقياس منسوب المياه يحمل عقدين وتنقل إليه المياه بواسطة حوض خارجى يتصل بالصهريج عن طريق قنوات فخارية وبجوارالصهريج حواصل الغلال الذى عثر بها على بقايا قمح وشعير وعدس وكذلك فرن القلعة حيث كشف عن البلاطة الخاصة بالفرن "العرصة" يجاورها موقد بلدى "كانون" وقواعد لجرار كبيرة ربما كانت لتخزين أغراض متعلقة بحجرة المعيشة . حمام البخار كناحية استشفائية وللمحافظة على صحة الجنود ونظافتهم أنشأ صلاح الدين داخل القلعة حمام بخار وقد تم الكشف عن طريقة تشغيل هذا الحمام الذى يتكون من ثلاث غرف الأولى لتغيير الملابس وبها مصاطب للجلوس عليها تمهيداً للدخول إلى مر طولى يؤدى إلى الحجرتين الساخنتين حيث تتدرج السخونة من الحجرة الثانية إلى الثالثة الأكثر سخونة والتدرج هذا لمنع الإصابة بنزلات البرد كما عثر على المواسير الفخارية بالجدارن وهى التى كان يمر بها الماء الساخن الناتج من الخزان الخلفى للحمام حيث يتم الإيقاد عليه حتى يتبخر الماء ليتم توزيعه عبر هذه المواسير حتى تكتمل الدورة الحرارية من الجدران والأرضيات الساخنة. مسجد القلعة هو مسجد صغير يضم محرابًا وشباكان جانبيان ومن حسن الحظ فقد تم العثور على اللوحة التأسيسية لهذا المسجد متساقطة عند مدخله وتم إعادتها لموقعها الأصلى فوق المدخل فى أعمال الترميم وهى مكتوبة بالخط النسخى فى ثلاثة سطور أعمر هذا المسجد المبارك ، الأمير حسام الدين باجل بن ، حمدان فى شعبان سنة ..... ورغم أن السنة متآكلة ولكن حيثما وجد مسلمون فى أى مكان وجد المسجد لذلك تم تأريخه إلى وقت إنشاء القلعة 567ه ،1171م.