اعتبر الخبير في معهد الشرق الأوسط ومستشار البنتاجون السابق للتعاون في الشرق الأوسط بإدارة ترامب، بلال صعب، أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بضرب الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، لم يأتي في سياق الرد على هجمات إيران على مصالح التحالف الغربي في العراق، إنما في الإطار الجيوسياسي لمفاوضات الاتفاق النووي الإيراني. وأوضح صعب، أن واشنطن تريد منع طهران من زيادة الضغط في المنطقة وتقوية يدها للتفاوض من موقع قوة فيما يتعلق بالطاقة النووية الإيرانية، بحسب إذاعة "20 مينيت" الفرنسية. ووفقاً للمستشار السابق للبنتاجون، فإن هناك خطرا دائما من استخدام القوة والتصعيد، موضحا أن تلك الخطوة من يمكن أن يكون لها عواقب غير متوقعة. وتابع: "إن إدارة بايدن رأت في ذلك خطرًا محسوبًا بالتصعيد إلى خفض التصعيد في المستقبل من خلال المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الدولي"، قائلا "إن الجميع يحاولون تعزيز موقفهم قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، كما أنه يجب على الولاياتالمتحدة التوفيق بين العديد من المصالح والحلفاء، العرب والإسرائيليين على وجه الخصوص". وذكر صعب، أن تلك الضربات جاءت بعد 5 أسابيع فقط من تولي بايدن السلطة لأنه يريد أن يُظهر أنه يميز نفسه عن أوباما، الذي كان أكثر صبرًا وسلبية في مواجهة العداء الإيراني لتوسيع نفوذهم في المنطقة، كما أنه في نفس الوقت عكس إدارة ترامب، التي ضربت العراق للقضاء على سليماني". وتابع أن إدارة بايدن تحاول احترام السيادة العراقية، كما أن هذه الضربات في سوريا لها تكلفة دبلوماسية أقل.