أثارت خريطة تفاعلية موجة من الجدل في اليابان، بعد أن حددت الخريطة علنًا الأحياء التي بها جيران مزعجين أو وجود أطفال صاخبون. ويستفيد من الخريطة الأشخاص الذين يبحثون عن منزل للسكن ولديهم ميل إلى الهدوء. ووفقا لموقع «ناشونال بوست»، في عام 2016، قام مطور أنظمة ياباني، في الأربعينيات من عمره، بإنشاء خريطة «دوروزوكو»، وهو مسمى يطلق على الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عالٍ في الأماكن العامة، بعد أن وجد أنه من المستحيل العمل من المنزل بسبب مستويات الضوضاء العالية من الأطفال في منزله. وفي شهر فبراير من هذا العام، أصبح الجيران المزعجين هدفًا لموقع إلكتروني مثير للجدل في اليابان يحدد الأحياء التي قد تكون مستويات الضوضاء فيها مرتفعة للغاية بالنسبة لمن يبحثون عن حياة أكثر هدوءً. وسجلت الخريطة 5973 موقعًا في جميع أنحاء البلاد، تشير إلى أن أصوات الأطفال الذين يلعبون في الشوارع والبالغين الذين يتحادثون بأصوات على مسمع من جيرانهم. ويؤدي النقر على الأيقونات بالخريطة إلى الكشف عن طبيعة الإزعاج والشكاوى، مثل الأطفال الذين يلعبون بالكرات بطريقة صاخبة، والكبار الذين ينخرطون في محادثات جماعية صاخبة، وأطفال المدارس الذين يلعبون ويتجولون في الشارع، مما يتسبب في مشاكل للأشخاص الذين يعيشون في الجوار، بينما يشتكي مستخدم آخر من اضطراره إلى مراوغة الأطفال أثناء القيادة في الحي. وبالرغم من المزايا التي تقدمها الخريطة وإشادة بعض المستخدمين بالخريطة لعرضها مناطق تتسامح مع أصوات الأطفال المرحة، ومساعدة العائلات التي تتطلع إلى الانتقال إلى أحياء صديقة للضوضاء، إلا أن مطور الموقع تعرض لانتقادات شديدة من الجمهور، متهمًا بإثارة عدم التسامح مع الأطفال، وشعر آخرون بالفزع ليجدوا أنفسهم مدرجين على الخريطة بأنهم مزعجين. واشتكى الكثير من الظهور بشكل خاص على الخريطة، كما شعر البعض أنهم معرضون لانتهاك الخصوصية، إذ يقول أحد العاملين في حضانة بطوكيو: "لم أكن أعرف أن مؤسستنا موجودة في الموقع"، ووصف الموقع الحضانة بأنها "صاخبة بأصوات الأطفال". بينما يؤكد مطور الموقع أنه يتأكد من حذف التعليقات التي تنطوي على افتراء وأي ملاحظات تكشف تفاصيل شخصية أو ربما تكون مقلقة مثل الملاحظات حول الفتيات الصغيرات. وأضاف أن هذه التعليقات تمثل 10% من جميع الطلبات المقدمة، كما أنه يقوم أيضًا بإزالة المشاركات إذا وجد أنه تم حل المشكلات التي تم الإبلاغ عنها منذ ذلك الحين.
