حظرت إيران على وسائل الإعلام الأجنبية بث تقارير عن تجمع طلابى مقرر اليوم فى طهران بمناسبة «يوم الطالب» تخشى السلطات أن يتحول الى جولة جديدة من الاحتجاجات ضد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتى جرت فى يونيو الماضى. وبينما أعلنت السلطات أن خدمات الهاتف المحمول بشكل كلى عن العاصمة، قال مصدر فى المعارضة الايرانية ل«الشروق» إن هناك اجهزة هواتف تعمل على الاقمار الصناعية يتم التواصل بها بين معارضة الداخل والخارج. وقالت الشرطة وقوات الحرس الثورى ان اى تجمعات «غير قانونية» ستواجه بشدة يوم الاثنين عندما تحتفل البلاد بيوم الطالب الذى يحيى ذكرى مقتل ثلاثة طلاب فى عام 1953 اثناء حكم الشاه السابق. وذكر المكتب الصحفى لوزارة الثقافة فى رسالة نصية أرسلت الى الصحفيين والمصورين الذين يعملون لحساب وسائل اعلام أجنبية فى ايران «جميع التصاريح الصادرة لوسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الأخبار فى طهران لاغية اعتبارا من 7 ديسمبر وحتى 9 ديسمبر». ومن جهة اخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسئول وزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية فى ايران ان شبكة الانترنت وخطوط الهاتف المحمول ستتعطل اليوم. وفى المقابل، كشف مصدر فى المعارضة الإيرانية ل«الشروق» ان التواصل مع الخارج لن ينقطع بمجرد وقف الانترنت وخدمات الهاتف المحمول. وأوضح المعارض الذى يعيش حاليا فى احدى الدول الاوروبية وطلب عدم ذكر اسمه هناك وسائل أخرى للتواصل مع المعارضة، فقد تمكنا من التواصل عبر هواتف الاقمار الصناعية وهى خارج التغطية الحكومية»، مشيرا انه «جرى تهريب هذا النوع من هواتف الى داخل البلاد للتغلب على عوائق الاتصال». ودعت عدة جهات فى التيار الإصلاحى على الانترنت الناس الى التجمع فى يوم الطالب بالقرب من حرم جامعة طهران حيث سيعقد الاجتماع الرسمى الرئيسى. ولم يعلن حتى الآن المرشحان الخاسران فى انتخابات الرئاسة مير حسين موسوى ومهدى كروبى ما اذا كانا سيشاركان فى احتجاجات مناهضة للحكومة مثلما فعلا فى السابق. وحذر موقع موج كامب التابع للاصلاحيين من احتمال حدوث اشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين. واشتبكت قوات الامن مع انصار موسوى فى طهران فى الرابع من نوفمبر الماضى (ذكرى اقتحام السفارة الامريكية) وخلال يوم القدس فى سبتمبر الماضى. من جانبها، قالت منظمة مراسلون بلا حدود التى تراقب حرية الصحافة ومقرها باريس فى بيان لها مساء امس الاول ان «الصحفيين الذين قرروا عدم مغادرة البلاد (ايران) يواجهون تهديدات مستمرة او استدعاءات من قبل اجهزة المخابرات بما فيها جهاز مخابرات الحرس الثورى. وتلقى البعض احكاما بالسجن لفترات طويلة فى نهاية اجراءات قضائية غير قانونية بالمرة». وقالت المنظمة إن 28 صحفيا ومدونا رهن الاعتقال فى الوقت الراهن، داعية السلطات إلى اطلاق سراحهم. وفى نفس السياق، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان هناك اصواتا تتعالى داخل الأوساط المحافظة المؤيدة للنظام فى ايران تدعو الى تخفيف النظرة الحادة الى المتظاهرين وإنهاء حالة التوتر العالية التى تشل البلاد على حد تعبيرهم. ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بأعضاء فى المؤسسة السياسية الإيرانية قولهم ان أسلوب القمع العنيف الذى تستخدمه قوات الأمن سيحول المتظاهرين الذين لا يعارضون النظام الإسلامى الى متطرفين يضمرون النية لإسقاط قادة هذا النظام. ونقلت عن امير محبيان، وهو سياسى سابق يتشارك مع احمدى نجاد فى ذات الفكر لكنه ينتقد سياساته، قوله: «عندما تهاجم المعتدلين فإنك تغذى المتطرفين». وأضاف: «قادتنا يجب أن يقولوا الى المتظاهرين: (لسنا ضدكم).. لكن ما عدا ذلك، فإن نظامنا مهدد بالخطر». من جانبه، قال النائب السابق محمد خوشيهره «ثورتنا وقادتها استمدوا سلطتهم من الشعب»، مضيفا انه «يجب علينا استعادة ثقتهم عبر قرارات وطنية وإلا فإن قادتنا سيفقدون السيطرة».