«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حادث رشيد..لا جثث ظهرت وروايات متعددة عن المفقودين والغرقى
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 12 - 2009

عاشت مدينة رشيد مساء أمس، ليلة حزينة بسبب حالة الخوف والقلق التى انتابت مواطنيها عقب حدوث تصادم بين مركبين لنقل الأهالى من معدية رشيد إلى البر الآخر لمدينة كفر الشيخ وهو ما أسفر عن تحطم أحد المركبين وغرقه داخل النيل ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص وإنقاذ 13 شخصا آخرين، فى الوقت الذى ظل فيه البحث جاريا من خلال الضفاضع البشرية عن غرقى او مفقودين داخل قاع النيل.
جاء خبر الحادث فاجعا ولاسيما أن التوقيت الذى وقع فيه جاء فى يوم إجازة تتحول بمقتضاها القوارب الخشبية التى تنقل الركاب إلى شكل أشبه بعلب السردين وهو ما جعل الشائعات تسرى كالنار فى الهشيم لتؤكد وجود أعداد كبيرة من الوفيات قدرهم البعض بنحو 80 راكبا.
«الشروق» عاشت أجواء الحادث الذى حول مدينة رشيد التى ينام أهلها مبكرا إلى مدينة صاخبة بعد انتقال العشرات من سيارات الإسعاف والأمن المركزى وقيادات مدينة رشيد وكفر الشيخ، فضلا عن الأهالى الذين لم يذوقوا طعم النوم وظلوا ينتظرون على طريق الكورنيش فى كل من بر رشيد وكفر الشيخ لخروج جثث الغرقى من قاع النيل حسبما أكدت الأقاويل، وإليكم التفاصيل.
كانت الساعة تقترب من السادسة مساء داخل مدينة رشيد وتحديدا أمام معدية أبو شاهين التى تنقل المواطنين من رشيد إلى البر الأخر الذى يقع داخل مدينة كفر الشيخ، كانت الأجواء عادية لم تخرج عن مألوف ما يحدث كل يوم اللهم فيما يميز يوم الجمعة من كونه يوم إجازة يشهد توافدا كبيرا من مواطنين يقطنون بمدينة كفر الشيخ إلى مدينة رشيد التى تربطهم بها علاقات قرابات ونسب فضلا عن مجىء الآلاف منهم إليها للعمل.
المسافة التى تفصل بين المدينتين هى مسافة كيلو متر تقطعها قوارب المعديات النهرية فى 10دقائق مقابل تقاضى أجرة تصل من 25 قرشا إلى 50 قرشا، وهو ما جعل الأهالى يطلقون على تلك الوسيلة الضرورية لهم لقب قوارب البسطاء التى تنتشر بامتداد كورنيش نيل رشيد، ومن أبرز أسماء تلك المعديات معدية عكاشة والأنصارى وأبوشاهين والوقف والجنايدة، وغالبية تلك المعديات يملكها عائلات كبيرة من مدينة رشيد وكفر الشيخ.
الوجوه المترقبة التى كانت تنتظر قدوم المعدية التى ستنقلهم إلى البر الآخر بمدينة كفر الشيخ كانت قد بدا عليها التعب والإرهاق الشديد ولاسيما أن غالبيتهم من البسطاء الكادحين الذين يجيئون إلى مدينة رشيد من أجل العمل أو زيارة أقاربهم الذين يرتبطون معهم بعلاقات مصاهرة ونسب.
كان ضوء النهار فى طريقه للاختفاء معلنا قدوم الظلام الدامس الذى يتخلله فقط أضواء كشافات المراكب الكبيرة التى تسير تلك القوارب الخشبية الصغيرة على ضوئها، ومع بصيص هذا الضوء الخافت بدأ ركاب المركب المنكوب الذى يدعى «البرام» يركبون الواحد تلو الآخر وكما جرت العادة لا توجد قواعد أو معايير تحدد أعداد الركاب على الرغم من أن تلك المراكب تقع تحت إشراف شرطة المسطحات المائية.
وماهى إلا دقائق معدودة وكان المركب الذى تبلغ حمولته أقل من 16 راكبا يحوى بداخله عشرات المواطنين الزائدين وبالطبع لم يعد بالإمكان معرفة العدد الحقيقى لمن كانوا على متن المركب الذى يتحول إلى شكل أشبه بعلبة السردين.
انطلقت المركب المنكوبة حتى وصلت إلى منتصف المسافة وهناك كانت روايتان وصفت عملية وقوع الحادث: الرواية الأولى ننقلها حسبما أكدها الذين كانوا على متن المركب وتم نقلهم إلى المستشفى بعد ذلك، والرواية الأخرى هى الرواية التى أكدتها الأجهزة الأمنية بمدينة البحيرة.
تقول صباح على محمد 19 سنة من داخل مستشفى رشيد العام بعد نجاتها من الحادث إنها كانت على متن المركب المنكوب مع أسرتها، وفى منتصف المسافة تماما فوجئت بقيام مركبين بالتسابق بسرعة كبيرة بعرض النيل وهو الأمر الذى أدى إلى اقترابهما نحوهما بشكل مرعب.
وقالت صباح إنها كانت تجلس بالقرب من والدتها على حافة المركب وفجأة وجدت المركبين المتسابقين أحدهما يمر بجوارها مباشرة بعد أن أفلت من الاصطدام والآخر اصطدم فى منتصف المركب ما أدى إلى تحطمه وما هى إلا لحظات وكان الجميع داخل المياه.
وأوضحت صباح على التى كانت حاملا فى شهرها الثالث أنها شاهدت سيدات وأطفالا ينزلون إلى المياه ولا يظهرون مشيرة إلى أن بعضا من أقاربها هو من أمسك بها حتى جاءت مراكب الأهالى لإنقاذهما.
أما الرواية الأخرى حسبما ذكرت بعض المصادر الأمنية بمحافظة البحيرة أنه طبقا للمحضر الذى تم تحريره بمركز شرطة رشيد ويحمل رقم 712 أحوال أنه فى تمام الساعة السادسة مساء وقع حادث تصادم بين مركب يملكها شخص يدعى الحاج طنطاوى محمد عبدالحميد 63 سنة ومركب آخر يملكه صبحى منصور 53 سنة.
ووفقا لما جاء فى تقرير الأجهزة الأمنية فإن المركب المتسبب فى الحادث كان المملوك لصبحى منصور وكان قيادة نجله الذى صدر ضده قرار ضبط وإحضار.
وقالت المصادر الأمنية إن المركب المتسبب فى الحادث كان على متنه ثلاثة اشخاص فى الوقت الذى أكد فيه مالك المركب المنكوب أن عدد من كانوا على متن المركب لديه من 20 إلى 22 شخصا خرج منهم 6 مصابين وتم نقلهم إلى مستشفى رشيد العام وهم كالتالى: السيدة سليمان حصان 30 سنة، ونعيم سعد أبوشاهين، وعفاف فوزى الطنيجى 36 سنة، وصباح على محمد 19 سنة، وماهر إبراهيم أبوشاهين، والطفلة بوسى محمد عرفة.
وأضافت المصادر الأمنية أن هناك 7 أشخاص يتم التحقيق معهم من قبل النيابة العامة فضلا عن وجود 6 أشخاص خرجوا عن طريق البر الثانى فى كفر الشيخ ليصبح الإجمالى 19 شخصا، وهو ما يؤكد نجاة غالبية من كانوا على متن المركب.
محافظا كفر الشيخ والبحيرة : تهريج السائقين وراء الحادث
أكد اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة واللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ أن الحادث سببه التهريج بين سائقى المعديات.
وأشارا إلى أن المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع كلف لواء الوحدات الخاصة ولواء الوحدات بالبحث داخل المجرى المائى لنيل رشيد.
وصرح الدكتور أحمد الجميل مدير مستشفى رشيد العام بأن الحالات المصابة التى وصلت إلى المستشفى 6 حالات وهم صباح على عرفة والسيد سليمان وماهر إبراهيم أبوشاهين ونعيم سعد أبوشاهين وعفاف فوزى الطنايحى والطفلة بوسى محمد عرفة البالغة من العمر عام، وقد تم تقديم الخدمة الطبية لهم.
وقام محافظا كفر الشيخ والبحيرة بزيارتهم، وأكدا أن جميع المصابين وعددهم 5 من أهالى قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ وقرية أبوخشبة وأن جميع الحالات مستقرة.
وقال محمد عرفة والد الطفلة بوسى: أحمد الله أن عائلتى بخير ولكن لابد من محاسبة أصحاب هذه المراكب «المعديات» الذين يقومون بحمولة هذه المراكب فوق طاقتها مما يهدد حياة المواطنين بالخطر والغرق فالمفترض الحمولة من 7 إلى 10 إلى 12 فردا حسب التراخيص، لكن للأسف يقومون بحمولة المراكب أكثر من 40 و50 فردا مما يهدد بكارثة فمن أجل الحصول على مبلغ 50 قرشا أو 25 قرشا تضيع الضمائر من أجل المال.
ويضيف رمضان عبده شيخ صيادى مركز رشيد بأن التصادم حدث أمس الأول بين مركبى تعدية أفراد وهما مركب أبوشاهين والحداد بالهردة بمركز مطوبس، وهذا المركب انشطر إلى نصفين وتم إنقاذ 12 مواطنا 5 محتجزين الآن بمستشفى رشيد العام و7 من الشباب قاموا بالعوم ناحية أحد المراكب وتم إنقاذهم.
وأشار أيمن أبوشعيشع أحد الناجين أمام نيابة رشيد برئاسة أيمن مهابة ومحمد أبويلك وكيل النائب العام إلى أن المركب كان عليه 50 مواطنا ومواطنة وقد شاهدنا الموت ولولا عناية الله لفقدنا أرواحنا جميعا.
وقال اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة إنه تم التهويل بشأن الحادث حيث إننا لم نتلق أى بلاغات سواء فى مركز شرطة رشيد أو مطوبس بمحافظة كفر الشيخ عن أى مفقودين ومازال البحث جاريا رغم أنه لا توجد بلاغات وأن القوات البحرية وفرع الإنقاذ النهرى يقومون بالبحث حتى الآن.
وقال شهود عيان وبعض الناجين فى الحادث إنه لايزال نحو 50 راكبا ابتلعتهم مياه فرع رشيد، ولا يعرف أحد شيئا عن مصيرهم.
وأضافوا ل«الشروق» أنه عقب اصطدام المركبين انشطر أحدهما وانقلب كلا المركبين، وغاص الجميع فى المياه فى تمام الساعة الخامسة مساء أمس الأول.
وأكدوا أنه تم انتشال 12 مصابا و3 أفراد تمكنوا من السباحة بينما لايزال باقى الركاب مفقودين داخل المياه. ولم تظهر حتى مثول «الشروق» للطبع أية جثث أمام السدود.
وقال اللواء فتح الله الجندى رئيس مركز ومدينة رشيد إن ما ذكرته وسائل الإعلام المرئية عن أن هناك 70 مواطنا فى عداد المفقودين غير صحيح.
وأكد أن الوضع مستقر ولا يوجد أى بلاغات للمفقودين سواء بمطوبس أو برشيد، والقوات البحرية أرسلت غواصين لتمشيط عملية البحث فى قاع النيل للبحث عن ضحايا فالأقاويل كثيرة والتهويل لا حد له بشأن الحادث.
وقال سامح محمد فكرى من الناجين إن المركب كان عليه نحو 30 شخصا وركبنا مجموعة فى المركب الذى ضربنا لإنقاذنا من الغرق، وأكد «أن كل الناس طلعوا فى المركب وهنا ناس أكيد فى البحر».
وقال إن المركب الأول ملك صبحى نعيم أبوشاهين وقيادة طنطاوى محمد عبدالحميد البراجس 63 عاما من مطوبس، والمركب الثانى ملك محمد السيد الحداد وكان بقيادة منصور صبحى منصور وهو هارب، وقامت النيابة العامة بالتحقيق وسماع أقوال المصابين والناجين الذين أكدوا أن هناك مفقودين ومازال التحقيق جاريا.
الأهالي يتحدثون ل«الشروق»
حالة من الاستياء الشعبى بدت على وجوه مواطنى مدينة رشيد مع توافد تلك الأعداد الهائلة من المسئولين على مدينتهم التى أصابها العديد من صور الإهمال الجسيم بسبب عدم نظر المسئولين بالمحافظة إلى مشاكلها التى تراكمت عبر السنوات.
الأهالى شنوا حملة هجوم كبيرة على القيادات التنفيذية بالمحافظة وأكدوا ل«الشروق» أن المسئولين لا يتحركون إلا عقب حدوث الكارثة.
يقول محمد على 21 سنة بائع خضار إن تلك الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حيث وقعت حوداث مشابهة العام الماضى راح ضحيتها العديد من الأفراد.
وقال محمد على إن مدينة رشيد مستنقع مشاكل أنظف حاجة فيها هو الكورنيش الذى يهتم به المسئولون على اعتبار أنها الواجهة أما داخل المدينة فالمدينة تعيش فى حالة لا يرثى لها من العشوائية من المجارى بسبب عدم وجود صرف صحى، مشيرا إلى أن رئيس مجلس المدينة فى رشيد يجلس أسفل التكييف غير عابئ بما يحدث للمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.
ويقول إبراهيم على 30 سنة بائع سمك إن القاصى والدانى يعلم بغياب الرقابة على مراكب نقل المواطنين، مشيرا إلى أن الناقلات الحكومية الكبيرة أصبحت أماكن لعقد الأفراح بدلا من أن تقوم بعملية النقل المطلوبة منها وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المسئولين.
ويقول الحاج حسن الصاروخ رئيس لجنة الوفد بالإسكندرية إن ما حدث هو ناقوس خطر لأن الحكومة دائما ما تظل صامتة إلى أن تتحرك الكارثة مشيرا إلى غياب الرقابة من جانب المسئولين على تلك القوارب التى يقودها شباب صغير لا يقدر معنى مسئولية أرواح الركاب.
وشن العديد من المواطنين هجوما كبيرا على غياب وحدات الإنقاذ داخل مدينة رشيد التى تخلو من وجود وحدات للإنقاذ فى حالة وجود حالات غرق.
ويقول حول هذا الأمر أحمد خضر ممثل لمنظمة حقوقية برشيد إنه عقب حدوث الحادث هرولت الأهالى لنجدة الغرقى وإنقاذهم، مشيرا إلى أنه رصد فى التقرير قيام الأهالى منذ الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة بإنقاذ الركاب والذين سبح كثير منهم بنفسه إلى الشاطئ المقابل.
واضاف الممثل الحقوقى أن قوات الإنقاذ حضرت فى تمام الساعة التاسعة مساء ومعها أربعة أفراد إلا أن هناك تعليمات قد صدرت من المشير طنطاوى بإرسال ضفاضع بشرية من مركز القوات البحرية للمساعدة فى هذا الشأن.
صباح تشبثت بحافة المركب فنجت مع ابنتها ووالدتها
على الرغم من أن العديد من الرجال الأشداء قد تكون المياه ابتلعتهم فإن صباح على عرفة، 30 عاما، نجت من موت محقق هى وأمها المسنة وطفلتها الرضيعة التى لم تبلغ عامها الأول.
تقول صباح إنها توجهت لعيادة الطبيب، وعند عودتها استقلت مع والدتها وطفلتها الرضيعة المركب لنقلها إلى الضفة الأخرى من فرع رشيد ،لكن سائق المركب أخذ يهرج مع سائق مركب آخر، فاصطدم المركبان، وانشطر أحدهما، وغاص الجميع فى المياه، وأخذ بعضهم ممن يجيد السباحة العوم فى الماء طلبا للنجاة.
وأضافت: لا أستطيع السباحة، وهدانى تفكيرى إلى التشبث بحافة المركب المنشطر بإحدى يدى، وحضنت طفلتى باليد الأخرى وتشبثت بى والدتى حتى أسرع سائقو المراكب الأخرى لإنقاذى ووالدتى وطفلتى.
الحادث والمسئولون
تحول مكان وقوع الحادث أمس إلى ثكنة عسكرية بعد تطويق الأمن المركزى لمنطقة معدية أولاد شاهين التى هرع إليها العشرات من سيارات الإسعاف وجميع القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة كفر الشيخ والبحيرة يتقدمهم محافظ كلا المحافظتين.
وقد رصدت الشروق وصول كل من محافظ كفر الشيخ والبحيرة فى ساعات متأخرة عقب وقوع الحادث حيث وصل محافظ البحيرة فى تمام الساعة الحادية عشرة ووصل محافظ كفر الشيخ بعده بنصف الساعة، كما رصدت «الشروق» أيضا توافد العديد من أعضاء مجلسى الشعب والشورى بالبحيرة ورشيد ودمنهور فضلا عن المشتاقين لترشيح أنفسهم إلى مجلس الشعب الدورة المقبلة.
وقال محمد عبدالكريم رئيس المجلس المحلى الشعبى برشيد إن هذا الحادث يرجع إلى وجود إهمال جسيم وتقصير فاضح للجهات المعنية بالإشراف على تلك القوارب.
وقال إن المجلس الشعبى المحلى أثار هذا الموضوع من خلال طلب إحاطة قدمه عضو المجلس حامد الترامسى الذى طالب بالرقابة على تلك المراكب منذ شهر مايو العام الماضى إلا أن المسئولين لم يتحركوا.
وأوضح رئيس محلى رشيد على أن تلك القوارب الموجودة بالمدينة لا تخضع لإشراف الوحدة المحلية، حيث تخضع لشرطة المسطحات المائية مؤكدا على أن غالبية تلك المراكب غير مرخصة.
كما كشف رئيس محلى رشيد عن أن مدينة رشيد بها العديد من السلبيات المتمثلة فى عدم وجود الصرف الصحى والغاز الطبيعى ورصف الشوارع، مشيرا إلى أن المدينة دخلت حيز التطوير مفجرا مفاجأة حول وجود اقتراح لإنشاء كوبرى يربط بين مدينة رشيد وكفرالشيخ بعد ظهور العديد من المشاكل والحوادث ولكن هذا المقترح لعدم وجود ميزانية مخصصة له لم يدخل ضمن حيز التنفيذ مؤكدا على أنه سوف يدخل ضمن التطوير فى المرحلة الثانية.
وفى سياق متصل أكد الدكتور زكريا عبدربه القائم بأعمال وكيل وزراة الصحة بمدينة رشيد بأنه فور وقوع الحادث تم إعلان حالة الطوارئ داخل جميع مستشفيات محافظة البحيرة بناء على تعليمات وزير الصحة مشيرا إلى وجود جميع الإمكانات اللازمة للتعامل مع تلك الأزمات.
وأضاف الدكتور زكريا أنه تم تجهيز ثلاجات لحفظ الموتى بكل من مستشفى رشيد وإدكو وكفرالدوار ودمنهور التعليمى وذلك للتعامل مع الموقف فى حالة وجود أعداد كبيرة من الوفيات.
وأكد الدكتور صلاح عنبر وكيل وزارة التضامن الاجتماعى برشيد على أنه صدر قرار من الوزارة بتخصيص مبلغ 2000 جنيه بالنسبة للمصاب ومبلغ 5 آلاف جنيه للمتوفى فى حالة ظهوره من قاع المياه.
نائب رشيد : سائقو اللنشات من الصبية
أكد النائب عبدالحميد زغلول عضو مجلس الشعب عن دائرة ادكو ورشيد أن مشكلة اللانشات ليست جديدة وأنه قدم منذ ثلاث سنوات طلب إحاطة عنها حيث إن سائقيها صبية فى سن المراهقة يلعبون بحياة العشرات من الأهالى بل المئات والآلاف كل يوم.
وأضاف أن اللنشات بدون ترخيص ومتهالكة ودائما تأخذ حمولة زائدة ولا رقيب عليها من الجهات الأمنية، ولكن لا حياة لمن تنادى، رغم تكرار الطلب فى نظر هذه الشكاوى وطلبات الإحاطة المهمة.
حبس صاحب معدية رشيد.. وهروب مالك المركب الثانى
قررت أمس نيابة رشيد حبس مصطفى نعيم أبوشاهين صاحب أحد المركبين المتصادمين برشيد 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت النيابة بالقبض على محمد سيد الحداد صاحب المركب الثانى المتسبب فى الحادث، لكنه هرب.
وتمكنت قوات الإنقاذ من إنقاذ 13، تم نقل 6 منهم إلى مستشفى رشيد لتلقى الإسعافات. وكشفت تحقيقات النيابة عن أن صاحبى المركبين قاما بتحميل كل مركب بأكثر من 50 راكبا، رغم أن الحمولة المسموح بها لا تزيد على 15 راكبا للمركب الواحد فقط، وهو ما أدى إلى تعريض حياة الركاب للخطر.
وأمرت النيابة بضم تراخيص المركبين من مدينتى رشيد ومطوبس والحمولة المسموح بها، وأسماء المسئولين على الإشراف على المركبين.
سائقو المعديات لا يحملون رخصة.. ويضعون الموتور فى موضع مخالف
أوضح مصدر مسئول بمحافظة كفر الشيخ أن المراكب التى تعمل فى نقل الركاب بين شاطئى فرع رشيد يحصل مالكوها على ترخيص من شرطة المسطحات المائية فى دسوق ومن هيئة جسور النيل فى أدفينا.
وأضاف أن ترخيص المركب يكون ب10 أفراد فقط لكن يقوم العاملون على المعديات بتحميل أكثر من 40 شخصا بأجرة ربع جنيه تتضاعف فى الليل إلى نصف جنيه، ويبرر سائقو المعديات زيادة عدد الركاب بزيادات الرسوم التى تفرض عليهم من مجلس المدينة.
ولا يحمل سائقو المعديات أى رخصة من أى جهة بل يمكن لأى شخص العمل عليها بيومية تبلغ 10 جنيهات.. ويقوم صانعوا المعديات بوضع الموتور فى وسط المركب خلافا للمفترض أن يكون خلف المركب للتحكم فى الدفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.