السيسي يصدر قرارا جمهوريا جديدا، تفاصيل    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    البترول والكهرباء يعلنان زيادة فترة تخفيف الأحمال ساعة إضافية اليوم فقط    يمهد الطريق لاستئناف الأنشطة العسكرية.. سول توافق على تعليق اتفاق مع بيونج يانج    الرئيس الأمريكي يوضح سبب خلافه مع نتنياهو    رئيس إنبي يوجه رسالة نارية لعامر حسين بعد بيان المصري    المادة ب35 جنيها، موعد فتح باب تظلمات الإعدادية ببني سويف    القبض على المطرب أحمد جمال لاتهامه بالتسبب في إصابة «عجوز»    بالصور- جميلة عوض ترقص مع والدتها الفنانة راندا في عقد قرانها    «ماجستير في تربية النحل».. تفاصيل في مشوار محمود عبدالعزيز في ذكرى ميلاده    موعد عيد الأضحى 2024.. أطول إجازة رسمية للموظفين «تصل ل 9 أيام متتالية»    4 يونيو 2024.. البورصة ترتفع اليوم    السفير حسام زكي: لا مخرج من الوضع الإقليمي المتوتر إلا من خلال تفعيل الآليات المتفق عليها    انهيار عقار بالكامل في ميت غمر بالدقهلية    إرجاء الاعتراف بفلسطين كدولة في سلوفينيا    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    إغلاق متحف الفن الحديث اليوم.. لهذا السبب    أتلتيكو مدريد يخطط لضم مهاجم السيتي    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    عيد الأضحى 2024| الدعاء الذي يقوله المُضَحي عند ذبح أضحيته    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    7 تحذيرات لطلاب الثانوية العامة 2024.. مكان كتابة الاسم وأقصى مدة للتأخير    رئيس بعثة الحج: غرفة عمليات القرعة تعمل لتقديم خدمة شاملة لضيوف الرحمن    بعثة المنتخب الأوليمبي لكوت ديفوار تصل القاهرة للقاء مصر وديًا    مهاجم الأهلي السابق: الزمالك خارج المنافسة على الدوري    على رأسهم ريان وبوريكة وبن شرقي.. الزمالك يخطط لصفقات سوبر    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يقترب من تحقيق 60 مليون جنيه بدور العرض    توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة المنصورة الجديدة وجامعة إيفانستي الفرنسية    مجلس النواب يستقبل وفد جمعية الصداقة المصرية التايلندية    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة.. أحب الأيام إلى الله    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل شخص بسكين في قليوب    مدير عام فرع التأمين الصحى بالشرقية يتفقد عيادة العاشر من رمضان    غداء اليوم.. طريقة تحضير البامية باللحمة    وزارة الدفاع التركية: مقتل شخصين في تحطم طائرة تدريب عسكرية    الكشف عن الكرة الجديدة للدورى الإسبانى فى الموسم المقبل    جامعة سوهاج تتسلم أرض مستشفى الحروق.. صور    ترقية 20 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    أكرم القصاص ل القناة الأولى: التعديل الوزارى مطروح منذ فترة فى النقاشات    9 أفلام مجانية بقصر السينما ضمن برنامج شهر يونيو    هل التغييرات الحكومية ستؤثر على المشروعات الصحية؟ وزير أسبق يجيب ل«المصري اليوم»    "تموين الإسكندرية": توفير لحوم طازجة ومجمدة بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا للعيد    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    مصرع شخص في حريق ب«معلف مواشي» بالقليوبية    محافظ القليوبية يترأس اجتماع اللجنة العليا للإعلانات لبحث طلبات المعلنين    استعدادًا لمجموعة الموت في يورو 2024| إيطاليا يستضيف تركيا وديًا    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    رئيس الدوما الروسي: وقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من شأنه إنهاء الصراع    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    بتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجى الجديد بسوهاج    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    الفلبين.. إجلاء نحو 800 شخص بسبب ثوران بركان جبل كانلاون    جلسة بين الخطيب وكولر لتحديد مصير البوركينابي محمد كوناتيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حادث رشيد..لا جثث ظهرت وروايات متعددة عن المفقودين والغرقى
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 12 - 2009

عاشت مدينة رشيد مساء أمس، ليلة حزينة بسبب حالة الخوف والقلق التى انتابت مواطنيها عقب حدوث تصادم بين مركبين لنقل الأهالى من معدية رشيد إلى البر الآخر لمدينة كفر الشيخ وهو ما أسفر عن تحطم أحد المركبين وغرقه داخل النيل ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص وإنقاذ 13 شخصا آخرين، فى الوقت الذى ظل فيه البحث جاريا من خلال الضفاضع البشرية عن غرقى او مفقودين داخل قاع النيل.
جاء خبر الحادث فاجعا ولاسيما أن التوقيت الذى وقع فيه جاء فى يوم إجازة تتحول بمقتضاها القوارب الخشبية التى تنقل الركاب إلى شكل أشبه بعلب السردين وهو ما جعل الشائعات تسرى كالنار فى الهشيم لتؤكد وجود أعداد كبيرة من الوفيات قدرهم البعض بنحو 80 راكبا.
«الشروق» عاشت أجواء الحادث الذى حول مدينة رشيد التى ينام أهلها مبكرا إلى مدينة صاخبة بعد انتقال العشرات من سيارات الإسعاف والأمن المركزى وقيادات مدينة رشيد وكفر الشيخ، فضلا عن الأهالى الذين لم يذوقوا طعم النوم وظلوا ينتظرون على طريق الكورنيش فى كل من بر رشيد وكفر الشيخ لخروج جثث الغرقى من قاع النيل حسبما أكدت الأقاويل، وإليكم التفاصيل.
كانت الساعة تقترب من السادسة مساء داخل مدينة رشيد وتحديدا أمام معدية أبو شاهين التى تنقل المواطنين من رشيد إلى البر الأخر الذى يقع داخل مدينة كفر الشيخ، كانت الأجواء عادية لم تخرج عن مألوف ما يحدث كل يوم اللهم فيما يميز يوم الجمعة من كونه يوم إجازة يشهد توافدا كبيرا من مواطنين يقطنون بمدينة كفر الشيخ إلى مدينة رشيد التى تربطهم بها علاقات قرابات ونسب فضلا عن مجىء الآلاف منهم إليها للعمل.
المسافة التى تفصل بين المدينتين هى مسافة كيلو متر تقطعها قوارب المعديات النهرية فى 10دقائق مقابل تقاضى أجرة تصل من 25 قرشا إلى 50 قرشا، وهو ما جعل الأهالى يطلقون على تلك الوسيلة الضرورية لهم لقب قوارب البسطاء التى تنتشر بامتداد كورنيش نيل رشيد، ومن أبرز أسماء تلك المعديات معدية عكاشة والأنصارى وأبوشاهين والوقف والجنايدة، وغالبية تلك المعديات يملكها عائلات كبيرة من مدينة رشيد وكفر الشيخ.
الوجوه المترقبة التى كانت تنتظر قدوم المعدية التى ستنقلهم إلى البر الآخر بمدينة كفر الشيخ كانت قد بدا عليها التعب والإرهاق الشديد ولاسيما أن غالبيتهم من البسطاء الكادحين الذين يجيئون إلى مدينة رشيد من أجل العمل أو زيارة أقاربهم الذين يرتبطون معهم بعلاقات مصاهرة ونسب.
كان ضوء النهار فى طريقه للاختفاء معلنا قدوم الظلام الدامس الذى يتخلله فقط أضواء كشافات المراكب الكبيرة التى تسير تلك القوارب الخشبية الصغيرة على ضوئها، ومع بصيص هذا الضوء الخافت بدأ ركاب المركب المنكوب الذى يدعى «البرام» يركبون الواحد تلو الآخر وكما جرت العادة لا توجد قواعد أو معايير تحدد أعداد الركاب على الرغم من أن تلك المراكب تقع تحت إشراف شرطة المسطحات المائية.
وماهى إلا دقائق معدودة وكان المركب الذى تبلغ حمولته أقل من 16 راكبا يحوى بداخله عشرات المواطنين الزائدين وبالطبع لم يعد بالإمكان معرفة العدد الحقيقى لمن كانوا على متن المركب الذى يتحول إلى شكل أشبه بعلبة السردين.
انطلقت المركب المنكوبة حتى وصلت إلى منتصف المسافة وهناك كانت روايتان وصفت عملية وقوع الحادث: الرواية الأولى ننقلها حسبما أكدها الذين كانوا على متن المركب وتم نقلهم إلى المستشفى بعد ذلك، والرواية الأخرى هى الرواية التى أكدتها الأجهزة الأمنية بمدينة البحيرة.
تقول صباح على محمد 19 سنة من داخل مستشفى رشيد العام بعد نجاتها من الحادث إنها كانت على متن المركب المنكوب مع أسرتها، وفى منتصف المسافة تماما فوجئت بقيام مركبين بالتسابق بسرعة كبيرة بعرض النيل وهو الأمر الذى أدى إلى اقترابهما نحوهما بشكل مرعب.
وقالت صباح إنها كانت تجلس بالقرب من والدتها على حافة المركب وفجأة وجدت المركبين المتسابقين أحدهما يمر بجوارها مباشرة بعد أن أفلت من الاصطدام والآخر اصطدم فى منتصف المركب ما أدى إلى تحطمه وما هى إلا لحظات وكان الجميع داخل المياه.
وأوضحت صباح على التى كانت حاملا فى شهرها الثالث أنها شاهدت سيدات وأطفالا ينزلون إلى المياه ولا يظهرون مشيرة إلى أن بعضا من أقاربها هو من أمسك بها حتى جاءت مراكب الأهالى لإنقاذهما.
أما الرواية الأخرى حسبما ذكرت بعض المصادر الأمنية بمحافظة البحيرة أنه طبقا للمحضر الذى تم تحريره بمركز شرطة رشيد ويحمل رقم 712 أحوال أنه فى تمام الساعة السادسة مساء وقع حادث تصادم بين مركب يملكها شخص يدعى الحاج طنطاوى محمد عبدالحميد 63 سنة ومركب آخر يملكه صبحى منصور 53 سنة.
ووفقا لما جاء فى تقرير الأجهزة الأمنية فإن المركب المتسبب فى الحادث كان المملوك لصبحى منصور وكان قيادة نجله الذى صدر ضده قرار ضبط وإحضار.
وقالت المصادر الأمنية إن المركب المتسبب فى الحادث كان على متنه ثلاثة اشخاص فى الوقت الذى أكد فيه مالك المركب المنكوب أن عدد من كانوا على متن المركب لديه من 20 إلى 22 شخصا خرج منهم 6 مصابين وتم نقلهم إلى مستشفى رشيد العام وهم كالتالى: السيدة سليمان حصان 30 سنة، ونعيم سعد أبوشاهين، وعفاف فوزى الطنيجى 36 سنة، وصباح على محمد 19 سنة، وماهر إبراهيم أبوشاهين، والطفلة بوسى محمد عرفة.
وأضافت المصادر الأمنية أن هناك 7 أشخاص يتم التحقيق معهم من قبل النيابة العامة فضلا عن وجود 6 أشخاص خرجوا عن طريق البر الثانى فى كفر الشيخ ليصبح الإجمالى 19 شخصا، وهو ما يؤكد نجاة غالبية من كانوا على متن المركب.
محافظا كفر الشيخ والبحيرة : تهريج السائقين وراء الحادث
أكد اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة واللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ أن الحادث سببه التهريج بين سائقى المعديات.
وأشارا إلى أن المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع كلف لواء الوحدات الخاصة ولواء الوحدات بالبحث داخل المجرى المائى لنيل رشيد.
وصرح الدكتور أحمد الجميل مدير مستشفى رشيد العام بأن الحالات المصابة التى وصلت إلى المستشفى 6 حالات وهم صباح على عرفة والسيد سليمان وماهر إبراهيم أبوشاهين ونعيم سعد أبوشاهين وعفاف فوزى الطنايحى والطفلة بوسى محمد عرفة البالغة من العمر عام، وقد تم تقديم الخدمة الطبية لهم.
وقام محافظا كفر الشيخ والبحيرة بزيارتهم، وأكدا أن جميع المصابين وعددهم 5 من أهالى قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ وقرية أبوخشبة وأن جميع الحالات مستقرة.
وقال محمد عرفة والد الطفلة بوسى: أحمد الله أن عائلتى بخير ولكن لابد من محاسبة أصحاب هذه المراكب «المعديات» الذين يقومون بحمولة هذه المراكب فوق طاقتها مما يهدد حياة المواطنين بالخطر والغرق فالمفترض الحمولة من 7 إلى 10 إلى 12 فردا حسب التراخيص، لكن للأسف يقومون بحمولة المراكب أكثر من 40 و50 فردا مما يهدد بكارثة فمن أجل الحصول على مبلغ 50 قرشا أو 25 قرشا تضيع الضمائر من أجل المال.
ويضيف رمضان عبده شيخ صيادى مركز رشيد بأن التصادم حدث أمس الأول بين مركبى تعدية أفراد وهما مركب أبوشاهين والحداد بالهردة بمركز مطوبس، وهذا المركب انشطر إلى نصفين وتم إنقاذ 12 مواطنا 5 محتجزين الآن بمستشفى رشيد العام و7 من الشباب قاموا بالعوم ناحية أحد المراكب وتم إنقاذهم.
وأشار أيمن أبوشعيشع أحد الناجين أمام نيابة رشيد برئاسة أيمن مهابة ومحمد أبويلك وكيل النائب العام إلى أن المركب كان عليه 50 مواطنا ومواطنة وقد شاهدنا الموت ولولا عناية الله لفقدنا أرواحنا جميعا.
وقال اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة إنه تم التهويل بشأن الحادث حيث إننا لم نتلق أى بلاغات سواء فى مركز شرطة رشيد أو مطوبس بمحافظة كفر الشيخ عن أى مفقودين ومازال البحث جاريا رغم أنه لا توجد بلاغات وأن القوات البحرية وفرع الإنقاذ النهرى يقومون بالبحث حتى الآن.
وقال شهود عيان وبعض الناجين فى الحادث إنه لايزال نحو 50 راكبا ابتلعتهم مياه فرع رشيد، ولا يعرف أحد شيئا عن مصيرهم.
وأضافوا ل«الشروق» أنه عقب اصطدام المركبين انشطر أحدهما وانقلب كلا المركبين، وغاص الجميع فى المياه فى تمام الساعة الخامسة مساء أمس الأول.
وأكدوا أنه تم انتشال 12 مصابا و3 أفراد تمكنوا من السباحة بينما لايزال باقى الركاب مفقودين داخل المياه. ولم تظهر حتى مثول «الشروق» للطبع أية جثث أمام السدود.
وقال اللواء فتح الله الجندى رئيس مركز ومدينة رشيد إن ما ذكرته وسائل الإعلام المرئية عن أن هناك 70 مواطنا فى عداد المفقودين غير صحيح.
وأكد أن الوضع مستقر ولا يوجد أى بلاغات للمفقودين سواء بمطوبس أو برشيد، والقوات البحرية أرسلت غواصين لتمشيط عملية البحث فى قاع النيل للبحث عن ضحايا فالأقاويل كثيرة والتهويل لا حد له بشأن الحادث.
وقال سامح محمد فكرى من الناجين إن المركب كان عليه نحو 30 شخصا وركبنا مجموعة فى المركب الذى ضربنا لإنقاذنا من الغرق، وأكد «أن كل الناس طلعوا فى المركب وهنا ناس أكيد فى البحر».
وقال إن المركب الأول ملك صبحى نعيم أبوشاهين وقيادة طنطاوى محمد عبدالحميد البراجس 63 عاما من مطوبس، والمركب الثانى ملك محمد السيد الحداد وكان بقيادة منصور صبحى منصور وهو هارب، وقامت النيابة العامة بالتحقيق وسماع أقوال المصابين والناجين الذين أكدوا أن هناك مفقودين ومازال التحقيق جاريا.
الأهالي يتحدثون ل«الشروق»
حالة من الاستياء الشعبى بدت على وجوه مواطنى مدينة رشيد مع توافد تلك الأعداد الهائلة من المسئولين على مدينتهم التى أصابها العديد من صور الإهمال الجسيم بسبب عدم نظر المسئولين بالمحافظة إلى مشاكلها التى تراكمت عبر السنوات.
الأهالى شنوا حملة هجوم كبيرة على القيادات التنفيذية بالمحافظة وأكدوا ل«الشروق» أن المسئولين لا يتحركون إلا عقب حدوث الكارثة.
يقول محمد على 21 سنة بائع خضار إن تلك الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حيث وقعت حوداث مشابهة العام الماضى راح ضحيتها العديد من الأفراد.
وقال محمد على إن مدينة رشيد مستنقع مشاكل أنظف حاجة فيها هو الكورنيش الذى يهتم به المسئولون على اعتبار أنها الواجهة أما داخل المدينة فالمدينة تعيش فى حالة لا يرثى لها من العشوائية من المجارى بسبب عدم وجود صرف صحى، مشيرا إلى أن رئيس مجلس المدينة فى رشيد يجلس أسفل التكييف غير عابئ بما يحدث للمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.
ويقول إبراهيم على 30 سنة بائع سمك إن القاصى والدانى يعلم بغياب الرقابة على مراكب نقل المواطنين، مشيرا إلى أن الناقلات الحكومية الكبيرة أصبحت أماكن لعقد الأفراح بدلا من أن تقوم بعملية النقل المطلوبة منها وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المسئولين.
ويقول الحاج حسن الصاروخ رئيس لجنة الوفد بالإسكندرية إن ما حدث هو ناقوس خطر لأن الحكومة دائما ما تظل صامتة إلى أن تتحرك الكارثة مشيرا إلى غياب الرقابة من جانب المسئولين على تلك القوارب التى يقودها شباب صغير لا يقدر معنى مسئولية أرواح الركاب.
وشن العديد من المواطنين هجوما كبيرا على غياب وحدات الإنقاذ داخل مدينة رشيد التى تخلو من وجود وحدات للإنقاذ فى حالة وجود حالات غرق.
ويقول حول هذا الأمر أحمد خضر ممثل لمنظمة حقوقية برشيد إنه عقب حدوث الحادث هرولت الأهالى لنجدة الغرقى وإنقاذهم، مشيرا إلى أنه رصد فى التقرير قيام الأهالى منذ الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة بإنقاذ الركاب والذين سبح كثير منهم بنفسه إلى الشاطئ المقابل.
واضاف الممثل الحقوقى أن قوات الإنقاذ حضرت فى تمام الساعة التاسعة مساء ومعها أربعة أفراد إلا أن هناك تعليمات قد صدرت من المشير طنطاوى بإرسال ضفاضع بشرية من مركز القوات البحرية للمساعدة فى هذا الشأن.
صباح تشبثت بحافة المركب فنجت مع ابنتها ووالدتها
على الرغم من أن العديد من الرجال الأشداء قد تكون المياه ابتلعتهم فإن صباح على عرفة، 30 عاما، نجت من موت محقق هى وأمها المسنة وطفلتها الرضيعة التى لم تبلغ عامها الأول.
تقول صباح إنها توجهت لعيادة الطبيب، وعند عودتها استقلت مع والدتها وطفلتها الرضيعة المركب لنقلها إلى الضفة الأخرى من فرع رشيد ،لكن سائق المركب أخذ يهرج مع سائق مركب آخر، فاصطدم المركبان، وانشطر أحدهما، وغاص الجميع فى المياه، وأخذ بعضهم ممن يجيد السباحة العوم فى الماء طلبا للنجاة.
وأضافت: لا أستطيع السباحة، وهدانى تفكيرى إلى التشبث بحافة المركب المنشطر بإحدى يدى، وحضنت طفلتى باليد الأخرى وتشبثت بى والدتى حتى أسرع سائقو المراكب الأخرى لإنقاذى ووالدتى وطفلتى.
الحادث والمسئولون
تحول مكان وقوع الحادث أمس إلى ثكنة عسكرية بعد تطويق الأمن المركزى لمنطقة معدية أولاد شاهين التى هرع إليها العشرات من سيارات الإسعاف وجميع القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة كفر الشيخ والبحيرة يتقدمهم محافظ كلا المحافظتين.
وقد رصدت الشروق وصول كل من محافظ كفر الشيخ والبحيرة فى ساعات متأخرة عقب وقوع الحادث حيث وصل محافظ البحيرة فى تمام الساعة الحادية عشرة ووصل محافظ كفر الشيخ بعده بنصف الساعة، كما رصدت «الشروق» أيضا توافد العديد من أعضاء مجلسى الشعب والشورى بالبحيرة ورشيد ودمنهور فضلا عن المشتاقين لترشيح أنفسهم إلى مجلس الشعب الدورة المقبلة.
وقال محمد عبدالكريم رئيس المجلس المحلى الشعبى برشيد إن هذا الحادث يرجع إلى وجود إهمال جسيم وتقصير فاضح للجهات المعنية بالإشراف على تلك القوارب.
وقال إن المجلس الشعبى المحلى أثار هذا الموضوع من خلال طلب إحاطة قدمه عضو المجلس حامد الترامسى الذى طالب بالرقابة على تلك المراكب منذ شهر مايو العام الماضى إلا أن المسئولين لم يتحركوا.
وأوضح رئيس محلى رشيد على أن تلك القوارب الموجودة بالمدينة لا تخضع لإشراف الوحدة المحلية، حيث تخضع لشرطة المسطحات المائية مؤكدا على أن غالبية تلك المراكب غير مرخصة.
كما كشف رئيس محلى رشيد عن أن مدينة رشيد بها العديد من السلبيات المتمثلة فى عدم وجود الصرف الصحى والغاز الطبيعى ورصف الشوارع، مشيرا إلى أن المدينة دخلت حيز التطوير مفجرا مفاجأة حول وجود اقتراح لإنشاء كوبرى يربط بين مدينة رشيد وكفرالشيخ بعد ظهور العديد من المشاكل والحوادث ولكن هذا المقترح لعدم وجود ميزانية مخصصة له لم يدخل ضمن حيز التنفيذ مؤكدا على أنه سوف يدخل ضمن التطوير فى المرحلة الثانية.
وفى سياق متصل أكد الدكتور زكريا عبدربه القائم بأعمال وكيل وزراة الصحة بمدينة رشيد بأنه فور وقوع الحادث تم إعلان حالة الطوارئ داخل جميع مستشفيات محافظة البحيرة بناء على تعليمات وزير الصحة مشيرا إلى وجود جميع الإمكانات اللازمة للتعامل مع تلك الأزمات.
وأضاف الدكتور زكريا أنه تم تجهيز ثلاجات لحفظ الموتى بكل من مستشفى رشيد وإدكو وكفرالدوار ودمنهور التعليمى وذلك للتعامل مع الموقف فى حالة وجود أعداد كبيرة من الوفيات.
وأكد الدكتور صلاح عنبر وكيل وزارة التضامن الاجتماعى برشيد على أنه صدر قرار من الوزارة بتخصيص مبلغ 2000 جنيه بالنسبة للمصاب ومبلغ 5 آلاف جنيه للمتوفى فى حالة ظهوره من قاع المياه.
نائب رشيد : سائقو اللنشات من الصبية
أكد النائب عبدالحميد زغلول عضو مجلس الشعب عن دائرة ادكو ورشيد أن مشكلة اللانشات ليست جديدة وأنه قدم منذ ثلاث سنوات طلب إحاطة عنها حيث إن سائقيها صبية فى سن المراهقة يلعبون بحياة العشرات من الأهالى بل المئات والآلاف كل يوم.
وأضاف أن اللنشات بدون ترخيص ومتهالكة ودائما تأخذ حمولة زائدة ولا رقيب عليها من الجهات الأمنية، ولكن لا حياة لمن تنادى، رغم تكرار الطلب فى نظر هذه الشكاوى وطلبات الإحاطة المهمة.
حبس صاحب معدية رشيد.. وهروب مالك المركب الثانى
قررت أمس نيابة رشيد حبس مصطفى نعيم أبوشاهين صاحب أحد المركبين المتصادمين برشيد 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت النيابة بالقبض على محمد سيد الحداد صاحب المركب الثانى المتسبب فى الحادث، لكنه هرب.
وتمكنت قوات الإنقاذ من إنقاذ 13، تم نقل 6 منهم إلى مستشفى رشيد لتلقى الإسعافات. وكشفت تحقيقات النيابة عن أن صاحبى المركبين قاما بتحميل كل مركب بأكثر من 50 راكبا، رغم أن الحمولة المسموح بها لا تزيد على 15 راكبا للمركب الواحد فقط، وهو ما أدى إلى تعريض حياة الركاب للخطر.
وأمرت النيابة بضم تراخيص المركبين من مدينتى رشيد ومطوبس والحمولة المسموح بها، وأسماء المسئولين على الإشراف على المركبين.
سائقو المعديات لا يحملون رخصة.. ويضعون الموتور فى موضع مخالف
أوضح مصدر مسئول بمحافظة كفر الشيخ أن المراكب التى تعمل فى نقل الركاب بين شاطئى فرع رشيد يحصل مالكوها على ترخيص من شرطة المسطحات المائية فى دسوق ومن هيئة جسور النيل فى أدفينا.
وأضاف أن ترخيص المركب يكون ب10 أفراد فقط لكن يقوم العاملون على المعديات بتحميل أكثر من 40 شخصا بأجرة ربع جنيه تتضاعف فى الليل إلى نصف جنيه، ويبرر سائقو المعديات زيادة عدد الركاب بزيادات الرسوم التى تفرض عليهم من مجلس المدينة.
ولا يحمل سائقو المعديات أى رخصة من أى جهة بل يمكن لأى شخص العمل عليها بيومية تبلغ 10 جنيهات.. ويقوم صانعوا المعديات بوضع الموتور فى وسط المركب خلافا للمفترض أن يكون خلف المركب للتحكم فى الدفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.