ترددت أصداء الأزمة المالية التى حاصرت مؤسسة دبى للإعلام، بقوة فى القاهرة، واهتمت الأوساط الفنية والإعلامية بمتابعة تداعياتها وترقبها، ومراقبة تأثيرها على حركة الإنتاج الدرامى والبرامجى خصوصا فى مصر، وظهرت أسئلة مثل: هل يغير المنتجون وجهتم من دبى بعد تلك الأزمة إلى اتجاهات أخرى؟، وغيرها.. «الشروق» حاورت المتخصصين فى الأعمال الدرامية والبرامجية. ترى المهندسة راوية بياض، رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون أن الإنتاج الدرامى الذى يقوم بإنجازه القطاع بشكل مباشر أو عبر نظام المنتج المشارك هو موجه فى الأساس للعرض فى القنوات المصرية، وفى مقدمتها القنوات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. ويأتى بعد ذلك فى مرتبة ثانية التسويق للعرض فى القنوات العربية والخاصة، التى كان يقوم بها القطاع الاقتصادى ومن بعده وكالة صوت القاهرة، وقالت راوية بياض إنها لا تعتقد بأن هناك مشكلة ستواجه المسلسل المصرى بسبب تداعيات أزمة دبى. فيما كشفت مصادر داخل مدينة الإنتاج الإعلامى عن أن المسلسل الوحيد الذى يعد إنتاجا مشتركا بين قطاع الإنتاج الدرامى فى المدينة ومؤسسة دبى للإعلام يعتبرا مشروعا مجمدا منذ ثلاثة سنوات، وكان الاتفاق قد تم من حيث المبدأ على إنتاج مسلسل السيرة الذاتية «أحمد شوقى» الذى يتناول سيرة أمير الشعراء أحمد شوقى. ولكن هذا المشروع لم يتخذ منذ ثلاثة سنوات أى خطوة تجاه تنفيذه، فيما ذكر المصدر أن الإنتاج الدرامى المصرى يعانى من الأساس مشكلة مع قنوات دبى التى قررت خلال الأعوام الأخير إذاعة مسلسل أو اثنين على الأكثر فى رمضان الذى يعد الموسم الرسمى للعروض الدرامية، وإعادته على مدار العام. فضلا عن انتهاج دبى أسلوبا خاصا فى الإنتاج يعتمد على المشاركة فى الإنتاج مع مجموعة العدل للإنتاج الفنى ويركز على الحصول على حق العرض الحصرى لمسلسلات النجمة يسرا، وقال المصدر إن العدل جروب هى الشركة الأكثر تعرضا لأزمة دبى المادية، وذلك لأنها تعتمد بشكل كبير على دعم قنوات دبى لإنتاجها فى مجال الدراما، حيث حصلت قنوات دبى على حقوق البث الحصرى لكل إنتاجها الدرامى الذى كان آخره «مسلسل خاص» جدا والذى تم تصويره بين القاهرة ودبى. وفى المقابل يؤكد جمال العدل أن ميزانية قنوات دبى تعد ضخمة قياسا إلى ميزانيات مجموعة مؤسسات دبى، وأعرب عن اعتقاده بأن تلك الأزمة التى تم الإعلان عنها هى مجرد زوبعة وسرعان ما ستمر بسلام وتعود الأمور لطبيعتها، وقال العدل إن عمليات الإنتاج فى العدل جروب لن تتأثر بتلك الأزمة، ولكن ربما يتأثر التسويق قليلا خاصة، ولكن هذا الوضع لن يستمر لأكثر من عام، وخلال تلك الفترة ستعمل الشركة على فتح أسواق بديلة فى منطقة الخليج، وتعاقدات مع قنوات أخرى. وفى مجال الإنتاج الإذاعة كشف خالد حلمى رئيس مجلس إدارة شركة راديو وأن التى تعد من الشركات التى تعتمد على دبى كسوق أساسية لأعمالها، أن الأزمة كانت متوقعة وأن بوادرها بدأت منذ فترة حيث تعرضت أعمال الشركة لهزة كبيرة ولكنها بدأت تستعيد نشاطها مرة أخرى منذ شهر. وأوضح حلمى أنه رغم ما يتردد عن انهيار البورصة فى دبى فإن صناعة الميديا تشهد بعض الانتعاش، وأرجع ذلك لبداية موسم الدعاية والإعلان الذى يرتبط بفصل الشتاء حيث يزيد النشاط بشكل عام فى منطقة الخليج، وأضاف أن مكتب الشركة فى دبى يعد محور ارتكاز للتسوق إنتاج الشركة من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية فى منطقة الخليج ولا يقف نشاطه على التعاون مع مؤسسات دبى فقط. فيما استبعد حلمى أن يكون هناك تأثر كبير على شركته بسبب أزمة دبى خاصة أن مجال نشاط الشركة الأساسى هو القاهرة. وعلى صعيد البرامج يقول المنتج محمد عبدالوهاب إن تداعيات الأزمة على حركة الإنتاج البرامجى لن يظهر قبل شهر رمضان المقبل لأن رمضان يمثل الموسم الرئيسى لتسويق البرامج، وأن كل الشركات والوكالات التى تتعامل مع قنوات فى الخليج قامت بتسويق إنتاجها قبل شهرين فقط ليلحق بالعرض على شاشة رمضان. وأضاف إن العاملين فى مجال الإنتاج التليفزيونى بوجه عام يتابعون الأزمة فى الوقت الراهن لرسم السياسة التى يمكن اتباعها خلال الموسم المقبل، وأضاف أنه لا يرى أنه سيكون هناك تأثير كبير على حركة إنتاج البرامج، وأن قنوات دبى يمكنها تدارك الأزمة بإنتاج نوعيات من البرامج التى لا تحتاج لإنفاق ضخم وتعتمد على أفكارها فى إحداث حالة الإبهار والمتعة للمشاهد.