- عبدالعال: المشروع يحقق هدفًا استراتيجيًا للتنمية السياحية.. والأهالى يجمعون توقيعات لمنع إقامته.. - «التنسيق الحضارى»: المحافظة يجب ألا تمنح المشروع رخصة التنفيذ إلا بعد الرجوع للجهاز.. الجدل حول جدواه سياحيا وأضراره بيئيا، لا يزال قائما بشأن مشروع العجلة الدوارة «Cairo Eye» أو «عين القاهرة» المقرر تنفيذه فى موقع حديقة المسلة بحى الزمالك، فبينما ترى محافظة القاهرة أن المشروع يحقق هدفا استراتيجيا للتنمية السياحية المستدامة، يعتبره قاطنو الحى الراقى والمعماريون تشويها للحى ويقام فى مكان خاطئ مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل. كانت شركة (هاواى) للاستثمار والسياحة حصلت على أرض حديقة المسلة بحق انتفاع لمدة خمسة وعشرين عاما من محافظة القاهرة، لبناء عجلة ترفيهية عملاقة هى الأكبر فى القارة الإفريقية، وتسمح برؤية معالم القاهرة من ارتفاع يتجاوز 120 مترا، باستثمارات تصل إلى 500 مليون جنيه. محافظة القاهرة دافعت عن المشروع، وقال محافظ القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، إن المشروع يحقق هدفا استراتيجيا للتنمية السياحية المستدامة، والتكامل مع مشروع ممشى أهل مصر على ضفتى النيل، فضلا عن الجهود القائمة لتطوير العاصمة، مشيرا إلى أن المحافظة ستقدم جميع أوجه الدعم والتعاون من أجل خروج المشروع بالوجه الذى يليق بالقاهرة. وأضاف عبدالعال، فى تصريحات صحفية سابقة، أنه جار تطوير العاصمة حاليا تمهيدا لنقل جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وجعل العاصمة وجهة سياحية تليق باسم مصر وعاصمتها العريقة. وبحسب شركة هاواى، فإن المشروع يفتح الباب أمام توفير 5 آلاف و200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مؤكدة أن المشروع وضع دراسة مرورية دقيقة لضمان السيولة المرورية بتلك المنطقة الحساسة، من خلال توفير وسائل نقل مختلفة للوصول إلى مكان المشروع مثل خدمة النقل النهرى باستخدام تاكسى عين الحياة وحافلات عين القاهرة. وترى الشركة أن المشروع تم تصميمه مع مراعاة جميع الاعتبارات البيئية والحفاظ على الهوية وكيان المنطقة، لكن هذا الرأى يواجه اعتراضات كثيرة من أهل الاختصاص. يقول رئيس جهاز التنسيق الحضارى، المهندس محمد أبو سعدة، إن مشروع العجلة الدوارة المقرر تنفيذه فى جزيرة الزمالك يجب ألا يحصل على رخصة من المحافظة إلا عقب الرجوع إلى الجهاز، كون المنطقة ذات طابع معمارى متميز. وأضاف أبو سعدة، فى تصريحات ل«الشروق»، أنه عقب عرض المشروع على الجهاز سيتم عرضه على لجنة مختصة تابعة للجهاز لوضع التقييم لتنفيذه من عدمه، مشيرا إلى أن المشروع جيد للغاية، ولكن اللجنة التى سيتم تشكيلها من الجهاز هى المنوطة بها وضع التقييم النهائى للمشروع. وفى هذا السياق، قال رئيس جمعية المعماريين المصريين، المهندس سيف الله سامى أبو النجا، إن المشروع رغم أهميته لكنه لا يتوافق بيئيا أو سياحيا مع منطقة الزمالك، ويجب نقله إلى مكان آخر، والأنسب أن يكون فى مكان آخر يحتاج التنمية السياحية مثل الضفة الغربية للنيل بالجيزة المواجهة لجزيرة الدهب، كونها على امتداد مرمى البصر، موضحا أن وضعها فى هذا المكان يمنح الرواد مشاهدة أهرامات الجيزة بلا حواجز بصرية وبلا تعارضات واختناقات مرورية. الرؤية البرلمانية تتوافق كذلك مع الرؤية الفنية، حيث تقول النائبة البرلمانية شيماء حلاوة، إن المشروع استثماريا جيد لكنه فى مكان خاطئ، ويفتقد التخطيط وسيحدث أزمة مرورية فى منطقة الزمالك، موضحة أن المشروع لاقى رفضا واسعا بين عدد من الشخصيات العامة والكتاب والمثقفين لأسباب متعددة من بينها أن المشروع سيحول المنطقة التى تتميز بالطابع الخاص إلى منطقة ملاهى. وأضافت حلاوة ل«الشروق»، أن الأسباب السلبية التى ستنتج عن المشروع دفعت لتدشين حملة للرفض وجمع توقيعات من المواطنين لإعادة النظر فى تنفيذ المشروع فى منطقة الزمالك، مؤكدة أن المشروع لم يتوقف بل هناك أنباء عن البدء فى تنفيذ المشروع أول إبريل المقبل. وأشارت إلى أنه من بين السلبيات التى ستنتج عن المشروع استغلال حديقة المسلة التاريخية واستخدمها فى المشروع، علاوة على أن منطقة الزمالك مدرجة كمنطقة ذات طبيعة مميزة، ويجب التعامل معها بحذر، بجانب التأثير على سياحة برج القاهرة والذى يعد رمزا لنهضة مصر بعد ثورة 23 يوليو. وشهدت الأيام الأخيرة توقيع 1500 مواطن على مذكرة وإرسالها إلى رئيس الجمهورية لإعادة النظر فى نقل المشروع إلى أماكن أخرى، ووضع دراسات تفصيلية للحكم على الموقع قبل اتخاذ القرار.