توجه رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، برسالة إلى المواطنين الذين خرجوا في احتجاجات بالعاصمة التونسية، قائلًا: «صوتكم مسموع وغضبكم مشروع ودوري ودور الحكومة أن نعمل على جعل مطالبكم واقعًا». وأضاف المشيشي، خلال كلمة له، مساء اليوم الثلاثاء، أن «الدولة ممثلة في الحكومات المتعاقبة تعاملت مع الشباب منذ عقود بعقلية سلطوية تفرض ما تعتقد أنه حلول وتقدمه على أنه مكتسبات»، منوهًا إلى أن الأمر أدى إلى انسداد شبه كلي لقنوات الحوار وغياب لفهم حقيقة تطلعات الشباب. وذكر أن تطلعات فئة الشباب تتعلق بوجود دولة للإبداع دون عوائق بيروقراطية، متابعًا في حديثه لهم: «أنتم تمثلون ثروة الوطن الحقيقية والذي لا مستقبل له بدونكم». وأوضح أن الفريق الحكومي يتعامل مع الشباب على أنهم قوة لاقتراح الحلول، وقادرة على استنباط طرق ووسائل عمل مبتكرة للفهم الجيد لواقع العالم، مؤكدًا على أن احترام التنوع والحرية واجب الحكومة نحو الوطن. ولفت إلى عمل الحكومة على وضع إطار مبتكر لإيصال مقترحات وصوت الشباب، مناشدًا إياهم عدم السماح بتتسلل مجموعات المخربين والفوضويين إلى التظاهرات المدنية ليحولوها إلى حملات تكسير وخلع ونهب. واندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن وسط العاصمة التونسية، مساء اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى إطلاق قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين. واعتقل نحو 600 شخص بعد الليلة الثالثة على التوالي من الاضطرابات التي تشهدها عدة مدن تونسية فيما نُشرت قوات من الجيش في بعض المناطق، حسب ما أفاد مسؤولون أمس الاثنين. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني، إن إجمالي عدد الموقوفين بلغ 632 شخصًا، أبرزهم مجموعات من الأفراد أعمارهم بين 15 و20 و25 عامًا تقوم بحرق العجلات المطاطية والحاويات بهدف عرقلة تحركات الوحدات الأمنية.