اعتبرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن ترشيح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، للدبلوماسي المخضرم في وزارة الخارجية وليام بيرنز لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يدل على نهج بايدن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وأشارت المجلة إلى أن اختيار بايدن لبيرنز، من بين أفضل الدبلوماسيين من جيله، يدل على التزام الرئيس المنتخب بالدبلوماسية الجادة، كما يعد القرار بمثابة دفعة معززة لمعنويات الدبلوماسيين الذين عانوا من أكبر قدر من سوء المعاملة، وتشويه السمعة، والتجاهل تحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. وأشارت إلى أن اختيار بايدن لبيرنز، أعمق من ذلك بكثير، حيث سيكون بيرنز مكملًا مفيدًا لاختيار بايدن لمنصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية كأداة حاسمة للقوة الوطنية. ويُتوقع أن تكرس أجهزة الاستخبارات في عهد بيرنز، المزيد من الاهتمام لمهمة ”الاستخبارات في خدمة الدبلوماسية“، والتي ستساعد الدبلوماسيين الأمريكيين على التعامل مع المشاكل قبل أن تتطور إلى أزمات وتساعدهم على إدارة الأزمات التي تنشأ. وعلى الرغم من أن تلك المهمة كانت قائمة منذ فترة طويلة، وبقدر ما كانت الاستخبارات تدعم الجيش بالمعلومات، إلا أن إدارة ترامب خصصت موارد قليلة جدًا لمتطلبات المخابرات الدبلوماسية، والتي تعد بالغة الأهمية في التعامل مع المشاكل الدبلوماسية. وفي المفاوضات النووية العام 1994 مع كوريا الشمالية، اعتمد محلل استخباراتي أمريكي رفيع المستوى على عقود من دراسة النظام الكوري الشمالي المبهم لتقديم المشورة البالغة الأهمية للمفاوضين الأمريكيين. وحتى لو تم تحويل جزء صغير من جهود الاستخبارات إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة الدبلوماسية، مثل مدى استقرار نظم الخصوم وتحديد أفضل السبل للضغط عليها، والإمكانيات المتاحة للدبلوماسية للتعامل مع صراع طويل الأمد، ورصد المعلومات المهمة حول تغير المناخ، وتوافر المياه أو الأمن الغذائي، يمكن أن تكون الفوائد المحتملة لمصالح الولاياتالمتحدة هائلة. ويدرك بيرنز بخبرته الواسعة ما يحتاج صناع القرار السياسي إلى معرفته من أجل مساعدتهم على اتخاذ قرارات ذكية في مجال السياسة الخارجية، وفقا للمجلة الأمريكية. وعمل بيرنز في ظل الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، وحظي بإعجاب جيمس بيكر وهيلاري كلينتون، وهذا التاريخ من العمل مع الحزبين متجذر في الحمض النووي السياسي لبايدن وبيرنز على حد سواء. ويعكس تعيين بيرنز، أفريل هاينز مديرًا للاستخبارات الوطنية، تصميم بايدن على تطهير وإزالة العنصر السياسي من مجتمع الاستخبارات الذي أفسدته إدارة ترامب، وضمان هيمنة المهنيين. وبينما يتدافع المراقبون للتعليق على ما يعنيه تعيين بيرنز في هذا المنصب لبعض القضايا، يبدو أن الأمر الواضح هو أن بيرنز لن يختار المعلومات الاستخبارية لدعم سياسة ما، وستكون تقييمات وكالة الاستخبارات المركزية غير مرتبطة بالمخططات السياسية. وأشارت المجلة إلى أن فريق الأمن القومي لبايدن بات لديه الآن كل اللاعبين الرئيسين الذين يحتاج إليهم لتقديم المعلومات الاستخبارية النزيهة، والتحليلات القيمة التي سيحتاجها الرئيس المنتخب.