حذر خبراء من الوضع الجديد الذي أصبح يشهده القطب الشمالي؛ حيث إن درجات الحرارة بهذه المنطقة أصبحت مرتفعة العام الحالي، وترتب على ذلك ذوبان الجليد بنسبة أكبر. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" بالولايات المتحدة، فإن الوضع يتغير سريعًا في القطب الشمالي، وهذا سيؤدي خلال 30 عامًا من الآن لتبدل العديد من ملامح الكرة الأرضية، وستتأثر بعض البلاد، والكائنات الحية بالأضرار التي ستحدث. وقال ريك ثومان، العالم في جامعة ألاسكا وأحد المشاركين في إعداد التقرير، إن درجات الحرارة ترتفع حاليًا في القطب الشمالي مرتين أسرع من متوسط ارتفاعها المعتاد وذلك في أقل تقدير، وبذلك أصبح عام 2020 هو ثاني أكثر الأعوام دفئًا على القطب الشمالي. وأضاف أن حرائق الغابات التي انتشرت هذا العام كان لها تأثير على حرارة القطب الشمالية بجانب تأثيرها على الهواء والبيئة بشكل عام، وهذا تسبب في تضاءل الجليد وذوبانه بمعدلات متسارعة- وفقًا لمجلة "ساينتفك أمريكان" الأمريكية العلمية. وأوضح أن الجليد البحري في القطب الشمالي هذا العام كان في أدنى مستوى له، وهذه المرة الثانية التي يذوب فيها الجلد بهذا الشكل بعدما حدث هذا الأمر عام 2012 خلال فصل الصيف، مشيرًا إلى أن الجليد البحري كان متناثرًا بكثرة قبالة سواحل سيبيريا، حيث كانت درجات الحرارة في الربيع والصيف دافئة بشكل غير عادي وهذا تسبب في ذوبان الثلج في وقت أكبر من المعتاد. وأشار إلى أن ذوبان الجليد البحري في غير وقته المعتاد وفقدان الكثير منه ودفء درجات الحرارة، كان له تأثير، وهو ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف هذا العام ومن المتوقع حدوث ذلك على مدار عدة سنوات مقبلة، وخاصةً في الأماكن القريبة من القطب الشمالي؛ لأن الجليد البحري يساعد في عكس ضوء الشمس بعيدًا عن الأرض وعندما يذوب بنسبة كبيرة فأن الحرارة تصل إلى الأرض بكمية كبيرة. وقال أليسون يورك، خبير الحرائق في جامعة ألاسكاالأمريكية، أن الحرارة المرتفعة مرتبطة بحرائق الغابات والعكس، حيث إنه كلما زادت الحرارة ارتفعت نسبة الحرائق، ومع زيادة الحرائق يتأثر المناخ في الكرة الأرضية وهذا يرفع من الحرارة أكثر، وكل ذلك يؤثر على الجليد الذي كلما نقص زادت الحرارة أيضًا. وأضاف أن الحرارة المنخفضة تبطئ من تحلل الطحالب الميتة والحيوانات والمواد النباتية التي تتركم في التربة، ولكن بمجرد أن ترتفع الحرارة يتحلل كل ذلك منتجًا وقود جاف يحفز على اشتعال الحرائق أكثر. وأوضحت كارين فراي، خبيرة القطب الشمالي بجامعة كلارك الأمريكية، أن ذوبان الجليد سريعًا بالقطب الشمالي سيكون سببًا في تغيير النظام البيئي بالبحار؛ لأن الحرارة تؤثر على نسبة تواجد غذاء الطحالب في القطب الشمالي. وأكدت أن الجليد الذائب سيكون سببًا في موت نسبة كبيرة من الطحالب وبالتالي تفقد بعض أنواع الكائنات البحرية غذائها، مثل المحار والقناديل، وهذا سيؤثر على حياة أنواع من الأسماك وبالتالي سيتأثر غذاء الإنسان خلال فترة قصيرة.