سيطرت 16 سيارة إطفاء تابعة لهيئة ميناء الإسكندرية، وإدارة الحماية المدنية، مدعومين بسيارات أخرى تابعة لجهات معنية، على الحريق الضخم الذي اندلع مساء اليوم الاثنين، في "مخزن روما" التابع لمصلحة الجمارك، داخل ميناء الإسكندرية، بعد 7 ساعات من جهود الإطفاء المتواصلة. وانتقل فريق من أعضاء النيابة العامة، بإشراف المستشار محمد لاشين، المحامي العام الأول لنيابة غرب الإسكندرية الكلية، إلى موقع الحريق، لمعاينته، ومتابعة جهود إخماد النيران "التي انتهت" ولم تُعرف بعد أسباب اندلاعها، ولا حجم الخسائر الناجمة عنها، حتى كتابة تلك السطور. وقررت النيابة، ندب خبراء الأدلة الجنائية لرفع أثار الحريق، الذي نشب في مخزن بضائع، داخل المنطقة الثانية، التابعة لمصلحة الجمارك، والواقعة ما بين بابي 18 و22 داخل ميناء الإسكندرية؛ لمعرفة أسبابه، وتحديد بدايته ونهايته، وتشكيل لجنة "فنية - هندسية" لمعاينة المبنى، فور انتهاء تبريد أثار النيران. وطلبت النيابة، سرعة إفادتها بتحريات المباحث حول الواقعة، ومدها بتقرير الحماية المدنية، وحصر الخسائر المادية بمعرفة مصلحة الجمارك التابع لها المخزن، بالتنسيق مع شرطة الميناء، والجهات الأمنية، وأخذ أقوال العاملين والمسئولين عن المخزن، للوقوف عن ما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه. وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن ميناء الإسكندرية البحري، إخطارًا من قسم شرطة الميناء؛ بنشوب الحريق، وتمٍ السيطرة عليه وتبريد أثارة قبل تمدُده لأماكن أخرى، حيث شوهدت الأدخنة وألسنة اللهب تتصاعد بكثافة حتى منتصف الليل. وبانتقال الشرطة، رفقة الحماية المدنية، وسيارات الإسعاف، إلى موقع الحريق، تبين اندلاعه في الطابق الثاني، داخل مخزن تابع لمصلحة الجمارك، مكون من دور أرضي و4 طوابق علوية، ويقع على مساحة 1300 م2، وبداخله بضائع. وجرى إخلاء المنطقة المجاورة للمخزن؛ نظرًا لتهالك المبنى، حيث سقطت أجزاء من الطابقين "الثالث والرابع"، بالتزامن مع مكافحة النيران للسيطرة عليها، دون وقوع خسائر في الأرواح أو المعدات، ولم تحدث أية انفجارات. وتبين من الفحص أن المخزن قديم، ومصلحة الجمارك المسئولة عنه، وتحت إدارة شركة لتطويره، ويضم بضائع عامة، وأخرى مهملة منذ عشرات السنين، ومستحضرات تجميل، ولم يؤثر الحريق على حركة الملاحة البحرية في الميناء. تم تحرير محضر إداري بالواقعة، وجارٍ للعرض على النيابة؛ حيث تباشر التحقيق. ويعتبر ميناء الإسكندرية البحري، من أهم الموانئ التجارية المصرية، فمن خلاله يتم تداول نحو 60٪ من التجارة الخارجية، حيث يضم 67 رصيفًا، ومساحته المائية، 6.8 كم2 واليابسة، 16 كم2، وحجم الحاويات السنوي يبلغ 1 مليون و442 ألف و712 حاوية، وتبلغ حمولة سفن الشحن السنوية 17 مليون و627 ألفا و762 طن، ويقع غرب الإسكندرية.