يقضي أغلب الأشخاص الجزء الأكبر من يومهم داخل الأبنية والأماكن المغلقة التي تعتمد في إنارتها على الضوء الاصطناعي، مما يؤدي غالباً إلى التعب والإرهاق وعدم القدرة على التركيز. وبعد فترة طويلة من اتجاه المهندسين المعماريين إلى تشييد المكاتب ومواقع العمل بدون نوافذ كبيرة ، ظهر الآن اتجاه لإعادة التقدير والأهمية لدور أشعة الشمس في إضاءة المكاتب ومواقع العمل ، لأن الاستغلال المثالي لضوء النهار يوفر في استهلاك الطاقة الكهربائية ويزيد من القدرة على التركيز والأداء في مواقع العمل. وأوضحت رابطة ضوء النهار والحماية من التدخين بمدينة ديتمولد غربي ألمانيا، أن الضوء الطبيعي يعزز من الكفاءة والقدرة على تنفيذ المهام ويساعد أيضاً على تجنب وقوع حوادث بمكان العمل، وقال المتحدث باسم الرابطة توماس هيجر :"إن ضوء النهار يختلف في الكثير من الخصائص عن الضوء الاصطناعي". وتجدر الإشارة إلى أن الشمس توفر شدة إضاءة خارجية ما بين 5000 لوكس في أيام الشتاء الغائمة و100,000 لوكس في أيام الصيف المُشمسة ، أما مصدر الضوء الاصطناعي فإنه يتيح شدة إضاءة من 100 إلى 1000 لوكس فقط ، وأضاف هيجر بأن الضوء الاصطناعي يتسم بأنه متماثل ومتوازن، على عكس ضوء النهار الذي يتميز بتأثيراته المتنوعة للتحفيز والتنشيط من خلال الدرجات المختلفة لشدة الإضاءة. ولذلك يوصي الخبراء من أجل الاستفادة القصوى من ضوء النهار، بتركيب زجاج محايد اللون بالأسقف والنوافذ ، غير أن هجر يقول :"إن استخدام زجاج نوافذ معتم يُعد أمراً غير مناسب ، لأنه يقوم بفلترة أجزاء من الأشعة فوق البنفسجية والضوء في النطاق الأزرق" ، علاوة على ذلك ينبغي تنظيف الزجاج بصورة منتظمة ، كما يجب استبدال الستائر الثقيلة بستائر خفيفة تسمح بنفاذ الضوء مع ضرورة أن تكون مجهزة بوسيلة مدمجة للحماية من أشعة الشمس ، ومن المُستحسن أيضاً استخدام الزجاج ومواد البناء الشفافة التي تسمح بنفاذ الضوء عند إعادة البناء أو إجراء أعمال تجديد وترميم للمباني القائمة، كما توجد للمكاتب ومواقع العمل أنظمة إضاءة تعتمد على ضوء النهار الطبيعي.