قالت مصادر عربية رسمية، بينها مصادر مصرية وجزائرية، إن إنهاء حالة الاحتقان الحالية بين مصر والجزائر ستستغرق بعض الوقت قدره بعضها بأسابيع قليلة وأخرى بما لا يقل عن شهور وحسب المصادر نفسها، فإن ليبيا وإن شرعت بالفعل فى إجراء اتصالات مع كل من القاهرةوالجزائر بغية احتواء التوتر وصولا إلى تحقيق المصالحة فإن «جهود إنهاء الأزمة مازالت فى الخطوات الأولى». وحسب هذه المصادر فإن الصعوبة الحقيقية التى ستواجه جهود المصالحة تتعلق بأن حالة الاحتقان بين القاهرةوالجزائر «انتقلت من صفوف مشجعى كرة القدم والإعلام إلى المستوى الرئاسى»، على حد تعبير أحدها. وتحدثت مصادر عن «فجوة حقيقية وتوتر لا يمكن انكاره» بين الرئاسة المصرية والجزائرية على خلفية نقاش دار بين الرئيسين المصرى والجزائرى متصلا بالمباراة التى استضافتها القاهرة فى الرابع عشر من نوفمبر بين فريقى كرة القدم المصرى والجزائرى. وقالت المصادر إن هذه المبادرة والتى اتفق الجانبان على عدم الإعلان عنها تفاديا لزيادة شحن الأجواء بين البلدين بسبب التنافس على التأهل للذهاب للمونديال فى جنوب أفريقيا العام المقبل لم تتمكن من تجاوز توتر كرة القدم. وذهبت بعض المصادر إلى أن هذه المكالمة وإن كانت تضمنت تطمينات حسب المصادر فيما يتعلق بسلامة وأمن الرعايا المصريين والجزائريين فى الجزائر ومصر ربما تسببت فى زيادة الحساسيات بدلا من لملمتها. وأعلن امس عن اتصال هاتفى تلقاه الرئيس حسنى مبارك من العقيد معمر القذافى، الزعيم الليبى، بغية التوسط بين مصر والجزائر بناء على مطالبة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقالت مصادر مصرية إن الأمر يتعلق بمواقف تأخذها الحكومة الجزائرية فيما يتعلق بتأمين سلامة المصريين فى الجزائر وتأمين المصالح المصرية، وكذلك تقديم التعويضات المناسبة لأصحاب الأعمال المصرية فى الجزائر التى تعرضت لتلفيات كبيرة جراء الهجوم عليها، والإعلان عن إجراءات لمعاقبة المتسببين فى أحداث الشغب، وأن تصل القاهرة تأكيدات من الحكومة الجزائرية أن «الشخصيات الرسمية التى تورطت بصورة أو أخرى فى توتير الأجواء تعرضوا للوم». فى الوقت نفسه، قالت مصادر عربية رفيعة إن القذافى يجرى أيضا اتصالات بالرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة وأن الجزائر اشتكت لليبيا من «حملة إعلامية كبيرة تعرضت لرموز الشعب الجزائرى وتاريخه بل ولقيادته السياسية». وأن مصر مطالبة من الجزائر «بوقف أبواق الإعلام» وإنهاء «سب الشعب الجزائرى»، لأن الرئيس الجزائرى لا يستطيع ولا يملك حسب المصادر نفسها التنازل فى هذا الأمر. وعلمت «الشروق» أن الزعيم الليبى، وعواصم عربية أخرى بينها الخرطوم والكويت، طالبت القاهرةوالجزائر بالتحرك نحو إنهاء الحرب الإعلامية بين الجانبين لمنح فرصة للأمور أن تهدأ. ولكن معلومات «الشروق» لم تفد بتقديم القاهرة أو الجزائر ضمانات قطعية بوقف الحرب الإعلامية بصورة فورية. وقال مصدر رفيع «إن الأمور ستأخذ بعض الوقت». واستبعد المصدر ما تردد فى بعض الدوائر الدبلوماسية خلال الساعات الماضية من أن الزعيم الليبى سيتمكن خلال أيام قليلة من عقد قمة مصالحة يجمع خلالها الرئيس المصرى حسنى مبارك والرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، ربما بمشاركة الرئيس السودانى عمر البشير. وقال المصدر: «إن الواقعى أن يتم تجاوز هذه الأزمة فى الأسابيع السابقة لعقد القمة العربية المقبلة فى ليبيا، مارس 2010 وليس قبل ذلك بكثير». فى الوقت نفسه، أجرى الوزير عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية لقاءات فى الخرطوم أمس قالت مصادر إنها هدفت إلى تقديم الاعتذار للقيادة السودانية عن اتهامات بسوء التعاون والتقصير الأمنى كانت قد وجهت للخرطوم فى الساعات الأولى التالية للمباراة الفاصلة بين الفريقين القومى لمصر والجزائر فى 18 نوفمبر بالخرطوم.