4 أفلام فقط هى الحصيلة التى أفرجت عنها شركات الإنتاج والتوزيع السينمائى فى مصر، رغم التوقعات السابقة بعرض عدد أكبر من الأفلام تتقاسم تورته هذا الموسم. ورغم أن عدد الأفلام محدود إلا أن اتجاهاتها ونوعياتها مختلفة «سمك لبن تمر هندى».. فنجد «ولاد العم» يبحر فى عالم الجاسوسية، وهو ما يقول عنه مؤلفه عمرو سمير عاطف الذى يكتب لأول مرة للسينما: ببساطة شديدة الفيلم تدور أحداثه فى عالم الجاسوسية، ويركز أكثر على الصراع المصرى الإسرائيلى وليس العربى الإسرائيلى، ونطرح من خلال الفيلم سؤالا ستحير إجابته الكثيرين، هو هل يمكن اعتبار إسرائيل دولة صديقة إذا ما اعتبرناها من دول الجوار؟ وهل يمكن أن تكون بيننا مصالح مشتركة؟ والفيلم لا يجيب عن الأسئلة ولكنه يترك للمتفرج أن يقرر الإجابة الأقرب إليه، ويقول عاطف: الفيلم يطرح كل هذا من خلال قصة مخابراتية اجتماعية فى إطار أكشن. ويرى عاطف أن «ولاد العم» سيكون الفيلم الأول فى السينما المصرية الذى يقدم التفاصيل الحياتية للمجتمع الإسرائيلى، كيف يعيش أفراده وشكل بيوتهم، والأعياد التى يحتفلون بها وطريقة احتفالاتهم بها؟ ونفى عاطف أن تكون فكرة الفيلم من ملف المخابرات المصرية، مؤكدا أن فكرته خطرت على باله فى البداية ثم قرأ عن إسرائيل والإسرائيليين مدة لا تقل عن 6 أشهر، كما حرص على مقابلة أساتذة متخصصين فى العلوم الإسرائيلية، واستفدت منهم كثيرا، والأهم من ذلك كله أننى اعتمدت على موسوعة الراحل الكبير عبدالوهاب المسيرى عن إسرائيل، وكانت أهم مرجع لى أثناء كتابة الفيلم. وعما إذا كانت أسرة الفيلم حاولت التصوير داخل إسرائيل أكد عاطف أن هذه الفكرة لم تكن ورادة فى أى مر حلة من مراحل الفيلم، لكى نحاول تنفيذها، فنحن نعرف جيدا من هى إسرائيل، كما أن الفيلم مبنى على فكرة سلبية ضدهم، وبالتالى من رابع المستحيلات أن يسمحوا لنا بالتصوير هناك. وأشار عاطف إلى أنهم استغلوا التشابه الكبير بين مدينة فى جنوب أفريقيا وتل أبيب، وتم التصوير هناك الذى استمر لمدة شهر ونصف الشهر، وكانت فكرتى استبدال إسرائيل بجنوب أفريقيا، والحمد لله شريف عرفة اقتنع بها خلال دقيقة، والمنتج لم يعترض رغم تكلفة الإقامة والتصوير المرتفعة. وتمنى عاطف أن يخرج الجمهور الذى ذهب لمشاهدة الفيلم لأنه بطولة كريم عبدالعزيز، ومنى زكى، أو لأنه إخراج شريف عرفة، سعداء بالقصة التى كتبها، وأضاف لقد شاهدت الفيلم أكثر من مرة خلال مراحل المونتاج، والحمد لله كل عناصره جيدة، وشريف عرفة أبدع فيه بشكل غير عادى، وقدم مشاهد أعترف أن خيالى لم يصل إليها، ونفى عاطف أن يكون عرفة تدخل فى السيناريو، وقال باعتراف شريف عرفة إنه لم يتدخل سوى فى 10% فقط وأن هذا هو أقل فيلم تدخل فيه منذ بدأ الإخراج، وهذه شهادة أعتز بها. «ولاد العم» إخراج شريف عرفة، تأليف عمرو سمير عاطف، بطولة كريم عبدالعزيز، ومنى زكى، وشريف منير، إنتاج هشام عبدالخالق، تكلفته 25 مليون جنيه، طبع له 80 نسخة. وثانى أفلام الموسم هو «أمير البحار» الذى يتناول قضية القرصنة التى احتلت مانشيتات الصحف طوال الفترة الماضية، ولكن بطريقة لا تخلو من الكوميديا، ويقول المخرج وائل إحسان إن فكرة الفيلم ليست بعيدة عن المشاهدين فالكل تابعها عبر وسائل الإعلام الفترة الماضية، ولكننا نطرحها بشكل كوميدى ساخر، وأشار إحسان إلى أنه عانى كثيرا عند التصوير لأن فكرة السيطرة على المياه والجو الذى تريد التصوير فيه صعبة جدا، خاصة أننا لا نملك الإمكانات المتاحة للسينمائيين فى الغرب، فهم يملكون أستديوهات ضخمة توفر كل الإمكانيات للتصوير. ويضحك إحسان قائلا: «من حقنا أن نجرب» ونجدد فى السينما التى نقدمها ولا نكون طوال الوقت فى قالب واحد، لكن فى الوقت نفسه يجب أن يكون هذا التغيير بشكل يحترم عقل المشاهد، وبشكل عام أرى أن «أمير البحار» تحد كبير لأن نجاح «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» الفيلم الذى عاد به محمد هنيدى إلى مكانه الطبيعى على القمة بعد السنوات العجاف التى مر بها، وهذا وضعنا فى ورطة وبحث عن سؤال صعب جدا.. ما هو الجديد الذى يتقدم به هنيدى للأمام ولا يعود به للخلف؟ وكانت حساباتى لهذا الفيلم طويلة لأن هذا الفيلم جاء بعد النجاح، وهو أصعب وقت تعمل فيه، لأن الجميع يعرف أن النجاح سهل والصعب هو الاستمرار عليه. وأشار إحسان إلى أنه يراهن فى «أمير البحار» على هنيدى لأنه يقدم شخصية مختلفة تماما عن التى قدمها فى «رمضان مبروك أبوالعلمين» وسيثبت من خلالها أنه قادر على تجسيد كل الشخصيات ولا يستغل نجاح شخصية كما قامت عليه الدنيا عندما أعلن عن جزء ثان «لرمضان مبروك»، فأنا من رفضت الجزء الثانى لكى لا يقال عليه إنه يستغل نجاحها بسهولة.. فنحن لا نمسك فى نجاح شخصية وقادرون على خلق النجاح بشخصيات جديدة، وأراهن أن الفيلم سيعيد الضحكة والابتسامة إلى وجوه الجماهير والذى أراه الهدف من «أمير البحار»، وأفلام العيد خاصة. وعن تأخر دعاية الفيلم أكد أنه هو من تسبب فى ذلك حيث لم يرض عن الأفيشات الأولى للفيلم، فقرر إعادتها مرة أخرى وهذا تسبب فى التأخير، لكنها فى النهاية نزلت. فيلم «أمير البحار» إخراج وائل إحسان، تأليف يوسف معاطى، بطولة محمد هنيدى، وشيرين عادل، إنتاج الفنانة إسعاد يونس، وزادت تكلفته على 20 مليون، طبع له 70 نسخة، مدة تصويره 7 أسابيع. أما فيلم «عزبة آدم» وإن كان بدأ عرضه قبل العيد ب10 أيام إلا أنه محسوب من أفلام العيد الأربعة، ويقول مؤلف الفيلم محمد سليمان إن الفيلم تدور أحداثه فى عزبة صيادين أطلقنا عليها عزبة آدم وهى موجودة فى مكان ما على بحيرة بمصر، وليس معنى أن التصوير كان بالفيوم أن العزبة هناك، ونحن فضلنا أن نترك موقعها دون تحديد، والفيلم يحكى قصة بنت وثلاثة أصدقاء شخصياتهم مختلفة عن بعضهم تماما، ويرصد رحلة صعودهم خلال 20 سنة، والأول يصبح تاجر مخدرات وأسلحة، والثانى يتورط فى قضية ويدخل السجن ظلما، والثالث يقتل بالإضافة إلى البنت التى تكون فتاة ليل، فالفيلم يرصد تقاطع مصائر الشخصيات الأربع طوال الأحداث، كما يرصد إلى أين تصل بهم فى نهاية الفيلم؟ وحرص سليمان على الإشادة بموضوع الفيلم وأكد أنه لم يطرح بهذه الجرأة من قبل فى السينما المصرية، وأشار سليمان إلى أنه لا يخشى المنافسة مع الأفلام الأخرى، وقال أؤمن بنظرية أن الأفلام الجيدة تساعد على نجاح بعضها البعض، لأنها تشد الجمهور إلى السينما، فعندما يعجب الجمهور بفيلم فإن «نفسه تتفتح» على مشاهدة الأفلام الأخرى، لذا أعتقد أن المنافسة ستكون فى صالح الأفلام الأربعة. واستبعد سليمان أن يتأثر الفيلم بتصريح رفض مشاركته فى مهرجان القاهرة لضعفه فنيا كما قال رئيس المهرجان عزت أبوعوف، وقال أعتقد أنه سيكون له مردود عكسى، لأن العادة جرت أن الفيلم الذى ينجح فى المهرجانات لا يعجب الجمهور، لذلك أرى أن الفيلم سينجح جماهيريا وهذا هو الأهم بالنسبة لنا. «عزبة آدم» إخراج محمود كامل، وتأليف محمد سليمان، وبطولة محمود ياسين، وفتحى عبدالوهاب، ودنيا سمير غانم، وماجد الكدوانى، وأحمد عزمى، إنتاج كريم السبكى، تكلفته 7 ملايين جنيه، طبع له 50 نسخة. أما آخر الأفلام الأربعة فهو «البيه الرومانسى» الذى يناقش فكرة الرومانسية بشكل خفيف من خلال أبطال يمثلون لأول مرة بمساعدة وجوه جديدة، ويقول مخرج الفيلم أحمد البدرى نناقش فى الفيلم قضية الرومانسية والتى لم تعد موجودة الآن فى الواقع ولا فى الأفلام من خلال علاقة حب تجمع محمد عادل إمام مع الوجه الجديد نهلة، ونطرح أيضا قضية الولد الذى يتربى فى حضن أبيه بدلا من أمه، وتأثير ذلك عليه، كما نناقش قضية الطلاق. وشبه البدرى فيلمه «البيه الرومانسى» بالرحلة النيلية الظريفة إلى القناطر الخيرية لمدة ساعة ونصف الساعة، يخرج فيها المشاهد من هموم الحياة، ويرى فيها كل ما يحب. ونفى البدرى شعوره بالقلق من المنافسة مع أفلام العيد قائلا: «نزلت بفيلم «عمرو وسلمى» مع فطاحلة مصر فى التمثيل والحمد لله كنت رقم 1» فالنجاح من عند ربنا ولا أحسب له. فيلم «البيه الرومانسى» تأليف هيثم وحيد، وإخراج أحمد البدرى، وبطولة لبلبة، وحسن حسنى، ومحمد عادل إمام، وباسم السمرة، ودومينيك، ونهلة، وإنتاج محمد السبكى، طبع له 60 نسخة، وتم تصويره فى 5 أسابيع فقط.