تحدث مدنيون فروا من القتال في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا، عن عمليات القصف الجوي للجيش ووقائع إطلاق النار في الشوارع والقتل بالمناجل والآلات الحادة، حيث انضموا إلى آلاف اللاجئين الذين عبروا إلى السودان المجاور. وفي حديث لوكالة «رويترز»، اليوم الجمعة، في بلدة الفشقة الحدودية السودانية، والتي تستضيف أكثر من 7 آلاف لاجئ، قدم شهود عيان روايات أولية من أرض الصراع المتصاعد في تيغراي، حيث تحارب القوات الحكومية مقاتلين موالين لقادة محليين متمردين. وقال حيالي قاسي، وهو سائق يبلغ من العمر 33 عاما من بلدة حميرة قرب حدود إثيوبيا مع السودان وإريتريا: «لقد دمر القصف المباني وقتل الناس، لقد هربت، جزء مني يركض على الأقدام وجزء آخر في سيارة، أخشى أن المدنيين يقتلون». وأضاف كاسي و4 لاجئين آخرين، أنهم رأوا جنودا إريتريين يقاتلون إلى جانب الجيش الإثيوبي ضد جبهة تحرير تيجراي الشعبية، لكن هذا الخبر لم يتم تأكيده بشكل مستقل ونفاه الجانب الإريتري. فيما قال شاهد آخر للوكالة إن كثيرين ممن فروا إلى الفشقة الواقعة على ضفاف نهر تيزيكي كانوا من النساء والأطفال. وقالت منظمة العفو الدولية، الخميس، إن عشرات المدنيين قتلوا في «مذبحة» وقعت في منطقة تيجراي الإثيوبية التي ألقى شهود باللوم فيها على القوات التي تدعم الحزب الحاكم المحلي. وتعد المجزرة، أول حادثة يتم الإبلاغ عنها لقتلى مدنيين على نطاق واسع في صراع يدور منذ أسبوع بين الحزب الحاكم الإقليمي، جبهة تحرير شعب تيجراي، وحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام العام الماضي. وقالت المجموعة الحقوقية في تقرير لها: «يمكن لمنظمة العفو الدولية اليوم التأكيد أن العشرات، وربما المئات، تعرضوا للطعن أو الضرب حتى الموت في بلدة ماي كادرا في المنطقة الجنوبية الغربية من تيجراي ليلة 9 نوفمبر». وأضافت أنها تحققت رقميا من الصور ومقاطع الفيديو المروعة للجثث المتناثرة في أنحاء المدينة أو المحمولة على نقالات، ونقلت عن روايات شهود عيان أن القتلى «أصيبوا بجروح كبيرة يبدو أنها تمت بأسلحة حادة مثل السكاكين والمناجل». وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن الطائرات الحكومية تقصف أهدافا عسكرية في تيجراي، بما في ذلك مستودعات الأسلحة والمعدات التي تسيطر عليها قوات تيجراي. فيما قال زعيم تيجراي، ديبريتسيون جبريميكل، يوم الثلاثاء، إن إريتريا أرسلت قوات عبر الحدود لدعم القوات الحكومية الإثيوبية، لكنه لم يقدم أي دليل، في حين نفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد ذلك، قائلا: «لسنا جزءا من الصراع». وكشفت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، يوم الجمعة، أن القتال في إثيوبيا دفع أكثر من 14500 شخص للفرار إلى السودان حتى الآن. وفي الأسبوع الماضي، أمر آبي أحمد، بتوجيه ضربات جوية وأرسل القوات إلى تيجراي، بعد أن اتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بشن هجوم على قاعدة عسكرية، ومعه بدأت سلسلة جديدة من الصراع في المنطقة التي يقول سكانها إن حكومة آبي تقمعهم وتمارس التمييز ضدهم. وتطورت الأحداث في إقليم تيجراي بعد رفض جبهة تحرير تيجراي قرار تأجيل الانتخابات إثر تفشي وباء كورونا، وأجرت انتخابات في الإقليم في سبتمبر الماضي، واعتبر رئيس الحكومة، الحاصل على نوبل للسلام 2019، أن «تصويتهم غير قانوني». وتسببت الضربات الجوية والقتال البري في مقتل المئات، وتدفقات اللاجئين إلى السودان، وأثارت الانقسامات العرقية في إثيوبيا تساؤلات حول مدى أهلية آبي للسلطة، والذي يعد أصغر زعيم إفريقي يفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2019. ومع انقطاع الاتصالات ومنع وسائل الإعلام، أصبح التحقق المستقل من النزاع مستحيلا. وأعلنت جبهة تحرير شعب تيجراي، التي تحكم الولاية الجبلية الشمالية البالغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة، حالة الطوارئ المحلية ضد ما وصفته ب«غزو من قبل الغرباء».