كورونا ألزم السفارة الأمريكية بدعم المهرجان هذا العام افتراضياً نهدف إلى دعم صناعة السينما في مصر نؤمن بأن نكون جزءًا من صناعة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رفضت المُلحقة الثقافة بالسفارة الأمريكية "رايتشيل ليزلي"، التعليق على رفض فنانين ومخرجين وصحفيين مصريين، تكريم مهرجان الجونة السينمائي للممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو لمواقفه الداعمة لإسرائيل، معتبره أن هذا القرار يرجع إلى المصريين. وقالت ليزلي في حوار ل "الشروق"، على هامش لقاء نظمته السفارة الأمريكيةبالقاهرة معها عبر تقنية الفيديو، تعليقا على رفض مصريين تكريم الفنان الفرنسي لزيارته إسرائيل وأشاده بها؛ "لا أريد الحديث عن ذلك. لقد قرأت العريضة التي كتبوها بخصوص رفضهم تكريمه، ولكني لا أُحبذ التعليق عليها وأنا في مصر، وأفضل أخذ رأي منظمي مهرجان الأفلام في هذا الصدد". وكرم مهرجان الجونة الممثل الفرنسي، على الرغم من اعتراض مثقفين وفنانين ومخرجين كبار لهذا التكريم ودعوتهم منظمي المهرجان لعدم تكريم جيرارد ديبارديو لأنه "عاشق للصهيونية"؛ مؤكدين في بيان: "نعلن شديد رفضنا لهذا التكريم كمواطنين مصريين ونرفض كافة أشكال التطبيع أو المساندة لكل من يدعم العدو الصهيوني الغاشم حتى تتحرر أراضينا العربية". وأشار السفير الأمريكي، جوناثان كوهين، إلى أن "مهرجان الجونة السينمائي هو منصة هامة لدعم وتبادل الأفكار الإبداعية، وإقامة روابط دائمة بين رواة القصص الأمريكيين والمصريين"، مضيفا أنه "بالتعاون مع صناعة السينما الأمريكية نعمل على تعزيز قدرة الفنانين المصريين على رواية قصصهم بشكل فعال". وكان السفير الأمريكي في القاهرة جوناثان كوهين، قال إن "مهرجان الجونة السينمائي هو منصة هامة لدعم وتبادل الأفكار الإبداعية، وإقامة روابط دائمة بين رواة القصص الأمريكيين والمصريين"، مشيرا إلى أنه "بالتعاون مع صناعة السينما الأمريكية نعمل على تعزيز قدرة الفنانين المصريين على رواية قصصهم بشكل فعال". وللمرة الرابعة على التوالي، شاركت السفارة الأمريكيةبالقاهرة في مهرجان الجونة السينمائي لهذا العام، وذلك بالشراكة مع "السينما المستقلة - Independent film"، وهي مؤسسة للأفلام السينمائية المستقلة التي يتم إنتاجها خارج منظومة الاستديوهات. ويتضمن دعم السفارة الأمريكية هذا العام للفنانين المصريين في مهرجان الجونة، حلقة نقاش افتراضية حول صناعة السينما مع كبار المديرين التنفيذيين والمنتجين الأمريكيين للأفلام، وورشة عمل افتراضية لمدة سبعة أيام لكتابة سيناريو الأفلام القصيرة بقيادة خبراء أمريكيين، وجائزة إقامة لإثنين من صناع الأفلام المصريين؛ تتضمن جلسات افتراضية خاصة ومنظمة مع خبراء أفلام في لوس أنجلوس. يشار إلى أن السفارة الأمريكية قدمت التدريب على المهارات وقدمت الإرشاد لأكثر من 40 مخرجا مصريا، وذلك منذ أن دخلت أول مرة في شراكة مع مهرجان الجونة السينمائي عام 2017. "الشروق" أجرت حواراً مع الملحقة الثقافة بالسفارة الأمريكية، ريتشيل ليزلي، على هامش لقاء نظمته السفارة الأمريكيةبالقاهرة معها عبر الفيديو بتطبيق "زووم"، وفي السطور التالية تفاصيل الحوار: *ما هي أسباب حرص السفارة الأمريكية علي دعم مهرجان الجونة للمرة الرابعة؟ هذه ليست السنة الأولى التي نتشارك فيها مع مهرجان الجونة السينمائي، فقد دخلنا في شراكة مع مهرجان الجونة السينمائي منذ البداية في عام 2017؛ لذا فهذه هي السنة الرابعة التي نشارك فيها مع المهرجان، وأعتقد أن اهتمام وهدف السفارة الأمريكية هو توسيع وتعميق الروابط بين خبراء صناعة السينما، الذين يرغبون في الحصول على المزيد من الخبرة أو موطئ قدم في هذه الصناعة. وأيضا هناك أهداف أخري للمشاركة منها الاهتمام الدولي بالمهرجان، واقتصاديات السينما، والدعم الاقتصادي لها، ونؤمن بأننا سنكون جزءًا من صناعة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مصر. *ما رأيك في العريضة التي وقعها فنانين ومخرجين وصحفيين مصريين يرفضون التطبيع مع إسرائيل، التي تتعلق برفضهم تكريم المهرجان للمثل الفرنسي جيرارد ديبارديو كونه داعم ومؤيد لإسرائيل؟ لا أريد الحديث عن ذلك. لقد قرأت العريضة التي كتبوها بخصوص رفضهم تكريمه، ولكني لا أُحبذ التعليق عليها وأنا في مصر، وأفضل أخذ رأي منظمي مهرجان الجونة في هذا الصدد. كورونا قلص المشاركات *هل أثر وباء كورونا على مشاركتكم في المهرجان هذا العام؟ بالفعل، لسوء الحظ نشارك هذه السنة "افتراضيا" نظرا لوجود وباء كورونا؛ لذلك جاءت المشاركة مختلفة قليلا عن العام الماضي، ولكننا نود إخباركم بأن أول شيء نقوم به هو التركيز علي دعم صناعة السينما في مصر. كما قامت السفارة الأمريكية بتحويل المشاركات في مهرجان الجونة هذا العام عبر شبكة الإنترنت حفاظًا على فكرة التباعد؛ حيث تقدم ثلاثة فعاليات، أولها حلقة نقاشية افتراضية تضم مجموعة من الأسماء الكبيرة من خبراء صناعة السينما، التي تتناول كيفية التعامل بعيدًا عن النمط الإنتاجي الذي فرضته الشركات العملاقة في هوليوود، وكذلك حول الدور النسائي في الوسط السينمائي بشكل عام، وعملية الصناعة السينمائية تحديدًا. أما "الفعالية الثانية" هي ورشة عمل افتراضية تستمر لمدة سبعة أيام، يقدمها أحد كبار صُناع الأفلام الأمريكيين، بالاشتراك مع المخرجة المصرية آيتن أمين، والتي تتعاون مع برنامج الدبلوماسية السينمائية منذ عدة سنوات؛ وتضم الورشة عشرة مشاركين مصريين، سوف يتعلمون الكثير عن الكتابة والقصة السينمائية. أما عن "الفعالية الثالثة" فهي تتمثل في اختيار اثنين من صُنّاع الأفلام المصريين عبر منصة الجونة السينمائية؛ حيث سيسافران إلى الولاياتالمتحدة، ويقضيان وقتًا وسط نظراؤهم الأمريكيين، ليقضوا وقتًا كافيًا في التدريب والمُعايشة وسوف يسهم هذا قطعيا في تغيير وتحسين قدراتهم السينمائية. ونوهت "ليزلي"، الملحقة الثقافية الأمريكيةبالقاهرة، إلى إن البرنامج السينمائي للسفارة لن يقتصر على التعاون مع مهرجان الجونة فقط، بل يوجد هناك تعاون وثيق مع مهرجانات أخرى، أبرزها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وأضافت ليزلي: "نسعى للوصول إلى الجمهور في الأماكن المفتقرة سينمائيا، مثل القرى والمراكز في الدلتا والصعيد، بالإضافة إلى اكتشاف أفكار وصُناع أفلام جدد من تلك الأماكن". وتابعت: "نعمل كذلك على خطط طويلة الأجل بالنسبة للأفلام الوثائقية مع الجيل الجديد من المؤلفين والمصورين ومخرجي الأفلام، وقدمنا بالفعل مجموعة من تلك الورش في مدينة الإسكندرية، ونحاول التواصل في المجال السينمائي على كافة المستويات، ولكن المهرجانات لها النصيب الأكبر؛ من حيث الأفلام والأسماء العريقة والضخمة، وكذلك القائمين على الصناعة بشكل احترافي. *هذه هي المرة الرابعة التي تدعمون فيها مهرجان الجونة، هل لديكم مهرجانات أخري ضمن خطة الدعم المقبلة مثل مهرجان القاهرة او الإسكندرية؟ نحن نشارك في المهرجانات الأخرى، وهناك مشاركة أمريكية في مهرجانات سينمائية مصرية أخرى على غرار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يتمتع بتاريخ طويل في مجال الافلام؛ فمصر تلعب دورا كبيرا في ثقافة البحر المتوسط وتتمتع بتأثير كبير ثقافيا، والسفارة سعيدة لمشاركتها هذه المهرجانات كلها؛ حيث أن مصر تتمتع بتاريخ ثرى في مجال السينما. *هل هناك خطط أخري لإنتاج أفلام سينمائية مصرية أمريكية مشتركة؟ مصر تُعد سوقا للأفلام الأمريكية وأحد أهداف التواصل بين المتخصصين خلال المهرجانات يتمثل في تعزيز سوق الفيلم المصري بالولاياتالمتحدة، على غرار انتشار الفيلم الأمريكي في مصر. كما يتمحور نشاط القسم الثقافي بالسفارة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة حول ذلك، وهناك العديد من الأنشطة التي تدعمها السفارة في إطار هذا التعاون من بينها، المتعلقة بإدارة الأعمال باعتبارها أحد العناصر الهامة التي تخلق فرص اقتصادية، بالإضافة إلى النشاط المتعلق بالإرث الثقافي؛ حيث تزخر مصر بتاريخ كبير بخلاف موقعها الجغرافي المتميز.