سمحت القوات الأذربيجانية لأول مرة بدخول مجموعة صحفيين إلى مدينة جبرائيل التي تمت استعادة السيطرة عليها خلال المعارك مع الجانب الأرمني في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه. وزار وفد صحفيين أجانب مساء الجمعة مدخل المدينة الذي يحتضن ينبوع "الصداقة"، أحد أبرز معالم جبرائيل المعروف منذ زمن الاتحاد السوفييتي. لكن لم يتم السماح للصحفيين بدخول إلى عمق المدينة بسبب انتشار القوات الأذربيجانية هناك، حيث من الممكن أن يتم استغلال الصور والفيديوهات المسجلة من هناك لتوجيه ضربات المدفعية الأرمنية. وأشار صحفيو وكالات روسية إلى أن المدينة ذاتها، التي كان يبلغ عدد سكانها عام 1989 فقط 6 آلاف نسمة، تمثل عمليا قرية كبيرة وتم تدمير معظم مبانيها في فترة الحرب الأولى في 1992-1994 ولم يجر ترميمها. ولفتوا إلى أنه "لا توجد أسس للتشكك في سيطرة القوات الأذربيجانية على المدينة"، موضحين إلى أن الأوضاع في جبرائيل مماثلة لتلك التي تسود عدة مدن خلف الجبهة وليس في أمامها. وأعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهان علييف، يوم 4 أكتوبر أن قوات بلاده تمكنت من السيطرة على مدينة جبرائيل، إلا أن الجانب الأرمني وصف هذا النبأ بالمزور. ولاحقا قالت إدارة جمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها إن القوات الأرمنية نفذت عمليات انسحاب تكتيكي من بعض الجوانب، بينما اعترف رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، اليوم، بتقدم الجيش الأذربيجاني في الاتجاهين الجنوبي والشمالي. واندلعت في 27 سبتمبر، اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم قره باغ والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاما وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب. وتوصلت أذربيجانوأرمينيا خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية بواسطة من روسيا، يوم 10 أكتوبر، إلى اتفاق حول إعلان وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية، لكن لاحقا تبادل الطرفان الاتهامات بخرقه. وأكد الرئيس الأذربيجاني مرارا منذ بدء هذا التصعيد أن الشرط الوحيد لقوات بلاده مقابل وقف الأعمال القتالية يتمثل في "تحرير أراضي أذربيجانالمحتلة"، موضحا ضرورة أن يقدم الجانب الأرمني جدولا زمنيا لسحب قواته من قره باغ والمناطق ال7 المتاخمة له التي تم السيطرة عليها خلال الحرب في 1992-1994. من جانبه، صرح رئيس وزراء أرمينيا، الذي أعلن التعبئة العامة في أرمينيا خلال بدء التصعيد، بأن ناغورني قره باغ أرض أرمنية، مؤكدا أن يريفان تدرس مسألة الاعتراف باستقلال جمهورية قرع باغ المعلنة من طرف واحد.