دخلت الدوائر الرسمية الجزائرية على خط الهجوم على مصر قبل مباراة اليوم فى السودان، بعد أن صرح وزير التضامن الوطنى فى البلاد بأن المشجعين الجزائريين كانوا «ضحايا مسرحية أبدعت السلطات المصرية فى لعب أدوارها بكل نفاق»، كما طالبت أحزاب بتخفيض التمثيل الدبلوماسى فى القاهرة، فى وقت أعلنت الحكومة الجزائرية حالة «التعبئة العامة» لنصرة منتخبها. وأخذ الهجوم الجزائرى على مصر منحى رسميا، بعد أن صرح وزير التضامن الجزائرى جمال ولد عباس لصحيفة الشروق الجزائرية: «زدموا علينا كالوحوش وبحوزتنا شريط فيديو يكشف العدوان، لقد كنا ضحية مسرحية أبدعت السلطات المصرية فى لعب أدوارها بكل نفاق»، وأوضح قائلا: تعرضنا لاعتداءات خطيرة من قبل المصريين، طالت الوفد الرسمى بمن فيهم الوزراء الذين حضروا باستاد القاهرة حتى إننا لم نسلم حتى فى المنصة الشرفية ولجأوا إلى التصفير خلال عزف النشيد الوطنى قبيل المباراة». وهو ما اعتبره الوزير يندرج فى خانة «العار المصرى الذى سجله التاريخ». وروى الوزير للصحيفة واقعة اعتداء مزعومة تعرض لها قائلا: «بمجرد تسجيل الهدف الثانى، تعرضت للرشق بكيس كبير، يحتوى على البقول الجافة، وفى هذا الوقت لم تفرق الاعتداءات بين وزير ومواطن أو شىء آخر، لأن الرشق باتجاه المدرجات الجزائرية أخذ منحى تصاعديا رهيبا». غير أن وزير التضامن الوطنى نفى وجود قتلى بين أفراد الجالية الجزائرية فى القاهرة. كما روت «الشروق» التى قالت إنها تعدت رقم المليون ونصف المليون نسخة فى التوزيع، شهادة صحفية جزائرية «عائدة من الجحيم»، وقالت: ضابطة مصرية أجبرتنى على نزع ملابسى والوقوف مثلما ولدتنى أمى. وعلى صعيد الاستعداد للمباراة، أعلنت الحكومة الجزائرية «التعبئة العامة» لنصرة منتخبها، وقالت: إن طائرات الجيش تحت تصرّف أنصار الخضر». كما أصدرت الحكومة بيانا أمس الأول تطلع فيه المواطنون على الإجراءات والاستعدادات، التى اتخذتها لتسهيل وتأمين تنقل أنصار الخضر إلى الخرطوم. وبدا لافتا إبراز الصحيفة لعنوان «إسرائيل تهنئ مصر وتشيد بفوزها على الخضر»، التى نقلته عن صحيفة معاريف الإسرائيلية. من جانبها، أعلنت صحيفة «الخبر» أن أحزاب جزائرية طالبت بتقليص تمثيل الجزائر الدبلوماسى فى القاهرة، ونقلت عن «الجبهة الوطنية» الجزائرية مطالبتها الرئيس الجزائرى بتقليص البعثة الدبلوماسية الجزائرية فى مصر ومراجعة العلاقات الاقتصادية معها ولاسيما فى مجال التجارة والخدمات. وذكرت الصحيفة أن الطبقة السياسية فى البلاد اعتبرت أن ما تعرض له «الخضر» فى القاهرة بين الخميس والأحد، أعمالا لا يمكن تصنيفها إلا فى خانة الاعتداء مع سبق الإصرار والترصد. وانضمت صحيفة «صوت الأحرار» لمزاعم الاعتداء على مصريين، ونقلت عن مشجعين جزائريين قولهم: نعتونا باليهود وأولاد فرنسا وأعطونا مأكولات منتهية الصلاحية. وأغفلت صحف جزائرية عديدة واقعة الاعتداء على الجالية المصرية بالجزائر، عدا صحيفة «النهار» التى ذكرتها تحت عناوين «أعمال شغب استهدفت مقرات الشركات المصرية»، و«أوراسكوم تليكوم تتحول إلى رماد بالعاصمة». وقالت: اندلعت، أمس الأول، أعمال شغب وتخريب استهدفت مقرات الشركات المصرية ومراكز إقامتهم وتجمعاتهم، وذلك بعد انتشار شائعات مقتل 7 مناصرين جزائريين فى القاهرة، ليقوم الشباب فى عدة ولايات تحت تأثير الغضب باقتحام مقرات شركات مصرية فى الجزائر وتخريبها وحرقها خاصة أن هؤلاء لم «يمارسوا حق الرد» على الاعتداءات، التى طالت لاعبين ومناصرين جزائريين خلال المقابلة الأخيرة. دون أن تذكر الصحيفة مسئولة الإعلام الجزائرى عن تحريض الجماهير. وكشفت الصحيفة عن خسائر اقتصادية طالت الجانب الجزائرى من جراء ذلك، حيث أفادت بأن عمليات الحرق والتخريب، التى مست المقر الرئيسى ل«أوتيا» الجزائر، والوكالات التجارية ونقاط البيع التابعة له عبر الوطن فى اليومين الماضيين، قد أقعدت 4000 موظف عن العمل بشكل رسمى، بالنظر إلى القدر الكبير من الخسائر التى لا يمكن تداركها إلا بعد مرور شهور طويلة من الآن. وفى تطور خطير، قالت «النهار» من مصادر متطابقة، أن مجموعة من الشباب الذين حاولوا اقتحام مقر المديرية العامة لشركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر «جازى»، قد استولت على كمية من الأسلحة التى وضعت تحت تصرف أعوان الشركة الخاصة للحراسة «فيجيل»، التى تتولى تأمين مبانى ومنشآت شركة «جازى». وعلق مدير العام لشركة فيجيل للنهار بالقول: «قضية خطيرة كهذه تطرحونها فى الهاتف، أنتم لستم مهنيين»، ليقطع الخط مباشرة بعد الرد. وفتحت تليكوم الجزائر تحقيق فى ملابسات الهجوم على مقرها. كما نقلت صحيفة «الهداف» تعرض حافلة منتخب مصر فى السودان لوابل من الحجارة ما أدى لتحطيم واجهتها تماما وبعض الشبابيك من الجانبين.