توت قلواك: جهود السلام فى السودان انطلقت من مصر.. والرئيس السيسى مهتم باستقرار جوباوالخرطوم.. والقاهرة قدمت دعما غير محدود للبلدين الاتفاق سيعمل على استقرار الدولة وإنهاء الحرب وإسكات البنادق.. ورفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب يسهم فى تعافى اقتصادها أكد المستشار الأمنى لرئيس جنوب السودان، ورئيس لجنة الوساطة الجنوبية، توت قلواك، أن تنفيذ اتفاق السلام فى السودان يواجه العديد من التحديات، لاسيما ملف عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية وتأهيل المناطق التى دمرتها الحرب، مضيفا خلال حوار خاص ل«الشروق» أن بلاده سوف تسعى لتوفير الدعم الخارجى لتنفيذ الاتفاق، من خلال العمل بشأن ترتيب حملة موسعة بمشاركة الدول التى وقعت على الاتفاق خلال الفترة المقبلة لمخاطبة المجتمع الدولى من أجل دعم هذا الملف الحيوى بالسودان. وإلى نص الحوار: ما هى أبرز العقبات التى تواجه تنفيذ اتفاق السلام فى السودان؟ تنفيذ اتفاق السلام يواجه العديد من التحديات، لاسميا ملف عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية فى إقليم دارفور، ومنطقتى «النيل الأزرق وجبال النوبة»، وتأهيل المناطق التى دمرتها الحرب وتوفير خدمات الصحة، والتعليم، ومياه للشرب نظيفة، وتلك الملفات تحتاج إلى دعم مادى ضخم، فى ظل وضع حرج للاقتصاد السودانى، ولذلك يُعد «التمويل» من أكبر التحديات التى تواجه تنفيذ الاتفاق، ومن ثم يتطلب الأمر جهودا مكثفة من الدول التى وقعت ك «ضامنين، وشهود» على الاتفاق بجانب الدول الصديقة للسودان. كيف أثر دور جنوب السودان فى هذا الاتفاق على العلاقات الثنائية مع السودان؟ عقب استقلال جمهورية جنوب السودان عام 2011، كانت العلاقات بين البلدين يشوبها بعض الخلافات، لكن عقب التغيير الذى شهدته جمهورية السودان، وفى ظل وجود الحكومة الانتقالية الحالية، استعاد البلدان علاقتهما الودية، ولذلك استطاعت بلادنا تحقيق إنجاز السلام بالسودان، وأثرت تلك الوساطة بصورة إيجابية على ذلك، وأصبحنا شعبا واحدا فى دولتين. كيف دعمت مصر اتفاق السلام بالسودان؟ الدولة المصرية لعبت دورا رائدا فى دعم اتفاق السلام المنشط بجنوب السودان، وأيضا فى دعم اتفاق السلام بالسودان، كما أنها كانت من أوائل الدول التى أعلنت تأييدها ودعمها لاتفاق السلام السودانى، فهى «الشقيقة الكبرى» للبلدين. كما أن بداية عملية السلام فى السودان انطلقت من مصر، عندما عملت القاهرة على وحدة صف الحركات المسلحة خلال اجتماعات «العين السخنة» نهاية العام الماضى، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن ثم أتوجه إليه بالشكر على دوره واهتمامه باستقرار «جوبا، والخرطوم». والرئيس السيسى أول رئيس قدم دعما أيضا لبند الترتيبات الأمنية باتفاق السلام المنشط بجنوب السودان، وعندما شهد السودان كارثة إنسانية عقب الفيضانات وجه على الفور بتقديم كل سُبل الدعم اللازم لمساعدة المضارين من الفيضانات. ماذا يحتاج اتفاق السلام السودانى من مصر؟ جنوب السودان والسودان بلدان فى حاجة إلى الدعم المصرى على كل المستويات، فالدول الثلاث يجمعهم أمن قومى واحد، وخط سياسى واحد، لاسيما أن يربطها ببعض مصيرا مشتركا، ومصر يمكنها أن تلعب دورا سياسيا فى دعم اتفاق السلام عبر جامعة الدول العربية، فضلا عن ثقل مصر السياسى على الصعيدين الإقليمى والدولى والذى يمكنها من التأكيد على أهمية دعم تلك الدول للاتفاق. وقريبا ستعود أطراف العملية السلمية إلى «الخرطوم» وسيتم الانتهاء من تشكيل جميع مؤسسات الدولة، وتبدأ الدولة تجاه تحقيق استقرارها. ماذا عن تطورات دفع مفاوضات السلام مع حركتى عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور؟ عقب اللقاء الذى عقد الخميس الماضى، برئاسة لجنة الوساطة مع الحلو والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى»، شهدت الأوضاع حلحلة للموقف الراهن بين الطرفين، وخلال أيام قليلة ستبدأ أولى ورش العمل بين حركة الحلو والحكومة لتقريب وجهات النظر والنقاش بشأن علاقة الدين بالدولة، فضلا عن بحث آليات التفاوض حتى يتم استئنافها فى «جوبا». ولجنة الوساطة لا تفرض أراءها على شخص أو كيان، ومن حق الجميع طرح أفكاره ومقترحاته خلال مسيرة التفاوض، ولكن دورنا هو العمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى نصل إلى حلول مُرضية للجميع، و«الحلو» رجل وطنى ولديه حرص على استقرار الدولة والوصول للسلام. أما بشأن التفاوض مع عبدالواحد محمد نور، فلقد خاطبناه كثيرا لكنه لم يستجب ورفض «منبر جوبا» ومن ثم لم ولن نجبره عليه، فالوساطة تسعى للسلام فقط فى أى مكان وأى وقت لاسيما إن «نور» مُرحب به من الجميع فى أى منبر للتفاوض طالما الهدف هو تحقيق السلام، ولكن التفاوض فى أى منبر آخر لن نكون طرفا فيه. كيف سيؤثر اتفاق السلام على مستقبل الدولة السودانية؟ الاتفاق سيعمل على استقرار الدولة وإنهاء الحرب وإسكات البنادق، ومشاركة جميع الأطراف فى السلطة، كما سيؤثر على دفع الولاياتالمتحدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ولابد أن تعمل أمريكا على اتخاذ هذا القرار قريبا، وإعفاء البلد من الديون، حتى يستطيع تحقيق استقراره الاقتصادى. ماذا عن دور لجنة الوساطة الجنوبية تجاه دعم ذلك الملف المهم؟ جنوب السودان ستسعى لاستقطاب الدعم الخارجى لتنفيذ الاتفاق، من خلال العمل بشأن ترتيب حملة موسعة بمشاركة الدول التى وقعت على الاتفاق خلال الفترة المقبلة لمخاطبة المجتمع الدولى من أجل دعم هذا الملف الحيوى بالسودان، وذلك عقب انعقاد قمة يدعو لها رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رؤساء الدول الضامنة والشاهدة على الاتفاق «مصر، تشاد، الإمارات، وجنوب السودان» للمشاركة فى تلك الحملة ودعمها وبحث كيفية تنفيذ الاتفاق ودعمه سياسيا وماديا.