على مدى تاريخ الانتخابات الأمريكية، تعد نتائج تصويت بعض الولايات شبه محسومة، وهي الولايات التي تحركها الانتماءات الحزبية للمواطنين، فتنقسم الولايات بشكل متساوٍ تقربيا إلى جمهورية مثل أريزونا وتيكساس، وديموقراطية أبرزها ولايتي فلوريدا وأوهايو. وبينما يحسم العملية، الولايات التي اصطلح على تسميتها الولايات المتأرجحة، ويعد أبرزهم ميتشجان ومينيسوتا وبنسلفانيا، والتي كانت لها دور كبير في حسم السباق الماضي لصالح المرشح وقتها دونالد ترامب، وفقًا لفوكس نيوز الأمريكي. لماذا تحتل تلك الولايات أهمية؟ النظام الانتخابي الأمريكي منحها تلك الأهمية، وكالذي كانت بداية تأسيس الولاياتالمتحدة، وكان آبائها المؤسسين منقسمين بشأن كيفية اختيار رئيس البلاد. والدستور يمنح كل ولاية عدد من الناخبين على أساس إجمالي عدد مندوبي الولاية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويبلغ إجمالي عدد أصوات الهيئة الانتخابية 538 صوتًا. لذا تعد كل ولاية بذاتها صاحبة سلطة كبيرة في اختيار رئيس الدولة، وفق أصوات المجمع الانتخابي، الذي تكونه كمرحلة تالية للتصويت الشعبي، إذ يكون لكل ولاية عدد معين من المندوبين يختارهم الناخبين، وحين يزيد مندوبي مرشح معين عن نصف العدد الكلي من المندوبين، فإن المرشح يحصل بالتبعية على كل الأصوات ويخسر الباقي ما حصده. - المرة الأولى تعد أول مرة يظهر فيها دور الولايات المتأرجحة، كانت في انتخابات عام 1860 التي نافس فيها الرئيس إبراهام لينكولن، وكانت حينها الولاياتالمتحدة منقسمة على نفسها، الجنوبيين يؤيدون الحزب الديموقراطي، ومواطني الشمال في صف لينكولن، وكانت الحاجة في حسم الأمر، وبالفعل كان ولاية "أوهايو" هي التي قلبت الميزان، ورجحت كفة لينكولن وذلك وفقا لموقع "هيستوري" الأمريكي. ما هي الأسباب التي خلقت الولايات المتأرجحة؟ هناك عوامل رئيسية يمكن أن تخلق حالات التأرجح، وتأتي كالتالي: 1-التغيرات السكانية: المناطق الحضرية تميل إلى التصويت الديمقراطي والمناطق الريفية تميل الحزب الجمهوري، عندما يغادر المواطنون السواحل ذات الميول الليبرالية أو المدن الكبرى للاستقرار في مدن أصغر أو مناطق ريفية أكثر، يمكنهم تغيير التوازن بين الأحزاب. 2- الأيدلوجية المعتدلة: في ولايات معينة يكون الناخبين بها أكثر اعتدالًا، حينها يضيق الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما يجعل تحديد النتائج السياسية أكثر صعوبة.