بسم الله الرحمن الرحيم.. «ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق».. صدق الله العظيم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وفى دورته الثالثة والثلاثين المقامة الآن.. اختيرت السينما الجزائرية لتكريمها وإلقاء الضوء عليها وخصص لها برنامج خاص داخل برامج المهرجان يعرض فيه أكثر من عشرة أفلام من الإنتاج الحديث للسينما الجزائرية واختير المخرج الفنان أحمد راشدى لتقديم درع المهرجان له والتى قدمها الوزير الفنان فاروق حسنى له فى حفلة الافتتاح تقديرا لمسيرته الفنية الرائعة التى وضعت اسم الجزائر فى مكانة رفيعة وفى أعلى المستويات فى أعظم مهرجانات السينما العالمية. ونحن بدأنا التعرف على اسم أحمد راشدى فى مصر فى أوائل السبعينيات.. حين كان يجهز لإخراج فيلم مصرى بطولة فنان مصر والعالم العربى الأول فى هذه المرحلة. عبدالحليم حافظ وهو فيلم «لا» الذى كان من المفروض تقديمه سينمائيا عن قصة الأستاذ مصطفى أمين.. والتى صورت تليفزيونيا بعدها بسنوات فى مسلسل من إخراج يحيى العلمى.. وهذه هى حقيقة العلاقة بين مصر والجزائر الأخوة.. والتقدير.. والتعاون على مختلف المستويات وبمناسبة التعاون فقد أكد لى الكثير من زملاء الجامعة الذين عاصروا حربى 67 و73 وآخرهم الصديق الأستاذ إبراهيم حجازى الإعلامى الشديد التميز والصدق أنه وفى موقعه فى مواجهة منطقة ما سمى بالثغرة غرب قناة السويس كان يعمل إلى جواره مباشرة شباب اللواء المدرع الجزائرى الذى شاركت به الجزائر فى حصار قوات العدو الصهيونى الغادر وفرضت حصارها من كل الجبهات تمهيدا للقضاء عليها لولا تدخل كيسنجر والتوصل إلى اتفاقيات فصل القوات عند الكيلو 107 فى طريق السويس والتى كان يقودها اللواء الجمسى وهو أحد أبطال أكتوبر. تلك الحرب الخالدة التى شهدت تكاتف شباب الجزائر مع الشباب المصرى والعربى فى مواجهة العدو الحقيقى الصهيونى الكريه. ذلك موقف عظيم ورائع لمسيرة الأخوة العربية.. التى شهد جيلنا بدايتها الحديثة بين ناصر زعيم مصر وزعيم الأمة العربية وبين أخيه أحمد بن بيللا زعيم ثورة المليون شهيد. وكان جمال عبدالناصر قد فتح أحضان مصر لاحتضان بن بيللا ورفاقه من ثوار الجزائر وجعل القاهرة مقرا لمنظمة التحرير الجزائرية بل وأمدهم إلى جوار التأييد المعنوى والأدبى، بل أمدهم أيضا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى كانت تمر بها مصر بالسلاح والعتاد ولقد تكشف هذا حين استطاعت القوات الفرنسية آنذاك أن تأسر باخرة مصرية كانت تنقل السلاح والذخائر والعتاد إلى المقاتلين الجزائريين وذلك ما دفع فرنسا إلى التآمر مع بريطانيا والقبيحة الدويلة الصهيونية على العدوان على مصر سنة 56 بعد أن أمم جمال عبدالناصر قناة السويس وهاجموا مصر فى العدوان الثلاثى الحقير الذى انتهى بانتصار مصر على المستوى الدولى وخرج منه ناصر زعيما للتحرر القومى الوطنى على مستوى العالم كله. وكانت فرنسا قبل هذا العدوان قد اختطفت طائرة مصرية كانت تحمل من أبطال الثورة الجزائرية أحمد بن بيلا ورابح بيطاط وهوارى بومدين ومحمد بن خيضر. هناك بعض النقاط المضيئة التى يجب أن نركز عليها ونحن نتعرض للحديث عن مباراة مصر والجزائر والتى ترشح إحدى الدولتين لخوض منافسات كأس العالم لكرة القدم 2010 المقامة فى جنوب أفريقيا.. وهى فى النهاية مجرد مباراة فى كرة القدم وكما قال الفنان أحمد راشدى المخرج الجزائرى فى التليفزيون المصرى يوم افتتاح مهرجان القاهر ة السينمائى إن الفائز فى المباراة لن يدخل الجنة وإن الخاسر لن يكون مآله النار.. ولكن سيتأكد أن فريقا عربيا.. نتمناه نحن الشعب المصرى المنتخب الوطنى بالقطع سيكون ممثلا للأمة العربية كلها إن شاء الله فى ذلك المهرجان العالمى فى «لعبة» كرة القدم.. ولكن أن يسخر أحد مقدمى البرامج الرياضية بدون وعى منه من اقتراح الأستاذ مجدى الجلاد ورده لكل جزائرى، فهذه سخرية غير واعية.. لأن استقبال الأخوة بالابتسام والورود وبالأخوة لا يعنى رخاوة اللقاء الكروى بل نحن نتمنى أن يكون أبطالنا فى هذا اليوم فى منتهى الشراسة الكروية أو كما كان يقول الفنان الجميل المعلم محمد رضا «خليكو جدعان وشرزين قدام العالم دى» مرحبا بالإخوة الجزائريين فى قاهرة العرب والعروبة. وأرى شخصيا أنه وعلى المستوى الكروى فأنا كفريق مصرى أعلى كرويا بكثير من الفريق الجزائرى رغم محترفيه الأوروبيين الكثيرين.. وتذكروا الشوط الأول من المباراة الأولى فى الجزائر فقد كان فريقنا أعلى وجودا بكثير.. ثم انتابتنا إغماءة كروية لمدة عشر دقائق فى الشوط الثانى سجلوا خلالها أهدافهم الثلاثة. ندعو الله ألا تعاودنا. بقيت لى كلمة فنية فى المباراة، فأنا ابن فترة كان اللاعبون يلعبون فيها بخطة 2/ 3/ 5 قبل اختراع ما سمى بالظهير الثالث.. فكانوا يلعبون باثنين من الباكات أمام خمسة مهاجمين، وأنا اقترح على المعلم شحاتة اللعب بالتشكيل الآتى: الحضرى أحمد فتحى وسيد معوض فقط وفى الوسط حمص وأحمد حسن وهانى سعيد وفى الأمام يلعب بركات وأبوتريكة وزيدان ومتعب وزكى ويمكن فى الشوط الثانى سحب ثلاثة من الفراودة بعد تسجيل الهدف السادس واقترح سحب بركات ومتعب وعمرو زكى واستبدالهم بثلاثة من المدافعين هم شريف عبدالفضيل وأحمد المحمدى.. جربوا معى هذا التشكيل.. وقولوا يا رب فهو القادر على كل شىء.. ونبتهل إلى الله عز وجل أن يساعدنا فى بث الفرحة فى قلوب أبناء مصر اليوم.