وسط تزايد مخاوف المسلمين الأمريكيين الذين يبلغ عددهم ما يقرب من 5 ملايين مواطن، إضافة لما يقرب من مليون آخرين من حاملى بطاقة الإقامة الدائمة والطلاب الأجانب، من التعرض لاعتداءات انتقامية بعد قيام الميجور المسلم بالجيش الأمريكى نضال مالك حسن بقتل 13 من زملائه وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين. حذر الجنرال جورج كيسى رئيس أركان الجيش الأمريكى من أن تثير التكهنات المتزايدة حول حادث إطلاق النار الذى وقع فى قاعدة فورت هود العسكرية الأسبوع الماضى، ردود فعل عنيفة ضد المسلمين داخل الجيش. ويبلغ عدد المسلمين بالجيش الأمريكى ما يقرب من أربعة آلاف شخص طبقا لما ذكرته محطة فوكس الإخبارية. وأضاف الجنرال كيسى أنه أمر قادة الجيش بمراقبة الموقف والانتباه والحذر لئلا يحدث شىء ضد المسلمين من أفراد القوات المسلحة الأمريكية. وأعرب كيسى عن أمله فى ألا يتأثر التنوع الذى يتسم به الجيش الأمريكى بالحادث، وقال: «رغم فداحة هذه المأساة إلا أنه سيكون من العار أن يصبح التنوع الذى نتسم به أحد ضحاياها». ثم أشار كيسى فى لقاء مع محطة سى. إن. إن، إلى أن «الأدلة التى عثر عليها المحققون حتى الآن تشير إلى أن الرائد نضال حسن تصرف بشكل منفرد». وفى الوقت نفسه، ذكر السيناتور عن ولاية كونيكتيكت جوزيف ليبرمان، وهو يهودى متدين، أنه يعتزم الدعوة لعقد جلسة استماع حول إطلاق النار الذى وقع بقاعدة «فورت هود» العسكرية، لبيان ما إذا كان يمكن توصيفه كأحد صور «هجوم إرهابى»، وما إذا كان ينبغى على الجيش الأمريكى اتخاذ إجراءات إضافية إزاء تزايد ما وصفه ب«التشدد الإسلامى» فى الولاياتالمتحدة. وقال السيناتور ليبرمان، رئيس لجنة الأمن الداخلى والشئون الحكومية، إنه سيطلب عقد هذه الجلسة، لسماع وجهات نظر المسئولين العسكريين، حول قيام الرائد من أصل عربى، نضال مالك حسن، بقتل 13 شخصا وإصابة 30 آخرين فى القاعدة العسكرية. وفى أعقاب الإعلان عن الحادث، سارع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ومنظمات إسلامية أخرى إلى إدانته، كما أعربت تلك المنظمات عن مخاوفها من أن يستخدم متشددون أمريكيون الواقعة لشن عمليات انتقامية ضد المسلمين داخل الولاياتالمتحدة. ولا يزال نضال مالك حسن (39 عاما) فى أحد المستشفيات العسكرية. ولم يوضح المحققون ما إذا كانوا تمكنوا من استجوابه. ويذكر أن الرئيس باراك أوباما سيشارك الثلاثاء فى مراسم تأبين للضحايا الذين سقطوا خلال إطلاق النار داخل فورت هود التى تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم. من ناحيتها نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا عن تزايد المصاعب التى يواجهها المسلمون فى الجيش الأمريكى على خلفية الحادث. وأشارت الصحيفة إلى أن آلاف المسلمين يخدمون فى الجيش الأمريكى منذ عشرات السنين حيث يعود وجودهم فى خطوط الدفاع الأمامية عن الولاياتالمتحدة إلى الحرب العالمية الأولى، ولكن منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 شنت الولاياتالمتحدة حربين على دولتين مسلمتين هما العراق وأفغانستان وهو ما جعل وجود الأمريكيين المسلمين فى صفوف الجيش أكثر أهمية وأكثر تعقيدا فى الوقت نفسه. وأضافت انه بعد حادث قاعدة فورت هود قال الكثير من الجنود المسلمين وقادتهم فى الجيش الأمريكى إن العلاقة بين الجيش وأفراده المسلمين ستصبح أكثر صعوبة. فى الوقت نفسه سارع الأفراد المسلمون فى الجيش الأمريكى إلى إدانة ما قام به المجيور نضال مالك حسن وقالوا إنه هذا العنف لا يعبر عنهم ولا يمثلهم إلا كما يعبر عن المجموعات الأخرى التى ينتمى إليها نضال مثل الأطباء النفسيين فى الجيش الأمريكى مثلا. يقول إنجريد ماتسون رئيس الجمعية الإسلامية فى أمريكا الشمالية «لا أفهم لماذا تتحمل الجالية الأمريكية المسلمة المسئولية عنه (نضال).. فالجيش كان لديه الوقت والفرصة لتشكيل شخصيته أكثر مما كان متاحا للجالية المسلمة». الأمر نفسه أكدته السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام عندما قالت فى برنامج «واجه الأمة» على شبكة سى. بى. إس. إن: الأمر لا يتعلق بديانة الرجل وكونه مسلما لا يعنى إدانة المسلمين أو تحميلهم مسئولية تصرفه.