(شعبطة فى الأتوبيس)، هكذا وصف د.فاروق إسماعيل، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشورى، التعليم فى مصر، موضحا أن وضع الطلاب أو ركاب الأتوبيس يختلف ما بين «متبطط ومهروس ومتشعبط»، على حد تعبيره، بينما وصف الجامعات الحكومية ب«الفيل»، الذى يصعب تحريكه وتطويره بسرعة على عكس الجامعات الخاصة. جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها الصالون الثقافى بنقابة الصحفيين مساء أمس الأول، حيث أكد د.فاروق أن التعليم الجامعى فى مصر يفتقر إلى استراتيجية طويلة الأمد لا تتغير بتغير الوزير، مهاجما قانون 1972 الذى صدر «بين ليلة وضحاها، وفى غياب البرلمان» على حد تعبيره. ونتج عنه تدهور أوضاع الجامعات بشكل عام وضياع حقوق أعضاء هيئة التدريس خاصة بعد إلغاء منصب أستاذ الكرسى، بينما تبقى الإرادة السياسية هى المتحكم الأول والأخير فى العملية التعليمية بشكل كامل. واعترض إسماعيل على استبدال مكتب التنسيق الذى يبلغ من العمر 54 عاما الذى يمثل القاضى العادل معصوب العينين بالمقابلات الشخصية حسب لقانون الجديد للثانوية العامة، محذرا من خطورة هذا التطبيق على العدالة وتكافؤ الفرص. واعترض إسماعيل على إنشاء كليات طب فى الجامعات الخاصة كونها «تسىء إلى الطبيب المصرى، لأنها تخرج أعدادا من الأطباء ليسوا بالكفاءة الكافية لممارسة مهنة الطب». فيما رحب إسماعيل بنظام الساعات المعتمدة فى التعليم فى الجامعات، مشيدا بتجربة النظام المميز الذى طبق فى بعض الكليات هذا العام، والذى يقوم على دفع ومصروفات دراسية معينة للكليات الحكومية فى سبيل الحصول على خدمة تعليمية أفضل، قائلا: «فرصة للى مش عاوز يركب الأتوبيس ينزل يركب تاكسى»، ولكنه وصف التجربة بأنها «على صفيح ساخن وتصطدم بالدستور وليس لها وضع مستقر ومن الممكن إلغاؤها فى أى لحظة». وطالب بضرورة تعديل قانون تنظيم المعاهد العليا قائلا: «لو أن وزير التعليم العالى ألغى 130 من أصل 135 معهدا عاليا فى مصر». واعترض فاروق على فكرة إنشاء الجامعات الأجنبية فى مصر على غرار الجامعة الأمريكية، واصفا أرضها بأنها قطعة من «السفارة الأمريكية»، لكنه رحب بالاتفاقيات العلمية والبحثية بين مصر والدول الأوروبية، والتى أسفرت عن بعض الجامعات، التى تحمل أسماء هذه الدول الأوروبية، لكنها مصرية مائة فى المائة. كما اعترض إسماعيل أيضا على المشروع الأمريكى الجديد، الذى أعلنته مارجريت اسكوبى، السفيرة الأمريكية بمصر، بشان إنشاء مدارس أمريكية فى مصر تقدم دراسة مجانية للمتفوقين، مبررا موقفه بخوفه على تعلم الطلاب للغة العربية.