يترقب العالم بشغف بالغ موعد طرح لقاح "موثوق" ضد فيروس كورونا المستجد، لكن جاهزيته المرتقبة بعد أشهر لن تكون نهاية للمشاكل؛ لأن تحصين الناس قد يتطلب حقنهم بجرعتين اثنتين وليس بواحدة فقط، وهو ما يعني مزيدًا من العقبات في التصدي للجائحة. وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فإنه في حال تطلب اللقاح المرتقب إمداد الجسم بجرعتين اثنتين، فإن ذلك سيسبب إرباكًا في حملات التلقيح؛ لأن السلطات الصحية ستكون في حاجة إلى معدات أكثر. وتقول الأستاذة المختصة في سياسات الصحة بجامعة فاندربيلت الأمريكية، كيلي مور، إنه لا خلاف في أن حملة التلقيح المرتقبة ستكون الأوسع نطاقًا والأكثر تعقيدًا في التاريخ، وفقًا لموقع "سكاي نيوز عربية" الإخبارية. ومن المرتقب أن تشهد الحملة هذا التعقيد، نظرًا إلى التفشي الواسع لفيروس كورونا، وحاجة مليارات من البشر إلى أخذ جرعات قادرة على الوقاية من العدوى التي ظهرت في الصين أواخر 2019. وفي الولاياتالمتحدة، قدمت مبادرة "راب سبيد" التي أطلقها البيت الأبيض لتطوير اللقاح، دعمًا لست شركة مختصة في صناعة الدواء. وإلى الآن، وصلت شركتان اثنتان من بين المؤسسات الست، إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الموسعة، وفي كل واحدة من التجربتين السريريتين، يأخذ 30 ألف متطوع جرعتين اثنتين من اللقاح التجريبي. أما الفارق الزمني بين الجرعة والأخرى فيصل إلى 28 يومًا في تجربة شركة "موديرنا" المختصة في التقنية الحيوية، بينما يبلغ الفارق 21 يومًا بين الجرعتين في تجارب شركة "فايزر". وستقوم تجارب سريرية منجزة من قبل شركات أخرى، بترك مدة فاصلة تفوق عشرين يوما بين الجرعة والأخرى. ويرى الخبراء، أن إعطاء جرعتين من اللقاح ليس أمرا مفاجئا من الناحية الطبية، لأن عددًا من اللقاحات التي يتلقاها الصغار ضد اضطرابا جدري الماء والتهاب الكبد "أ" تستوجب منح جرعتين. والأكثر من ذلك، يحتاج التلقيح ضد بعض الأمراض منح خمس جرعات كاملة، وذاك ما يحصل في حالة الوقاية من مرض "الخناق" التنفسي والكزاز (التيتانوس) والسعال الديكي. والمعضلة الحالية، بحسب خبراء، تتمثل في حاجة دول العالم إلى مليارات الجرعات، وهذا المستوى من الطلب لا يمكن تلبيته خلال أشهر قليلة. وبما أن دولا غنية حجزت مئات الملايين من جرعات اللقاحات المرتقبة، فإن الدول الفقيرة بالذات ستجد نفسها في وضع صعب، وربما لن تحصل على اللقاح في أقرب فرصة ممكنة.