مليشيا النواصى تطلق النار على المتظاهرين فى محيط إقامة السراج.. وتركيا تعترف بمقتل أحد جنودها فى طرابلس دخلت المظاهرات فى العاصمة طرابلس ومناطق الغرب الليبى يومها الرابع، اليوم الأربعاء، احتجاجا على فوضى الميليشيات وتردى الأوضاع المعيشية، فيما حاصر المحتجون منزل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، جاء ذلك بينما اعترفت تركيا بمقتل أحد جنودها فى طرابس. ونشر ناشطون أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى للتظاهرات الحاشدة تحاصر منزل السراج فى حى النوفلين فى العاصمة طرابلس حيث تعالت الهتافات المطالبة إياه بالرحيل، وفقا لشبكة «سكاى نيوز عربية» الإخبارية. وهتف المتظاهرون السلميون بميدان الشهداء فى طرابلس ضد المرتزقة السوريين، قائلين: «نبى دولارات زى الزلمات»، فى إشارة للمطالبة بالمساواة فى الأجور أسوة بالمرتزقة المجلوبين من الخارج. فى غضون ذلك، استخدمت مليشيا النواصى قوة السلاح، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، لتفريق المتظاهرين من أمام منزل السراج واعتقلت عددا من المحتجين، وفقا لصحيفة «الساعة 24» الليبية. وكانت مليشيا النواصى قامت على مدار اليومين الماضيين باعتقال عدد من منظمى الاحتجاجات ولاسيما حراك 23 أغسطس. كما أطلقت المليشيا التى يقودها مصطفى قدور، الرصاص الحى وبشكل عشوائى على المتظاهرين العزل فى ميدان الشهداء ما أدى إلى سقوط جرحى، الأحد الماضى. يأتى هذا فيما أصدرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، اليوم، بيانًا تدين فيه الاعتداءات على أملاك الدولة من قبل المتظاهرين، والاعتداء على محل إقامة السراج، حيث نوه إلى افتقاد المتظاهرين للمتطلبات القانونية اللازمة للحصول على الإذن من مديرية الأمن حسب الاختصاص المكانى والزمانى، بحسب البيان. وفى وقت سابق، أمهلت الحركة الاحتجاجية فى العاصمة الليبية طرابلس حكومة الوفاق 24 ساعة لإعلان استقالتها، ولوحت بالقيام بعصيان مدنى. واعتبرت الحركة الاحتجاجية فى ليبيا أن إعلان استقالة حكومة الوفاق سيشكل «احتراما للشعب»، وهددت بالدخول فى اعتصام مدنى إذا لم ترحل الحكومة، كما طالب الحراك داخلية حكومة الوفاق بالإفراج عن المعتقلين. وتشن الميليشيات الموالية لحكومة السراج حملة اعتقالات بصفوف الناشطين، على خلفية التظاهرات المستمرة لعدة أيام. وكانت العاصمة الليبية شهدت على مدى الأيام الماضية خروج تظاهرات مماثلة احتجاجا على تدهور الخدمات العامة والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه وشح الوقود. واستمرت التظاهرات على الرغم من الوعد الذى أطلقه السراج فى خطاب متلفز بمحاربة الفساد وإجراء تعديل وزارى عاجل. وتصدر اجتثات الفساد مطالب المتظاهرين، فيما رفعت خلال التظاهرة الأعلام الليبية ولافتات كتب على إحداها: «محاسبة الفاسدين». وجرت التظاهرات وسط انتشار أمنى كثيف لتجنب وقوع اشتباكات على غرار ما حدث الأحد عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على المتظاهرين وأصابوا بعضهم بجروح. بدوره، طالب قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، الحكومة المؤقتة بالعمل على «إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء فى غضون 10 أيام، وتوفير الوقود للجنوب». ونشرت القيادة العامة للجيش الليبى بيانا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» قالت فيه إن حفتر اجتمع فى مقر القيادة العامة بمنطقة الرجمة، أمس، مع رئيس الحكومة المؤقتة، عبدالله الثنى ووزراء الداخلية والمالية، والصحة، وعميد بلدية بنغازى، ورئيس صندوق موازنة الأسعار، ومدير شركة الخليج العربى للنفط، ورئيس الهيئة العامة للكهرباء. وأفادت بأن الاجتماع تقرر «للنظر والتباحث فى الاحتياجات الأساسية واللازمة للمواطن وحلحلة المختنقات الضرورية واليومية ومنها، التأكيد على إنهاء إشكالية انقطاع التيار الكهربائى فى فترة أقل من عشرة أيام، والعمل على تفعيل منظومة الفيزا كارت لحل مشكلة السيولة». من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء أمس، مقتل أحد جنودها فى العاصمة الليبية طرابلس. وبحسب بيان الوزارة الذى نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» فإن الجندى يدعى بلال يلماز، وهو رقيب يعمل فى قوات الدفاع الجوى من مدينة كوزان، قتل أثناء أداء مهمته فى طرابلس، وأشارت إلى أن كل محاولات إنقاذه باءت بالفشل، على حد قولها. وأضافت أن يلماز كان مريضا أثناء عمله وتم نقله إلى المستشفى، حيث لقى مصرعه رغم التدخلات التى تم إجراؤها، مشيرة إلى أنه سيتم دفن جثته فى مدينة غازى عنتاب بناء على طلب من زوجته. وهذه ليست المرة الأولى التى تقرّ فيها أنقرة بمقتل جنود لها فى ليبيا، حيث كانت أثقل حصيلة بشرية فى صفوف الجيش التركى فى شهر يوليو الماضى، عندما تعرضت قاعدة الوطية الجوية إلى قصف جوى ما أدى إلى مقتل 6 ضباط أتراك كانوا بداخلها وإصابة آخرين. إلى ذلك، أكد وزير الاتصال والناطق الرسمى للحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، أن عودة ليبيا إلى الساحة الدولية وتخلصها من الإرهاب سيعطيان دفعا للاتحاد المغاربى الذى يعد من بين أهداف الجزائر الجديدة. وأوضح بلحيمر، فى حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «القضية الليبية تخص الليبيين وحدهم وأمن ليبيا من أمن الجزائر، وكل المساعى التى تجمع الليبيين على طاولة واحدة وتوحد صفوفهم وتحافظ على وحدتهم الترابية، الجزائر تباركها وتدعمها».